= خلاص يا جماعة... هدوء... كل واحد في مكانه... جاهزين؟

Ad

ثم اتجه إلى نعيمة واقترب منها... صافحها بحرارة:

= أهلا ببطلتنا الجميلة.

* أهلاً يا أستاذ.. أزيك؟

= إيه أخبارنا إيه... نمتي كويس إمبارح؟

* لا.. إيه آه آه نمت كويس أوي. 

= مالك؟

* أبداً.

= أنا مش عايزك تخافي من أي حاجة. أنت دلوقت مش هاتعملي أكتر من اللي أنت عملتيه قبل كدا مية مرة. هاترقصي وتغني وتتنططي... عايزك تهدي وتتطمني. مافيش مشكلة في أي حاجة. الفرق بين السينما والوقوف على خشبة المسرح. أنك لو غلطتِ غلطة واحدة على المسرح، حتى لو صغيرة، كل الناس هاتشوفها وتحكم عليك فوراً. لكن في السينما ممكن نعيد اللي مش عاجبنا مرة واتنين وعشرين وميه، لحد ما نطمن أننا راضين عن اللي بنعمله. وفي الآخر الناس مش هاتشوف غير أحسن حاجة عملناها.. مفهوم؟

* أيوا مفهوم طبعاً.

= عايزك تهدي وبلاش توتر. وكل شيء هايبقى جميل.

 

رهبة البداية

 

كانت البداية التي اختارها حسين فوزي، مطمئنة إلى حد كبير بالنسبة إلى نعيمة، حيث بدأت بالاستعراض والغناء، في مشهد يجمع بينها وبين الفنان الكبير عباس فارس، أو بين «بهجت بك» و{بوسبوس»، وبعد التعارف بينهما الذي يقوم على سوء التفاهم، يطلب منها الغناء والرقص، لتدور الكاميرا ويبدأ التصوير، ويقف «بهجت» ليقدم «بوسبوس» للمدعوين في الحفل:

- اسمعوا يا جماعة. مفاجأة عجيبة... أغاني تنعش القلوب. ورقص يلخبط العقول. الفنانة الموهوبة الآنسة... اسم حضرتك إيه؟

* بوسبوس.

- بوسبوس... الآنسة بوسبوس.

 

لم تنطق نعيمة في هذا المشهد سوى باسم الشخصية، وبمجرد أن قدمها عباس فارس، انطلقت لتقدم الاستعراض... وتخرج نعيمة التي تعرفها:

* حوش أوعى حوش

هش أوعى هش

حوش حوش حوش

أوعى حوش

هش هش هش

أوعى هش

ما تفكروش منكم هاكش

حوش

أنا بنت حنت مافيش مني

ولا أي بنت تفوق عني

أرقص كوكت وتانجو ورمبا

= يا أختي قديم

* طب وإن وريتكم السامبا

= تبقي عظيمة

* هات يلا السامبا بلاش الرومبا

= بلاش الرومبا وهات السامبا

سامبا

* وكمان هاوريك ع الدوم والتيك.. رقص يسليك لو تستغرب

= هاتغشينا

* لا لا لا.. هالعب كلاكيت.. لفيت مالقيت زيه وخليت سحره يكهرب

= ما تورينا

كلاكيت

* يا ليل يا ليل.. آليل

أما اللي فاق الخدود لما القدود بتميل على الأوتار

= دا أيه دا كمان

* دا رقص بنت البلد وأجدع ولد بيميل عل المزمار

= دا رقص جنان دا رقص جنان

* طب رقص يا جدع على واحدة ونص

واتفرج ع البدع.. على واحدة ونص

مين زيي في الدلع.. على واحدة ونص

على واحدة ونص

على واحدة ونص

- ستوب

 

ممثلة من أول لقطة

 

انتهى الاستعراض وأوقف حسين فوزي التصوير، فانطلق الجميع ممثلين وفنيين وعمالاً، يصفقون ويهنئون نعيمة، النجمة الجديدة، فيما انتظر حسين فوزي أن يفرغ المهنئون من حولها، وراح يهنئها، بحرارة. غير أنه يعلم تمام العلم أن هذا ليس هو الاختبار الحقيقي لها، فرغم براعتها، وأدائها الرائع المتميز الناجح الذي أبهر كل من في البلاتوه، فإنها لم تقدم أكثر مما قدمته في الملاهي والكازينوهات التي عملت بها سابقاً، لكن تبقى المرحلة الأهم وهي اختبارها كممثلة، خصوصاً أن أمامها ممثلين وممثلات مارسوا مهنة التمثيل على خشبة المسرح وأمام الكاميرات عشرات المرات، ولديهم حضورهم الخاص، كما ارتبط بهم الجمهور، ومن اليسير جداً أن يسرق أي منهم الكاميرا. فأجل حسين فوزي اكتمال فرحته إلى حين الاطمئنان عليها كممثلة، غير أنه لم ينقل هذا الإحساس لنعيمة.، ورغم إجادتها للاستعراض بشكل رائع هنأها عليه الجميع فإنها فوجئت بحسين فوزي يقول:

= برافو يا نعيمة. الاستعراض هايل... بس هانعيده مرة تانية.. لأني كنت ملاحظ أنك متوترة شوية. وأنا مش عايز يبان عليك أي توتر.

