بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، زيارة إلى باكو عاصمة أذربيجان للمشاركة في قمة ثلاثية مع روسيا وأذربيجان، وسيعقد بعدها اجتماعاً ثنائياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وحسب البرنامج المعلن، من المقرر أن يدشن روحاني عدداً من المشاريع الاقتصادية المشتركة مع أذربيجان، ويوقع اتفاقيات استثمارية أخرى، بعدما قبل رؤساء البلدان الثلاثة تدشين مشاريع اقتصادية ثلاثية الاستثمار.

Ad

ويمكن اعتبار توقيع إنشاء خط سكك حديدية حديثة بين مدينتي قزوين عبر مدينة رشت الإيرانية وآستارا الأذربيجانية أهم هذه المشاريع، لأنها ستصل شبكة اتصالات سكك الحديد الروسية والأوروبية بميناء بندر عباس الإيراني، وتحقق بذلك أول شق من الحلم الروسي الرامي للوصول إلى المياه الدافئة للخليج العربي.

الشق الثاني من الحلم الروسي يكمن في مد قناة مائية بين بحر قزوين والخليج العربي، إذ إن الروس عرضوا على الإيرانيين في آخر زيارة لرئيسهم بوتين إلى طهران تحمل جميع تكاليف تنفيذ هذا المشروع الذي يواجه مقاومة شديدة من أنصار حماية البيئة في إيران.

وسيحاول الرئيس الإيراني في زيارته هذه الاتفاق على تأسيس مصرف إيراني- آذري مشترك لتسهيل عملية التبادل المصرفي والتجاري بين البلدين بهدف تحويل أذربيجان مركز ترانزيت البضائع الأوروبية لإيران بدلاً من تركيا.

وأهم الاتفاقيات الجاهزة للتنفيذ، التي سيوقعها الرئيسان، تتضمن مشاريع نقل الطاقة و»سويفت البترول» الآذري، حيث تقوم أذربيجان بتسيلم بترولها لإيران على الحدود الشمالية، في مقابل أن تصدر الأخيرة ما يوازي ذلك من بترول لحساب الأولى من الخليج العربي.

وسيكون تقسيم حصص البلاد المطلة على بحر قزوين موضوع نقاش آخر على الطاولة، إذ إن إيران وروسيا تفضلان إبقاءه على ما هو عليه.

من جهة ثانية، تأمل إيران عبر تنفيذ مشاريع اقتصادية في أذربيجان ردم الهوة في العلاقات المتوترة بين البلدين الشيعيين الوحيدين في العالم، إذ إن الأخيرة لديها ارتباطات وثيقة بالولايات المتحدة، وتقربت في السنوات الأخيرة من تركيا وإسرائيل والسعودية، وهو ما تعتبره إيران خطراً لأمنها القومي.

وظهر هذا التخوف الإيراني خلال المناوشات الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا على خلفية اختلافهما على إقليم قرة باغ، حيث سقطت قذائف عشوائية في الداخل الإيراني، ورغم أن نحو 40 في المئة من الإيرانيين من أصول تركية آذرية و98 في المئة من سكان أذربيجان من الشيعة، فإن إيران لم تقف بجانب أذربيجان في حربها مع أرمينيا، بل اتخذت مواقف داعمة للأخيرة في بعض الأحيان، مما أثار غضب الآذريين الإيرانيين الذين يدعمون أذربيجان.

وتعلل إيران تراجعها عن دعم أذربيجان بالتخوف من تقوية وتحريك الانفصاليين الآذريين الذين ينادون بالانفصال وتشكيل دولة آذرية موحدة تشمل أقاليم أذربيجان الشرقية والغربية في إيران.

وأطلعت مصادر في رئاسة الجمهورية الإيرانية «الجريدة» على جدول أعمال مباحثات الرئيسين الإيراني والروسي، موضحة أنه يتضمن كيفية التعاون لكبح النفوذ الأميركي المتزايد في أذربيجان التي تعتبر حديقة خلفية للبلدين، ومواضيع أخرى سيتم بحثها مثل الشأن السوري والأحداث الأخيرة في تركيا، إضافة إلى إمكانية التعاون بين البلدين في حرب الموصل، إذ إن الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني يرفضان دخول أي عملية تصب في مصلحة الولايات المتحدة وتكون بالمشاركة مع الائتلاف المحسوب على الغرب والذي يطالب بتغطية جوية روسية أو سورية.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي طلب من الروس والسوريين تأمين تغطية جوية على الحدود المشتركة بين البلدين على الأقل، وممكن أن تقوم روسيا ببيع أو إعارة طائرات حربية للجيش العراقي، وهذا ما تعارضه الولايات المتحدة بشدة. ولهذا سيقوم روحاني بطرح مشروع تجهيز وتحديث وصيانة بعض الطائرات الروسية التي قام صدام حسين بإخفائها في إيران إبان الهجوم الأميركي على العراق، كي تستخدم على أساس طائرات تابعة للجيش العراقي في معركة الموصل.