1 رغبة صادقة في إرضاع الطفل يُعتبر إرضاع الطaفل خياراً شخصياً ويجب أن ترغب الأم في خوض هذه التجربة بصدق كي تنجح. يحب بعض النساء هذا الاحتكاك مع الطفل لأنها تجربة عاطفية وحسية قوية جداً. لكن تعتبر نساء أخريات أن الرضاعة تجربة بالية. يجب أن تتقبل المرأة انتفاخ الثديين وتداعيات تدفق الحليب وجميع المصاعب التي ترافق هذه الفترة. قبل اتخاذ قرار إرضاع الطفل، يجب أن تتأكدي أولاً من رغبتك في ذلك. يمكنك مناقشة الموضوع مع القابلة أو مع أمهات أخريات قررن إرضاع أطفالهن. ستساعدك هذه الخطوة على القيام بالخيار الصحيح ونسيان الأفكار الموروثة والاستمتاع بتجربة الأمومة. لكن يبقى الواقع أكثر تعقيداً. سيكون الفشل مضموناً عند الاستسلام للضغوط وإرضاع الطفل لأنها مجرّد عادة تقليدية.2 الاتكال على الزوجيُعتبر رأي الشريك مهماً جداً لأنه أقرب شخص إليك. إذا لم يوافق على خيارك، قد لا تنجح تجربة الرضاعة لأن تعليقات الزوج قد تفقدك توازنك أو تحبطك أو تعرّضك لانتقادات متواصلة مع أنك تحتاجين إلى دعمه وإلى نظرته المُحِبّة، لا سيما في أولى أيام الرضاعة.لا تفترضي أن الرضاعة تعني إهمال الأب أو استبعاده من حياتك. يجب أن تطمئنيه وتخبريه بأهمية دوره كأب وزوج لمساندتك.3 مواكبة إيقاع الطفللا يمكن تحديد مواعيد الرضاعة والالتزام بها بدقة بل يجب مواكبة إيقاع الطفل. خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، تحصل الرضاعة حين يطلب الطفل ذلك وهو يحدد موعدها ومدتها. تجدر الإشارة إلى أن الحد من مدة الرضاعة قد ينعكس سلباً على وزن الطفل. تتطور تركيبة حليب الأم خلال فترة الرضاعة، فهو يكون خفيفاً وفاتحاً في البداية ثم يصبح دهنياً في النهاية. لذا يجب أن يفرّغ الطفل الثدي قبل أن ينتقل إلى الآخر. باختصار، يجب أن تتكيف الأم مع إيقاع طفلها وليس العكس. لا تحاولي حصره في إطار معين. يختلف الأولاد وتختلف حاجاتهم وشهيتهم. يطالب البعض بالرضاعة كل ساعتين بينما يحتاج البعض الآخر إلى الأكل كل ثلاث ساعات ونصف. وقد يرضع الطفل أحياناً حتى ثماني مرات أو اثنتي عشرة مرة في اليوم! أخيراً، يجب أن تعرفي أن المولود الجديد يحتاج إلى تناول كمية كبيرة من الحليب في الأسبوع الثالث والسادس وفي الشهر الثالث، تزامناً مع مرحلة النمو. لذا قد يبدو أنه لا يشبع في مراحل معينة. من الأفضل ألا تعطيه زجاجات حليب إلى جانب الرضاعة إلا إذا شعرتِ بتعب شديد لأن المصاصة قد تؤدي إلى اضطراب عملية الرضاعة من الأم لاحقاً.4 الإصرار على المتابعةيجب أن تتكيف الأم وطفلها معاً مع مرحلة الرضاعة وتتطلب هذه العملية بين أسبوعين وأربعة أسابيع. تكون البداية صعبة أحياناً لكن تمر كل أم بهذه التقلبات. في أيام معينة، يكون الطفل هادئاً ويرضع من دون مشكلة. لكن في أيام أخرى، قد يصبح عصبياً ويبكي كثيراً ولا يرضع كما يجب. في هذه اللحظات تحديداً، تصبح الرضاعة مؤلمة وقد تبكين من التعب والإحباط... المهم ألا تستسلمي: غداً يوم آخر!