اجتمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس مع زعماء المعارضة، لبحث تداعيات الانقلاب الفاشل، وشكرهم على موقفهم الحازم، وتواصلت الملاحقات في تركيا أمس، واستهدفت بشكل خاص وسائل الاعلام.

وأصدر القضاء التركي مذكرات توقيف بحق 42 صحافيا، بينهم نازلي ايليجاك المعروفة في تركيا، بعد ساعات من توقيف 40 عسكريا في إسطنبول رهن التحقيق، في إطار حملة الملاحقات التي اعقبت الانقلاب الفاشل.

Ad

وفي مبادرة نادرة لرص الصفوف التقى إردوغان أمس رؤساء أحزاب المعارضة في القصر الرئاسي، للتشاور معهم في آخر التطورات بالبلاد، وشكرهم على مواقفهم الحازمة ضد الانقلاب.

ولم توجه دعوة إلى زعيم حزب "الشعوب الديمقراطي" الموالي للاكراد صلاح الدين دميرتاش، والمتهم بدعم حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة إرهابيا.

وكان حزب الشعب الجمهوري (أتاتوركي علماني)، أبرز أحزاب المعارضة، دعا إلى تظاهرة ضخمة أمس الأول، شارك فيها أنصار حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ في ساحة تقسيم في إسطنبول، تأكيدا لموقف المعارضة الرافض للانقلاب.

كما استقبل اردوغان أمس زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، الذي سبق ان اقسم بأنه لن يزور القصر الرئاسي، وزعيم حزب الحركة القومية اليميني المتشدد دولت بهجلي.

في سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن تركيا ستقيل عددا من السفراء فيما يتعلق بمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.

وبلغ عدد من اعتقلتهم السلطات التركية أو أوقفتهم عن العمل أو أخضعتهم للتحقيق من الجنود والقضاة والشرطة والمعلمين والموظفين المدنيين وآخرين أكثر من 100 ألف منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو.

وبشأن العلاقات الأميركية - التركية، قال جاويش أوغلو أمس إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن ستتأثر إذا لم تسلم الولايات المتحدة الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب.

وأضاف أوغلو أنه سيلتقي مسؤولين أميركيين لمناقشة الأمر خلال زيارة مقبلة.

من جهة أخرى، تم إيقاف نحو 46 ألف موظف مدني عن العمل، في إطار التحقيقات الموسعة الجارية في محاولة الانقلاب، وجرت الإيقافات في عدد من المؤسسات العامة، بما في ذلك رئاسة الوزراء وإدارة تنمية الإسكان ومعهد الإحصاء وعدد من الوزارات.

كما سرحت شركة الخطوط الجوية التركية، التي تديرها الدولة، ما يزيد على مئة موظف من الإداريين وأطقم الطيران، في إطار عملية تطهير للمؤسسات الحكومية للدولة لاجتثاث المؤيدين للانقلاب.

وتم أمس إصدار مذكرات اعتقال لـ42 صحافيا، بينهم الكاتبة الصحافية المعروفة نازلي إليجاك و31 أكاديميا، وتأتي مذكرات اعتقال الصحافيين في إطار التحقيقات المتعلقة بالأذرع الإعلامية لـ"الكيان الموازي"، وهو الاسم الذي تطلقه أنقرة على أنصار غولن.

في سياق متصل، أكد أحد أقرباء داود هانسي التركي، الحامل للجنسية الكندية، والذي وصف بعد اعتقاله في تركيا أمس الأول بأنه "الذراع اليمنى لفتح الله غولن"، أن قريبه ليس مقربا من الداعية لإلامي المقيم في الولايات المتحدة، ولم يضطلع بأي دور في الانقلاب.

إلى ذلك، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس إن تركيا ليست في موقع يؤهلها لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي في أي وقت قريب، وإن مفاوضات انضمامها للاتحاد ستتوقف على الفور إذا أعادت تطبيق عقوبة الإعدام.