استيقظ الليبيون أمس على مأساة جديدة ضمن مسلسل الفوضى الغارقة فيها بلادهم، مع مقتل نحو 100 جندي في هجوم على معسكر تدريب لقوات خفر السواحل في مدينة زليتن الساحلية تبناه تنظيم "داعش".وفي هذا الهجوم، الذي يعد أسوأ عملية تشهدها ليبيا منذ اندلاع النزاع المسلح على الحكم بين السلطتين المتناحرتين في طرابلس وطبرق منذ عام ونصف العام، اقتحمت سيارة إطفاء يقودها انتحاري من "داعش" بوابة مركز التدريب أثناء حفل تخريج نحو 500 متدرب لخفر السواحل، قبل أن تنفجر في ساحته محدثة دوياً كبيراً سُمِع في كل أرجاء مدينة زليتن، الخاضعة لسيطرة البرلمان المنتهية ولايته بطرابلس. وسبق الهجوم المأساوي إعلان مؤسسة النفط الوطنية عجزها عن احتواء النيران المشتعلة في خزانات الخام من جراء المعارك المستمرة منذ أسبوع مع "داعش"، الذي تمكن أيضاً من انتزاع بلدة بن جواد الاستراتيجية الساحلية القريبة من بنغازي.ومع اصطدام محاولات الأمم المتحدة لحشد التأييد من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، بمعارضة البرلمانَين المتناحرين في طرابلس وطبرق، رأى الدبلوماسي الفرنسي السابق في ليبيا باتريك هايمزاده أن محاولة "داعش" الاستيلاء على منشآت نفط الشمال فشلت حتى الآن في مواجهة المجموعات المسلحة للخصمين المتنافسين.وحذر الدبلوماسي من قدرة التنظيم المتطرف، الذي يريد إثبات أنه موجود وقادر على التأثير، على تهديد مدينة بنغازي، مهد الثورة ضد معمر القذافي في 2011، وكذلك أجدابيا بعد سيطرته بن جواد، لكنه استدرك بأنه سيواجه مقاومة ثقيلة.من جهة ثانية، كشف البرلمان البريطاني أمس عن محاضر محادثتين هاتفيتين بين توني بلير ومعمر القذافي يطلب فيهما رئيس الوزراء البريطاني السابق من الزعيم الليبي حينئذ الرحيل والاحتماء في مكان آمن، وذلك قبل إطاحته عام 2011.(طرابلس، مصراتة- أ ف ب، رويترز)
دوليات
«داعش ليبيا» يقتل 100 عسكري في زليتن
08-01-2016