لا تنهاري وتغضبي إذا رفض الطفل الرضاعة. فإذا أجبرته على الرضاعة مرة، قد يرفض هذه التجربة لاحقاً! ربما تتعلق المشكلة بإعطائه زجاجات حليب في مناسبات متكررة، لذا سيبدأ باعتبار الرضاعة أصعب من الشرب في الزجاجة. أو قد يفيض الحليب في فم الطفل فيجد صعوبة في ابتلاعه ويرفض متابعة الرضاعة.5 تبني الوضعيات الصحيحةيمكنك أن تجلسي أو تستلقي أثناء الرضاعة. المهم أن تشعري بالراحة. وبغض النظر عن طريقة حمل الطفل، يجب أن يكون جسمه متجهاً نحوك وأن يلتصق بطنه ببطنك ويكون فمه وذقنه بموازاة صدرك. لا تترددي في تغيير الوضعية لأن لسان الطفل لا يضغط على المكان نفسه دوماً وستتجنبين بذلك ظهور التشققات. يمكنك اختبار وضعيات غير اعتيادية أيضاً مثل وضعية "الذئبة” لأنها تمنع انسداد الثدي: استندي إلى ذراعيك وساقيك فوق الطفل الممدد على وسائد كي يصبح بمستوى صدرك. تساهم الوضعية "الأسترالية” في تخفيف قوة تدفق الحليب. في هذه الحالة، ستتمددين على ظهرك وينام الطفل على بطنك ويكون رأسه بمستوى صدرك فيسيل الحليب بوتيرة أبطأ.ركزي على اقتناء الأغراض التي تجعل الوضعية مريحة. تسمح الوسادة التي توضع على الركبتين بإراحة الذراعين وجعل الطفل بمستوى الصدر مثلاً، ويمكن تجنب أوجاع العنق نتيجة الانحناء المفرط نحو الأمام. أو يمكن الجلوس على كنبة مع مساند للذراعين أو على كرسي هزاز!6 رصد حاجة الطفل إلى الرضاعةقد ترتبك الأم الجديدة فتنتظر أن يبكي طفلها كي ترضعه. لكنه سلوك خاطئ! سيتعب الطفل في هذه الحالة ولن يرضع بشكل صحيح وستشعرين بضغط نفسي لهذا السبب. يجب أن تفهمي الحركات التي تشير إلى حاجته للرضاعة: قد يفتح عينيه ويحرك يديه ويخرج لسانه ويضع يده في فمه ويدير رأسه بحثاً عن ثدي أمه أو يمتصّ قميصها... حتى لو كان الطفل يقظاً وهادئاً، يجب إرضاعه بلا تأخير. يمكنك تحديد حاجات الطفل عبر إبقائه قريباً منك على مر اليوم.في المقابل، لا توقظي الطفل إذا كان نائماً إلا بموافقة الطبيب أو إذا وُلد قبل أوانه. في هذه الحالة، سيكون متعباً ولن يرضع دوماً بطريقة صحيحة. من الأفضل أن تقترحي عليه الرضاعة كل ساعتين قبل أن يطلب ذلك.7 الثقة بالذاتيمكن اختصار مصادر القلق لدى كل أم جديدة بسؤالين: "هل يشرب طفلي كمية كافية؟ وهل يكون حليبي مغذياً له؟”. يمكن معرفة الجواب عبر مراقبة الطفل: هل يرضع بلا مشكلة؟ هل يتحرك فكّه بسلاسة وتسمعين صوت ابتلاع الحليب؟ يعني ذلك أنه يرضع بشكل سليم. ثمة مؤشر إيجابي آخر: ستشعرين بأن ثديك طري في نهاية فترة الرضاعة ويسيل الحليب من أحد الثديين حين يرضع الطفل من الثدي الآخر. كذلك، يتبول الطفل كثيراً ويتغوط مرتين أو ثلاث مرات في اليوم على الأقل إذا كان يرضع بطريقة صحيحة. على صعيد آخر، سيكون حليبك مفيداً للطفل طبعاً. إذا لم يسمن الطفل بما يكفي، يعني ذلك أنه لا يشرب كمية كافية.