قبلت هيلاري كلينتون، أمس الأول، ترشيح الحزب الديمقراطي، لتصبح أول إمراة تخوض السباق الرئاسي، وحاولت في "خطاب القبول"، الذي ألقته أمام المؤتمر الوطني العام في فيلادلفيا، إظهار نفسها كمرشحة "وسطية" مؤهلة للرئاسة أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب ومواقفه المثيرة للجدل.

وصعدت وزيرة الخارجية السابقة وسط تصفيق حار من آلاف المندوبين إلى منصة المؤتمر، وتعهدت أن تكون رئيسة لكل الأميركيين، وذلك بعد ثماني سنوات من خسارتها ترشحها للانتخابات الرئاسية عام 2008 أمام الرئيس الحالي باراك أوباما.

Ad

وتحدثت، السيدة الأولى السابقة، عن خبرتها في العمل في مجال حقوق المرأة وحقوق الطفل، وبالإضافة إلى السفر إلى 112 دولة حول العالم لتمثيل الولايات المتحدة خلال عملها كوزيرة للخارجية.

معاً

وهاجمت كلينتون "68 عاماً" خطاب ترامب، الذي ألقاه الأسبوع الماضي في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، واصفت إياه بـ"الغريب".

وقالت في هذا السياق: "لا تصدقوا أي أحد يقول لكم أنا وحدي فقط القادر على حل مشاكل البلاد، إن كلماته تدق أجراس الإنذار لنا جميعاً. الأميركيون لا يقولون: أنا وحدي القادر على حل المشاكل. نحن نقول: سوف نحل هذه المشاكل معاً".

«داعش»

وانتقدت قول ترامب، إنه يعرف عن تنظيم "داعش" أكثر ما يعرفه الجنرالات العسكريون الأميركيون.

وأوضحت أنها عرضت "استراتيجية للقضاء على تنظيم داعش" تقوم على مواصلة الغارات الجوية ودعم قوات محلية تقاتل على الأرض وزيادة العمل الاستخباري لتجنب أي هجوم داخل الولايات المتحدة، مضيفة: "لن يكون الأمر سهلاً لكننا سننتصر".

الجيش

وقالت، إن الجيش الأميركي "كنز وطني" وليس "كارثة" كما وصفه. وأضافت أن "الرئيس ينبغي أن يحترم الرجال والنساء الذين يخاطرون بأرواحهم لخدمة بلادنا".

الانعزال

وأضافت كلينتون، أن "ترامب يرغب في أن ينفصل الأميركيون عن بقية العالم وعن بعضهم بعضاً". وأوضحت أنه "يراهن على أن مخاطر العالم حاليا ستحجب عنا وعده غير المحدود. إنه يريد أن يخيفنا من المستقبل ومن بعضنا بعضاً".

وعن الجدار الذي ينوي ترامب بناءه على حدود المكسيك لوقف تدفق المهاجرين المكسيكيين ، قالت :"لن نبني جداراً بل سنقوي الاقتصاد ليتمكن أي شخص يريد العمل بنزاهة أن يحصل على راتب مناسب".

أوباما

وردّت على شعار ترامب "لنجعل أميركا عظيمة من جديد" بالقول، إن "أميركا قوية بسبب قيادة الرئيس أوباما، وأنا أفضل بسبب صداقته".

الأسلحة النووية

وأردفت قائلة "يفقد أعصابه إزاء أي استفزاز" مضيفة أن "رجلاً يمكن الإيقاع به بتغريدة ليس شخصاً يمكن أن نعهد إليه أسلحة نووية".

وكررت كلينتون شعار المؤتمر "نحن أقوى معاً"، وشددت على أن هدفها كان دائماً الحرص على أن يوظف الأميركيون مواهبهم وطموحهم لجعل الأمة أكثر قوة.

وحددت في كلمتها، التي استمرت ساعة مشاريعها لتحسين الاقتصاد الأميركي، وشددت على أن "هدفي الأول سيكون إيجاد فرص أكبر والمزيد من الوظائف الجيدة برواتب أعلى".

وتابعت أنها ستركز على مواطن "تم تجاهلها لفترة طويلة من المدن في الداخل إلى البلدات الصغيرة".

وفي تصريح يعتبر جريئاً لمرشحة تسعى إلى حد كبير إلى الاستفادة من سياسات أوباما الاقتصادية، قالت كلينتون إن الاقتصاد "لا يسير بعد بالمستوى المطلوب".

هيلاري وساندرز

وبعد انتخابات تمهيدية مضنية ضد المرشح الاشتراكي بيرني ساندرز وحافلة بالانتقادات المتبادلة مع ترامب، حاولت كلينتون أن تمد يدها إلى المشككين بها.

وقالت كلينتون: "سأحمل قصصكم معي إلى البيت الأبيض"، مضيفة أن إدارتها ستطبق عدداً من السياسات، التي دعا إليها ساندرز.

وصرحت "سأكون رئيسة للديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين للمناضلين والناجحين، للذين صوتوا مع أو العكس، لكل الأميركيين".

