البواسير مشكلة شائعة يساهم بعض التعديلات في نمط الحياة في الحد من احتمال الإصابة بها. ولكن إن لم تحُل هذه التغييرات دون ظهور البواسير مجدداً، وسببت لك الأخيرة انزعاجاً كبيراً، فلا تتردد في استشارة طبيبك للحصول على تقييم شامل وتحديد مدى حاجتك إلى علاج.

تشكّل وسادات البواسير جزءاً طبيعياً من تركيبة الجسم في القناة الشرجية، فتساهم في إبقاء البراز في الداخل وتتحكم في السلس. لكن مشاكل البواسير تظهر حين تتورم عروق في هذه الوسادات وتنتفخ.

تنشأ هذه المشكلة أحياناً تحت الجلد حول الشرج. تُدعى البواسير في هذه الحالة بواسير خارجية. بينما تؤدي الأخيرة غالباً إلى الشعور بالألم والانزعاج، لا تسبب البواسير الداخلية أي ألم، ولا تتطلب عادةً العلاج، إلا إذا بدأت تنزف.

Ad

أسباب وعلاجات

تعود اضطرابات البواسير إلى تنامي الضغط في منطقة أسفل الحوض، وهو ينجم في معظم الحالات عن الشد خلال التغوط والجلوس طويلاً على كرسي المرحاض. كذلك ترجع المشكلة في بعض الحالات إلى الإمساك أو الإسهال المزمنين، السمنة، أو الحمل. أما البواسير الخارجية، فتظهر، تزداد حجماً طوال ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم تختفي تدريجياً.

تشمل العوامل المهمة التي تساعدك في تفادي البواسير انتظام حركة الأمعاء من دون الحاجة إلى الشد. لتحقيق هذا الهدف، يمكنك القيام بعدد من التعديلات في نمط حياتك، من بينها التمرّن بانتظام، اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف، الإكثار من السوائل، وتفادي الجلوس فترات طويلة.

عندما تعاني البواسير الخارجية المؤلمة، من الممكن لخطوات الرعاية الذاتية أن تخفف شعورك بالانزعاج. فتحتوي الكريمات، الدهون، التحاميل، أو الرقعات المصممة لعلاج البواسير، والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية، على مكونات مثل بندق الساحرة والكورتيزول، التي تخفف الألم والحكة. تعود هذه المنتجات عادةً بفائدة كبيرة على المريض. ولكن لا تستعملها لأكثر من سبعة أيام على التوالي. فإذا أفرطت في استعمالها أو أطلته، فقد تسبب لك تأثيرات جانبية، مثل الطفح الجلدي، الالتهاب، أو ترقق البشرة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الجلوس في حوض ماء فاتر أو حوض sitz، الذي يحتوي على الماء فحسب، مدة 10 إلى 15 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم للحد من التورم. كذلك، تساهم أكياس الثلج أو الضمادات الباردة في الحد من الألم والتورم. على نحو مماثل، تخفف المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين، الأسبرين، أو الأسيتامينوفين، الشعور بالانزعاج.

ولكن إن استمرت البواسير لأكثر من أسبوع رغم كل هذه العلاجات المنزلية، أو إذا سببت لك الألم والانزعاج، فلا بد من زيارة عيادة الطبيب.

كذلك، عليك استشارة الطبيب، إن عانيت نزفاً شرجياً من دون الشعور بالألم، وذلك بغية استبعاد إصابتك بحالات أكثر خطورة. وإذا اتضح أن هذه الأعراض تعود إلى البواسير، فقد ينصحك الطبيب باستئصالها جراحياً. تتوافر تقنيات عدة لإجراء جراحة مماثلة، ويُجرى معظمها في عيادة الطبيب ولا يتطلب النوم في المستشفى.

إذاً، يمكن لإجرائك اليوم تعديلات في برنامجك الرياضي ونظامك الغذائي مساعدتك في تفادي البواسير في المستقبل. أما إذا عاودت هذه المشكلة الظهور، فاتبع خطوات الرعاية الذاتية. وفي معظم الحالات، لا يحتاج المريض إلى أي علاج إضافي. ولكن إن ظلت البواسير مصدر ألم كبير، فزر عيادة الطبيب.