نادراً ما يفتقر جسم الأم إلى الحليب. لكن إذا كنت تواجهين مظاهر القلق والتعب والضغط النفسي، لن يفرز جسمك هرمون البرولاكتين الذي يسمح بإنتاج الحليب ولا هرمون الأوسيتوسين الذي يعزز تدفق الحليب. لذا لا يخرج الحليب رغم تصنيعه!8 اختيار صديقة داعمةاختاري صديقة اختبرت تجربة الرضاعة كي تتمكن من تقديم النصائح لك وكي تشجعك وتكلمك عن مخاوفك وترفع معنوياتك لأنها تعرف ما تمرين به. لكن لا يجب أن تصغي إلى جميع النصائح عشوائياً لأن البعض قد يحبطونك ويقنعونك بأفكار خاطئة كأن تكون الرضاعة مسؤولة عن تعبك.9 الاعتناء بالثديينيجب أن تختاري أولاً حمالة صدر مناسبة بمعنى أن تكون مريحة ولا تضغط على الثديين بشكل مفرط ويجب ارتداؤها خلال الليل أيضاً. يُفترض ألا تكون الرضاعة مؤلمة مع أن الحلمتين تكونان حساستين في أول ثمانية أيام. تنجم التشققات في المقام الأول عن سوء وضعية الطفل خلال الرضاعة لذا يجب تصحيحها وصنع كمادات من حليب الأم ودهن مرهم من اللانولين الصافي. بعد الرضاعة، اتركي الحلمة تجفّ لخمس دقائق. إذا حصل انسداد أو احتقان في الأوعية الدموية وتوقف تدفق الحليب، سيتشنج الثديان وتشعرين بالألم. اجعلي الطفل يرضع في أقرب فرصة. يستفيد بعض الأمهات من وضع ورقة ملفوف داخل حمالة الصدر. لكن إذا استمر الألم رغم هذه التوصيات، من الأفضل استشارة الطبيب لتجنب التهاب الأوعية اللمفاوية أو التهاب الثدي أو نشوء خرّاج.10- تقاسم المهاملا تحاولي إتمام واجباتك دفعةً واحدة (الاعتناء بالمولود الجديد وبإخوته الأكبر سناً، الرضاعة، تنظيم شؤون المنزل...). بل يجب أن تخصصي بعض الوقت كي تتعافي من تعب الولادة لأنك تحتاجين إلى الراحة. يمكن أن يؤدي التعب الشديد أو فرط الانفعال أو الأرق ليلاً إلى تراجع إنتاج الحليب ومنع تدفقه. يقضي الحل بالحفاظ على الهدوء وتكليف الآخرين ببعض المهام. يمكنك أن تطلبي مساعدة الشريك أو أي شخص مقرب منك ويجب أن تتساهلي مع نفسك ولا تلتزمي دوماً بمختلف الأعمال المنزلية... باختصار، يجب أن تعتني بنفسك أولاً!لإطلاق عملية الرضاعة بشكل سليم، يوصي جميع الخبراء بعدم تقديم زجاجات حليب للطفل تزامناً مع الرضاعة وتجنب استعمال مضخات الحليب خلال الأسابيع الثلاثة الأولى. لكن إذا شعرت بتعب شديد أو واجهت مشاكل في الثديين، لا ضير من استعمال هذه المضخات واختيار حليب المرحلة الأولى لمرة أو مرتين. يمكن أن يطعم الأب الطفل من وقتٍ إلى آخر كي تنعمي بليلة مريحة. لن تعرّض هذه الخطوة مسار الرضاعة للخطر وستتمكنين من استئناف الرضاعة لاحقاً من دون مشكلة!
توابل - أمومة
تجربة الرضاعة المريحة ممكنة!
06-01-2016