وتخلل خطاب كلينتون هتافات احتجاج من هنا وهناك خصوصاً من قبل مؤيدي ساندرز، لكن مؤيديها كانوا يسارعون إلى رفع صوتهم.

وفي محاولة لاستمالتهم، وقالت: "أريد أن أشكر بيرني ساندرز. حملتك الهمت ملايين الأميركيين بالأخص الشباب، الذين وضعوا قلوبهم في الانتخابات التمهيدية". موضحة أن ساندرز وضع مسائل العدالة الاجتماعية والاقتصاد في مكانها الصحيح.

وأضافت" أريدك أن تعلم أن قضيتك هي قضيتنا، لقد سمعتك وبلادنا تحتاج إلى أفكارك وطاقتك وشغفك".

تحديات

وتواجه كلينتون تراجعاً كبيراً في ثقة الرأي العام، الذي تابع مسيرتها وزوجها منذ ربع قرن. وبسبب فضيحة الرسائل الإلكترونية، التي لاتزال تطاردها، تعاني كلينتون من شعبية متدنية.

وتستعد كلينتون مع مرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم كاين لخوض حملة من ثلاثة أيام تبدأ الجمعة على متن حافلة، وتشمل ولايتي بنسلفانيا وأوهايو اللتين لم تحسما قرارهما بعد.

وحول كاين، قالت "قريباً ستفهمون لماذا رشحته فيرجينيا من عمدة إلى حاكم ومن ثم سيناتوراً. سيجعل بلادنا فخورة".

مع أن كلينتون عليها التقرب من قاعدة الحزب والسعي إلى مصالحة مؤيدي ساندرز، لكن أمامها مهمة رئيسية تقوم على استمالة الناخبين المستقلين أو الجمهوريين غير الراضين عن ترامب.

وقالت كلينتون، متوجهة في الوقت نفسه إلى مؤيدي فرض رقابة على بيع الأسلحة والناخبين الأكثر تحفظاً: "لست هنا لآخذ أسلحتكم. كل ما أسعى إليه ألا تتعرضوا لإطلاق نار من شخص يفترض ألا يحمل سلاحاً من الأصل".

وبدأ الإعلام الأميركي يعد الجمهور لمنافسة مباشرة شرسة بين كلينتون وترامب، فيما تتجه الأنظار إلى أول مناظرة لهما في سبتمبر المقبل.

ترامب يريد ضرب منتقديه

قال المرشح الجمهوري، المثير للجدل، دونالد ترامب، إنه أراد ضرب بعض المتحدثين، أمام المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي في فليلادلفيا، الذين انتقدوه وهاجموه.

وقال ترامب في تجمع انتخابي مساء أمس الأول: "أردت أن أضرب اثنين من أولئك المتحدثين، الذين قالوا أشياء سيئة عني، كنت أريد ضربهم بقوة، ثم تلقيت مكالمة من حاكم يحظى باحترام كبير، قال لي: كيف تسير الأمور، دونالد؟". قلت: حسناً إنها على ما يرام، لكنهم يقولون أشياء سيئة عني. سوف أضربهم بقسوة"... كنت سأضرب شخصاً على وجه الخصوص، رجل صغير جداً كنت سأضرب هذا الرجل بقوة حتى يدور رأسه، وحتى لا يعرف ما حدث له.. جاء هو من لا شيء وعقد صفقات معي. وكان يقول: "هل يمكنك مساعدتي بهذا؟ هل بإمكانك إتمام هذه الصفقة لي وهل تحل هذه المشكلة؟ وقد حللت المشكلة، وقمت بعمل جيد، كنت أود ضرب عدد من هؤلاء المتحدثين بشكل قوي حتى تدور رؤوسهم، حتى لا يتعافوا أبداً، وهذا ما فعلته مع الكثيرين، وهذا هو السبب في أن هناك أشخاصاً لا يؤيدوني، فهم لم يتعافوا بعد".

والد جندي مسلم قُتل بالعراق لترامب: هل قرأت الدستور؟

القى خيزار خان، والد الجندي الأميركي المسلم هوماين خان الذي قتل خلال حرب العراق، كلمة في المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي في فيلادلفيا، انتقد فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وقال خان، الذي فقد نجله نتيجة تفجير انتحاري قبل 12 عاماً: "دونالد ترامب، أنت تطلب من الأميركيين الوثوق بك وتأمينك على مستقبلهم، دعني أسألك: هل قرأت الدستور الأميركي على الإطلاق؟ يمكنني إعارتك نسختي بكل سرور، حيث يمكنك البحث عن كلمتين فيه هما الحرية والمساواة بالحماية وفقاً للقانون".

وأضاف: "أنت لم تضح بأي شيء ولم تخسر أحدا"، داعيا المرشح الجمهوري إلى الذهاب وزيارة إحدى المقابر العسكرية لـ "رؤية المدفونين من مختلف الأعراق والأديان في سبيل الولايات المتحدة الأميركية".

(فيلادلفيا - وكالات)