دخل صراع النفوذ الدائر في مدينة الحسكة، أمس، مرحلة جديدة مع استمرار طيران الرئيس السوري بشار الأسد، لليوم الثاني على التوالي، في استهداف مواقع قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) و«وحدات حماية الشعب» المسلحة في المحافظة المقسمة بينه وبين الأكراد.

ووفق المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب»، ريدور خليل، فإن الوحدات الكردية تخوض معارك هي الأشرس مع قوات النظام السوري وميليشيات الدفاع الوطني الموالية لها، منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات، مشدداً على أن «الحسكة تشهد حرباً حقيقة الآن».

ومع اتساع نطاق المعارك والضربات الجوية النظامية، لتشمل حيَّي النشوة والشريعة المكتظين بالسكان والواقعين تحت سيطرة «الأسايش» و»وحدات الحماية»، أجْلَت السلطات الكردية آلاف المدنيين، مؤكدة مقتل العشرات خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية معظمهم من النساء والأطفال.

Ad

وفي حين دعا خليل كل من يستطيع حمل السلاح إلى «قتال النظام وعصاباته»، أكد القيادي في تحالف «قوات سورية الديمقراطية» المدعوم أميركياً حاج منصور أن الفصائل الكردية وسعت نطاق سيطرتها في واحدة من أعنف المعارك في الحسكة، مؤكداً أنها انتزعت السيطرة على مبان من الحكومة، بينها كلية للاقتصاد.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الكردية حققت مكاسب في الشطر الجنوبي من المدينة.

وتفادت الحكومة و»وحدات حماية الشعب» المواجهة، معظم الوقت، في الحرب المتعددة الأطراف التي حولت سورية إلى مناطق منقسمة تخضع لسيطرة الحكومة ومجموعة متعددة من الفصائل المسلحة.

وتعمل الفصائل الكردية لتطوير حكمها الذاتي في شمال سورية، بحيث يكون إدارة ذاتية ضمن نظام فدرالي، وهي خطة يعارضها الرئيس بشار الأسد.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن القتال بدأ بعد أن احتجز مقاتلون موالون للحكومة شباناً أكراداً في تحرك جاء بعد تقدم قوات الأمن الكردية صوب مناطق تسيطر عليها الحكومة.

وهذه ثاني معركة كبرى بين وحدات حماية الشعب، التي تسيطر على معظم القامشلي، وجنود الحكومة السورية هذا العام. وفي أبريل خاض الطرفان معارك دامية على مدى أيام في القامشلي، شمالي مدينة الحسكة، عند الحدود التركية.

وفي خضم الجدل الدولي على استخدامها قاعدة همدان الإيرانية في تنفيذ عمليات استراتيجية بعيدة المدى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن سفنها في البحر المتوسط أطلقت 3 صواريخ كروز على أهداف في سورية.

إلى ذلك، توجّه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الأول، في زيارة مفاجئة إلى إيران، في طريقه إلى الهند. وظلت الزيارة محاطة بستار من السرية إلى ما بعد رحيله.