تمكن 12 شخصاً فقط من سكان مدينة حلب من الخروج من الأحياء الشرقية عبر معبر بستان القصر، قبل أن تشدد الفصائل المقاتلة إجراءاتها الأمنية وتمنع الأهالي من الاقتراب من ممرات إنسانية أقامها نظام الرئيس بشار الأسد بالتعاون مع حليفته روسيا.

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أمس، فإن «المعابر عملياً مقفلة من ناحية الفصائل لكنها مفتوحة من جانب مناطق سيطرة قوات النظام»، مؤكداً أن «الروس والنظام يريدان من خلال فتح المعابر الإنسانية الإيحاء بأنهم يريدون حماية المدنيين، لكنهم يستمرون في المقلب الآخر في قصفهم في الأحياء الشرقية».

Ad

ويسعى النظام من خلال فتح هذه الممرات إلى إخلاء الأحياء الشرقية البالغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة، والسيطرة بالكامل بالتالي على ثاني أكبر مدن سورية، التي تشهد منذ صيف عام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين الأحياء الشرقية المحاصرة تماماً، منذ قطع طريق الكاستيلو آخر منفذ إليها في 17 الشهر الجاري والغربية الموالية للنظام.

تشكيك أممي

وشككت الأمم المتحدة في إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس الأول، بدء «عملية إنسانية واسعة النطاق» في حلب، تشمل ثلاثة ممرات إنسانية، مكررة أن الحل الأفضل، هو إجازة نقل المساعدات الإنسانية بكل حرية وأمان إلى المدنيين. وطالب مبعوث المنظمة ستيفان ديميستورا بتحسين الخطة الروسية لإغاثة 300 ألف محاصر، مقترحاً أن تترك مسؤولية أي عملية إجلائهم إلى الأمم المتحدة.

وقال دي ميستورا في جنيف، «ما أفهمه هو أن الروس مستعدون (لإدخال) تحسينات رئيسية، وخبراء الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يعرفون ما يفعلون ويتمتعون بالخبرة اللازمة، وهذا عملنا».

ورأت فرنسا، أمس، أن «الممرات الإنسانية» لا تقدم «حلاً مجدياً» للوضع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال، إن «القانون الدولي الإنساني يفرض إيصال المساعدة بصورة عاجلة» للمحاصرين، مضيفاً أن «فرضية الممرات تقضي بالطلب من سكان حلب أن يغادروا المدينة».

مجازر منبج

وفي منبج، التي شهدت مجزرة جديدة لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أعدم تنظيم «داعش» 24 مدنياً على الأقل إثر اقتحامه أمس الأول قرية البوير وطرده «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) منها.

وأوضح المرصد، أن مذبحة البوير جاءت في إطار «هجوم عنيف ومباغت» شنه التنظيم على قرى عدة في ريف منبج الشمالي الغربي، وتمكن بموجبه من السيطرة على قرى عدة في المنطقة بعد اشتباكات عنيفة مع «قسد»، التي انسحبت من البلدة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شمال غرب المدينة.

واشنطن و«النصرة»

ورغم إعلان زعيمها أبو محمد الجولاني،الذي كشف وجهه للمرة الأولى، فك الارتباط بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، اعتبرت الإدارة الاميركية، أمس الأول، أن الجبهة لا تزال تعتبر «مجموعة إرهابية» وتهديداً للولايات المتحدة واستهدافها مشروع. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست، إن الولايات المتحدة «لا تزال تعتقد أن قادة النصرة لديهم نية لتنفيذ اعتداءات ضد دول غربية».

وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي، على «أننا لا نرى أي سبب للاعتقاد بأن أعمالهم أو أهدافهم أصبحت مختلفة ونعتبرهم منظمة إرهابية أجنبية»، موضحاً «نحن نحكم على هذه المجموعات بناء على ما تفعله، وليس على الأسماء التي تتخذها».

وفي منتدى أمني في أسبن، قال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، إن النصرة «تحاول توحيد وحشد جماعات المعارضة الأخرى»، مضيفاً أن حقيقة انفصال «النصرة عن القاعدة لا يزال يتعين التثبت منها».

ولاحقاً، أصدرت «فتح الشام» بياناً حددت بموجبها أهدافها ورؤيتها العقائدية والسياسية والعسكرية أوضحت فيه مبادئها العقدية والسياسية والعسكرية، موضحة أنها ستدفع «العدو الصائل على الدين وعلى حرمات المسلمين»، وهذا أهم الفروض، ولا يشترط له شرط. وقال البيان إن الجبهة في «جهادها تحكيم الشريعة وإقامة دين الله في الأرض»، مؤكداً أنها تسعى لرفع الظلم عن «كافة المظلومين سواء كانوا من أهل الإسلام أو أهل الكفران، ونكف الظالم عن ظلمه بشتى الوسائل وبقدر الاستطاعة».

كما شددت «جبهة الفتح» على أنها تنبذ الفرقة والاختلاف، وتدعو إلى جمع الكلمة والائتلاف، مؤكدة على وجوب الاجتماع تحت راية واحدة.