توجيهات أكثر مرونة

Ad

إقراراً بالروابط بين تراجع خطر الأمراض القلبية الوعائية وخير الإنسان العام، أصدرت لجنة من الخبراء في جمعية القلب الأميركية، الكلية الأميركية لطب القلب، والجمعية الأميركية لارتفاع ضغط الدم مجموعة محدثة من التوجيهات الخاصة بضغط الدم.

ركّزت هذه التوجيهات التي نُشرت في مجلة Hypertension، في المقام الأول، على ضبط ضغط الدم في حالة مَن شخص الأطباء إصابتهم بمرض الشريان التاجي. فقد أوصت هذه التوجيهات بالسعي لبلوغ ضغط دم أقل من 140/90 مليمتراً زئبقاً لمن يواجهون خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. كذلك حضت على بلوغ هدف أقل من 130/80 مليمتراً زئبقاً لمن عانوا نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو أي مشكلة قلبية وعائية أخرى. لكن الرسالة الأبرز، عموماً، في توجيهات اللجنة كانت ضرورة إبقاء أهداف العلاج مرنة بما فيه الكفاية لأخذ حاجات كل مريض في الاعتبار.

معالجة حاجات المسنين

في حالة المسنين، قد تكون تداعيات الإفراط في محاولة خفض ضغط الدم سلبية جداً. لماذا؟ يراكم معظم المسنين مقداراً معيناً من الصفيحات في الشرايين يعيق تدفق الدم. {وعندما نخفض ضغط الدم كثيراً، يفتقر الجسم إلى قوة كافية لدفع المقدار المناسب من الدم عبر الشرايين المسدودة، بغية بلوغ الأعضاء الحيوية، مثل الدماغ}، وفق الدكتور زوسمان.

تشمل مصادر القلق الرئيسة أيضاً أن يؤدي الإفراط في خفض ضغط الدم إلى تسريع التراجع العقلي في حالة عدد من المرضى. ومن المخاطر الأخرى أن يؤدي السقوط بسبب الدوار أو الإغماء إلى كسر يسلب المسن الضعيف استقلاليته وقدرته على الحركة. كذلك تتوافر أدلة على أن علاجات ضغط الدم القوية في حالة مَن عانوا سكتة دماغية تجعلهم أكثر عرضة لسكتة أخرى. لهذه الأسباب، استخلصت التوجيهات ألا بأس إن بلغ ضغط دم مَن تخطوا الثمانين من العمر 150/90 مليمتراً زئبقاً.

القيام بخيارات طبية صحيحة

يؤكد الدكتور زوسمان: {لا نريد معالجة مسن يتمتع باستقلاليته وبكامل قواه العقلية وخفض ضغط دمه إلى المدى الطبيعي، مسبيين له، نتيجة ذلك، الدوار وفقدان التوازن والتشوش الذهني، لأن الدماغ ما عاد يحصل على كمية كافية من الدم}. على العكس، يجب أن تأخذ عملية ضبط ضغط الدم في الاعتبار دماغ المريض وصحة جسمه، معززة، في الوقت عينه، نوعية الحياة الجيدة، كي تُعتبر ناجحة.

بدل محاولة بلوغ أهداف صعبة، يقترح الدكتور زوسمان أن ترتكز خطة العلاج الجيدة على أعراض المريض ورغباته. على سبيل المثال، قد يود المريض الذي يتمتع بعضلات مفتولة تفادي تناول مدرات البول لأن عدداً من هذه الأدوية يسلب الجسم البوتاسيوم، ما يؤدي إلى تشنجات وضعف العضلات. في المقابل، يرفض كثيرون تناول أدوية قد تجعلهم يشعرون بالتعب وتبطئ مقدراتهم الفكرية، مثل حاصرات بيتا. وفي كلتا هاتين الحالتين، تشكل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات قناة الكالسيوم خياراً أفضل، وذلك بالاستناد إلى حالات المريض الصحية الأخرى.