تبدأ أعراض داء الثعلبة غالباً بتساقط مفاجئ للشعر وتطاول مناطق متنوعة من فروة الرأس. تتعطّل بصيلات الشعر بلا مبرر. نتيجةً لذلك، لا يتغذى الشعر بالشكل المناسب ويبدأ بالتساقط. هذا المرض الجلدي جزء من أمراض المناعة الذاتية ويصيب بشكل أساسي المراهقين والراشدين الشباب تحت عمر الخامسة والعشرين، رجالاً ونساءً. تتعدد العوامل التي تسبّب المشكلة، مثل الإجهاد الجسدي أو النفسي قبل أيام أو أسابيع من ظهور الحالة. تبرز أيضاً عوامل وراثية مؤثرة.

نوع العلاج

Ad

يصف الطبيب عموماً كريمات قشرية من شأنها أن تخفف الالتهاب وتكبح المناعة. لمعالجة أكثر الحالات حدة، يصف الطبيب الستيرويدات القشرية على شكل أقراص. يُستعمَل علاج آخر في الوقت نفسه لتنشيط نمو الشعر: تُدهَن هذه المنتجات على الصفائح بعد فترة من أخذ الستيرويدات القشرية أو بعد استعمالها مباشرةً. خلال هذه المرحلة، يراقب اختصاصي الجلد تطور الصفائح عبر تصويرها وقياسها خلال الزيارات الدورية. إذا لم يتطور المرض، يجب انتظار نمو الشعر من جديد. لكن في الحالات الأكثر خطورة، قد تبرز الحاجة إلى دخول المستشفى وأخذ علاج كابح للمناعة.

مسار تطور المرض

في ثلث الحالات، يزول داء الثعلبة من تلقاء نفسه، ما يعني أن الشعر ينمو بوتيرة طبيعية. لكن بالنسبة إلى ثلث آخر من المرضى، تتفاقم الحالة وتتوسّع المناطق المصابة على فروة الرأس. في حالات نادرة، قد يسقط الوبر في مناطق أخرى من الجسم بشكل جزئي أو كامل. وفي %10 من الحالات، تتأثر الأظفار بدرجات متفاوتة وتتراوح أعراض المرض بين ظهور نقاط صغيرة وسقوط الأظفار بالكامل. قد تحصل انتكاسات متكررة وقد تفصل بينها سنوات.

متى يتجدد نمو الشعر؟

لا يتجدد نمو الشعر قبل ثلاثة أشهر في أفضل الأحوال. يبقى مسار النمو بطيئاً! بشكل عام، يجب انتظار فترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، لذا يكون الوضع صعباً بالنسبة إلى النساء تحديداً. تحتاج المرأة إلى التحاور مع طبيبها كي تستفيد من دعمه المعنوي.

ما العمل بانتظار نمو الشعر؟

لأن المشكلة تقع على مستوى بصيلات الشعر، لا يتعرّض الشعر السليم لأي مخاطر. لذا يمكن متابعة استعمال المستحضرات السابقة في المناطق السليمة. تابع الاهتمام بنفسك وبتسريحتك كي تشعر بالتحسن.

علاجات محتملة

خضعت تقنيات ليزر مختلفة ({إكسيمير}، ليزر بثاني أكسيد الكربون المجزأ) للاختبار لأجل معالجة داء الثعلبة وتوصّلت إلى نتائج مقنعة عموماً. حصل الأمر نفسه مع العلاجات الموضعية التي تشمل الحقن المجهري وجهاز الأسنان الذي يسهّل اختراق العناصر وعلاج الميزوثيرابي (حقن الفيتامينات تحت الجلد). لكن تبقى هذه الدراسات الحديثة محدودة ولم تتأكد نتائجها على نطاق واسع. حتى الآن لا يمكن التفكير بهذه التقنيات إلا إذا كان المصاب مريضاً جداً واطّلع على الفشل المحتمل للعلاجات الجديدة وكان ميسوراً لأن الجلسات مكلفة جداً.

حلول محتملة إذا لم يتجدد نمو الشعر

قد تخفي بودرة الشعر الملوّنة والمصنوعة من الكيراتين الصفائح. يمكن إزالتها بالشامبو.

يمكن استعمال شعر مستعار وفق توصيات الطبيب.

يقضي اصطباغ الجلد التجميلي والطبي بحقن الأصباغ، نقطة تلو الأخرى، في الأدمة الوسطى، تحت تخدير موضعي، ضمن المناطق التي تخلو من الشعر. توحي هذه الطريقة بزيادة كثافة الشعر وتخفي الصفائح. من الأفضل أن تحصل العملية في عيادة طبية على يد اختصاصي ماهر.

تقضي تقنية الالتحام الجلدي بزرع شعر المريض على غشاء رقيق جداً وثابت في فروة الرأس ويمكن تغييره كل شهر. يصعب أن يلاحظ أحد هذا الشعر المضاف.

قد يكون زرع الشعر حلاً مناسباً في الحالات الحادة من داء الثعلبة. تحصل هذه العملية الطبية تحت تخدير موضعي وتتطلب سحب عينات مزروعة وعالية الجودة.