يتابع مستوى البدانة ارتفاعه مع مرور كل سنة ومن المتوقع أن تتضاعف الحالات الراهنة خلال السنوات العشر المقبلة.ولما كانت البدانة بمثابة مرض حقيقي كان لا بد من إيجاد نظام يبعدنا عن إدمان الأكل المفرط. إليكم بعض النصائح.

Ad

على عكس الأفكار الموروثة، لا تكون مشاكل البدانة والوزن الزائد مجرد تداعيات للأكل المفرط. إنها أمراض حقيقية وهي تتجاوز الاختلالات الجسدية. تطرح هذه الاضطرابات تحدياً فعلياً على مستوى الصحة العامة ويقدم الباحثون أداء أفضل في دراساتهم ولم تعد الحلول ترتكز على حرمان الذات من الطعام بل تقضي بإقامة علاقة نفسية مع الأكل وبتغيير العادات الغذائية. غالباً ما ينجم الوزن الزائد عن خلل معين وهذا الخلل يسبب الوزن الزائد.

في آخر عشر سنوات، طُرحت حميات غذائية {سحرية}، لكنها لم تثبت فاعليتها إلا على المدى القصير في بعض الحالات. وبعد إنهاء هذه الحميات، يمكن اكتساب ضعف الوزن الأصلي. لكن تسمح المعارف الراهنة بشأن الآليات الفيزيولوجية المرتبطة بتقنيات جديدة وموثوقة بفقدان الوزن على المدى الطويل ومن دون طرح أي مخاطر على الصحة.

إيجاد الوزن المناسب

حقق النظام الغذائي المضاد للإدمان نجاحاً لافتاً ومستمراً في مجال النحافة. إنه أحد أسرار التغذية الذكية. من المعروف أن الأيض عملية معقدة: ينتج الجسم عناصر كيماوية تسمح للخلايا العصبية بنقل الرسائل إليه أو بنقل رسالة بين خلية عصبية وخلايا أخرى (عضلات، غدد...). تسمى هذه العناصر {ناقلات عصبية}. حتى اليوم، تم تحديد عشرين ناقلاً عصبياً. يقضي النظام الغذائي المضاد للإدمان باختيار حمية ذكية تضمن أن {يتحول} الغذاء إلى دواء. الغذاء حليف للصحة ولا يجب أن يكون مصدر خطر.

يرتكز النظام الغذائي المضاد للإدمان على أربعة من هذه الناقلات العصبية: الدوبامين الذي يتحكم بالتعب، والأسيتيل كولين الذي يسيطر على الدهون والذاكرة، والغابا الذي يتحكم بالقلق، والسيروتونين الذي يؤثر على النوم والاكتئاب. بما أن الناقلات العصبية تعكس العمل الهرموني الذي يرتبط مباشرةً بالصحة النفسية، يجب تحديد نسبتها.

فترات تدريبية

يجب المشاركة في تدريبات أولية للتعرف إلى الأخطاء الشائعة التي تكون مسؤولة عن مشاكل الإدمان والانزعاج والتعب... خلال الفترة التدريبية، يجب اكتشاف أغذية جديدة وتطوير خيارات ممتعة تكون حليفة للصحة الجيدة. تساهم هذه التدريبات في استعادة السيطرة على السلوك والتحكم بالعواطف والتخلص من السلبية التي تؤجج مشاكلنا. يمكن استكمال مرحلة التدريب عبر ثلاث جلسات من التنويم المغناطيسي: جلسة للتحكم بالعواطف، جلسة لربط المعدة افتراضياً، وجلسة للسلوك الغذائي. بعد انتهاء هذه الجلسات، يصبح فقدان الوزن مجرد لعبة بسيطة وفاعلة. يحرص المعالجون على متابعة الحالات شهرياً عند الحاجة إلى مساعدة كل من يعيش معاناة صعبة على تجنب البدانة وتحسين نوعية حياتهم واستعادة الفرح والصحة.

 ركائز

لمعالجة البدانة أو الوزن الزائد أو اضطرابات السلوك الغذائي، تقوم طريقة شاملة أخرى على ثلاث ركائز أساسية. يكمّل التنويم المغناطيسي العلاج بالغذاء والتوعية الغذائية. تدوم جلسات التنويم المغناطيسي لثلاثين دقيقة تقريباً ويمكن دعمها بجلسة يومية من 10 دقائق. يمكن أن تساهم هذه المقاربة في السيطرة على كمية المأكولات المستهلكة بشكل لاواعٍ واختيار المأكولات المضادة للانفعال والإحباط وتحسين عملية الأيض إلى أقصى حد.

يسمح العلاج بالغذاء بتحديد النقص. غالباً ما تنجم مشاكل الوزن عن نقص في الفيتامينات أو اختلال عمل الغدة الدرقية. لذا لا بد من تحديد المأكولات التي تحافظ على سلامة وظيفة الغدة الدرقية. يشمل العلاج بالغذاء أيضاً مكملات غذائية طبيعية وأحماضاً أمينية ونباتات.