شيعت أمس جنازة المخرج الراحل محمد خان، الذي توفي عن عمر يناهز 74 عاماً، بعد أزمة صحية مفاجئة، حيث خضع للعلاج في أحد المستشفيات الخاصة، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح أمس، وسط حالة من الصدمة سيطرت على أصدقائه ومحبيه الذين صدمهم الخبر.

ولد محمد خان في 26 أكتوبر 1942، وهو متزوج من السيناريست وسام سليمان، ولديه ابنته المخرجة نادين خان، وشارك كعضو بلجنة تحكيم في عدة مهرجانات مهمة منها مهرجان دبي ودمشق، بينما بدأ اهتمامه بالسينما منذ طفولته مع نشأته بالقرب من أحد دور العرض السينمائية، وقام بتأليف كتابين عن السينما، أبرزهما "مخرج على الطريق" الذي يتناول قصة حياته.

Ad

درس خان السينما في المعهد العالي للسينما بإنكلترا، حيث درس لعدة سنوات قبل أن يعود إلى مصر من أجل العمل في الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي، حيث استمر بالعمل أكثر من 10 سنوات، قبل أن يتجه للإخراج السينمائي، حيث كتب عددا كبيرا من أفلامه، وقد تسبب تمسكه بوجهة نظره في خلافات بينه وبين عدد من الفنانين، منهم أحمد زكي، عادل إمام، كما اكتشف موهبة الفنان محمود حميدة الذي أسند له أول بطولة سينمائية في فيلمه "فارس المدينة"، والذي أغلق به ثلاثيته التي بدأت بـ"الحريف" ثم "خرج ولم يعد".

«ضربة شمس»

ومن أبرز أعمال المخرج الراحل فيلم "زوجة رجل مهم"، الذي قدمه مع الفنان أحمد زكي وتناول فيه الجانب السلبي لبعض شخصيات رجال الشرطة، كما أنه من أوائل المخرجين الذين خرجوا بالكاميرا إلى الشارع، ومنذ تجاربهم الأولى كما في "ضربة شمس" مع نور الشريف ونورا، وهو الفيلم الذي حصد جوائز عدة في مهرجانات مهمة منها دبي، دمشق، مسقط.

وحصل خان على الجنسية المصرية قبل عامين بقرار رئاسي من رئيس الجمهورية المؤقت آنذاك المستشار عدلي منصور، وهو الحلم الذي ظل لفترة طويلة يراوده ويسعى لتحقيقه، فيما كان يستعد مهرجان القاهرة السينمائي لتكريمه عن مجمل أعماله السينمائية في دورته المقبلة المقررة إقامتها خلال شهر نوفمبر المقبل.

تعاون خان مع عدد كبير من الفنانين خلال مسيرته الفنية، وكان يشترط تفرغ الأبطال لأعماله، ولا يسمح لهم بالاشتراك في أعمال أخرى خلال فترة التصوير، كما اهتم بقضايا المرأة ومناقشتها في أكثر من عمل، ومنها "بنات وسط البلد"، و"في شقة مصر الجديدة"، و"فتاة المصنع".

مخرج «الواقعية»

عرف خان بلقب مخرج الأفلام الواقعية في السينما، حيث قدم عدة تجارب سينمائية تتناول الواقع في السينما المصرية، منها "فارس المدينة"، "مستر كاراتيه"، "يوم حار جداً".

وكان آخر أعمال محمد خان فيلم "قبل زحمة الصيف"، الذي شارك بالدورة الأخيرة لمهرجاني دبي السينمائي الدولي والأقصر للسينما الإفريقية، لكنه واجه اعتراضات من الرقابة العمانية حرمته من المشاركة في مهرجان مسقط السينمائي بدورته الماضية، وهو الفيلم الذي صنفته الرقابة للكبار فقط بسبب جرأته، وقامت ببطولته هنا شيحة مع أحمد داود وماجد الكدواني.