كشفت جولة لـ"الجريدة" في أروقة أسواق المباركية عن كم كبير من الإهمال واللامبالاة تعيشه تلك الأسواق التاريخية، التي شكلت البلدية اكثر من 10 لجان لتطويرها خلال السنوات الأربع الماضية، وعقدت لها العديد من الاجتماعات، وأعلنت تطويرها والمناطق المحيطة بها، ومن ضمنها ساحة الصفاة التي تعتبر معلما وطنيا في الكويت، وكان من المفترض أن يتم افتتاحها قبل اكثر من عام إلا أن ذلك لم يحدث بعد.

وأفصحت الجولة عن سوء مستوى النظافة في تلك الأسواق، خصوصا في الفترة المسائية التي تعد فترة الذروة للبيع والشراء فيها، في حين كان واضحا غياب المفتشين المعنيين من قبل البلدية، فالأوساخ تغطي المكان، وتملأ شوارع تلك المنطقة التراثية في ظل وجود فريق نظافة واحد مكون من عاملين فقط للمنطقة بأسرها!

Ad

وفيما يخص نظافة المطاعم والمحلات التجارية المنتشرة بالمنطقة، والتي يرتادها الكثير من المواطنين والمقيمين والسياح بشكل يومي، فالرقابة المسبقة من قبل بلدية الكويت مازالت متواضعة الى حد ما.

وشهدت الجولة مشاجرة أحد الزبائن ويدعى أحمد محفوظ مع أصحاب احد المطاعم، حيث قال محفوظ ان الغش التجاري متفش في تلك الاسواق، إذ فوجئ وهو يشتري فطيرة جبن لابنه بأن العجينة يتم تصنيعها في مكان تتجمع به القاذورات، الأمر الذي ينذر بخطر صحي كبير على المستهلكين.

وأضاف محفوظ أن اللوم الكبير يقع على بلدية الكويت، التي سمحت لهؤلاء الموظفين بالتلاعب في صحة وسلامة مرتادي اسواق المباركية، التي تعتبر ابرز وجهة سياحية وتراثية في البلاد.

ساحة الصفاة

وامتدت الجولة لتشمل ساحة الصفاة، التي تم توقيع عقد تطويرها والبدء بمشروعها عام 2011 بكلفة بلغت نحو 3.017.250 دينارا مدة سنتين، وتم تمديد العقد مدة عام كامل من أجل اجراء تعديلات على المشروع، ولكن تم تأخيره بسبب بعض الهيئات الحكومية المرتبطة به، وحتى هذه اللحظة لم يتم افتتاح الساحة.

ومرارا وتكرارا حاولت "الجريدة" الاتصال بالمدير العام للبلدية المهندس أحمد المنفوحي، لكن هاتفه أبى أن يستجيب لاتصالنا لاستيضاح أسباب التأخير، علما ان اعمال التأهيل التي تمت على المشروع قبل 3 اعوام باتت تحتاج الى تجديد ما يعرض الساحة الى مزيد من التأخير، فضلا عن ان بعض المعلومات كشفت ان افتتاح الساحة لن يكون متاحا قبل التوافق على "آلية تشغيل المحلات الستة التي تقع ضمنها".

نفضة كبيرة

من جانبه، أكد رئيس المجلس البلدي مهلهل الخالد أن أسواق المباركية تعاني ضعفا في البنية التحتية، خاصة فيما يخص دورات المياه التي تعتبر من أهم الامور المفقودة هناك، مشيرا إلى أن العدد القليل جدا من تلك الدورات الموجودة "يعاني الإهمال والقذارة" ولا يوجد من يهتم به.

وبين الخالد لـ"الجريدة" ان المباركية بحاجة الى نفضة كبيرة، ولابد من اعادة تطويرها من جديد، اسوة بما صنعته دولة قطر بسوق "واقف" التراثي، الذي تم اعادة تطويره بالروح القديمة، مما يجعل مرتاديه يشعرون بعبق الماضي عند التسوق في مرافقه.