 

أعادت نعيمة الاستعراض، بالبراعة والخفة نفسيهما، وتكرر الإعجاب، كذلك كلمات التهنئة، إلا أنها فوجئت بحسين يطلب منها الإعادة مرة ثالثة، ورابعة، حتى بلغ عدد مرات إعادة المشهد ثماني مرات، وسط دهشة كل من في البلاتوه من تعنت حسين فوزي، وقسوته بهذا الشكل على نعيمة، خصوصاً أنهم على يقين تام من إجادتها الاستعراض من أول مرة، وتأكدوا من ذلك، ومعهم نعيمة نفسها، عندما طلب حسين فوزي من مساعده حسن توفيق، اعتماد تصوير المرة الأولى.

رغم الإرهاق الكبير والمجهود الضخم الذي قامت به نعيمة، نتيجة إعادتها المشهد ثماني مرات دون داع، فإنها لم تغضب، خصوصاً بعدما اكتشفت هدف حسين فوزي من وراء ذلك، عندما سمعته يتحدث إلى مساعده الشاعر والسيناريست حسن توفيق دون علمه أنها تقف خلفه، ويؤكد له بأن هدفه من وراء ذلك هو كسر الخوف بداخل نعيمة، واعتيادها أجواء التصوير والعمل لساعات طويلة، من أجل تصوير دقائق معدودة، وفي الوقت نفسه ليلقنها درساً مهماً، وهو أن ما يقومون به عمل جاد وشاق، وليس مجرد بريق ونجومية وشهرة وأموال. 

بعد يومين جاء الاختبار الحقيقي، عندما حان تصوير أول مشهد به تمثيل، ومن المفترض أن يكون أول مشهد في الفيلم تظهر خلاله «بوسبوس». 

وقفت نعيمة وقد استعدت بالملابس والماكياج، غير أن التي تتكلم مئة كلمة في الدقيقة، بدت صامتة لا تنطق، فهي اليوم بعيدة عن الغناء والرقص، بعيدة عن ملعبها الأساسي، فبدأت ضربات قلبها في ازدياد مستمر، شعرت بأنها نسيت كل شيء، نسيت الحوار والحركة، فكرت أن تعود إلى حجرتها تبدل ملابسها وتنصرف خوفا من المسؤولية، فوجدت حسين فوزي يصيح في وجهها:

 

= يلا نعيمة إحنا جاهزين. زي ما تفقنا. أنت جاية من السفر تعبانة وجعانة. هاتمسكي الشنطة دي وتدخلي مطعم عم بهنسي. وطبعاً أنت حافظة الحوار اللي يدور بينك وبينه.

* لا يا أستاذ أنا نسيت كل حاجة. ممكن نأجل لبكرة بس لحد ما أعيد الحفظ.  

= سكووووت.. كله يجهز ها نصور.

 

كأنه لم يسمع ما قالته نعيمة، غير أن صرخته بكلمة البداية، كانت بمثابة وضع نعيمة على سلك كهرباء ضغط عال، فتحولت الخائفة المترددة، التي تطلب التأجيل لنسيانها كل شيء، إلى كتلة نشاط وحيوية، وكأن محطة إذاعة بأكملها في فمها. ما إن دارت الكاميرا، لتدخل «مطعم عم بهنسي» حتى انطلقت بالحوار بينها وبين الفنان حسن كامل:

* العواف.

= يعافيكي. أهلا وسهلا نعم.

* نعم الله عليك. ناعمة ترفص عدوك. نعم الله على اللي يسوى.. وما نعمش على الهايف.

= هايف مين وخايف مين.. الطلب إيه؟

* عندك مقاس رجلي؟

= أيه مقاس رجلك؟

* أنا عارفة بقى.. هي اللي تنحدف ويرميها الجوع على حضرتك يلزمها أيه؟ فستان سواريه؟ شراب نايلن؟ مزيكة يد؟

= اللهم قدرنا على طولة البال.. أفندم تطلبي أيه؟ تاكلي أيه؟

* يعني يا حسرة ها يكون عندك أيه.. الديوك المحمرة.. الخرفان المحشية.. الوز المبطرخ.. البط المربرب.. حوش أوعى حوش.. الفراخ بالكوم.. هش أوعى هش الحمام بالزوفة.. حاسب ينط من التلاجة.

= بقى اسمعي لما أقولك.. أنا راجل عقلي على أدي.

* هاهاها.. آهي دي أصدق كلمة قلتها.. مش الأول ترص لي أشكالك وأسماءك وأنا أنقي منها اللي يعجبني.

= فاصوليا بيضا.. خبيزة بالحمص.. بطاطس بالفرن.. محشي كوسة.. قرنبيط.. ملفوف.. كباب حلة.. ورق عنب.. ضلمة كدابة.. رز.

* كرهم تاني.

= ليه هي صورة؟

* الله. وأنا كمان عقلي مش دفتر.

= لا دي مش عيشة.. فاصوليا بيـ

* بس عندك.. فاصوليا بيضا.

= واحد إسطمبولي وشققاني والصلصة مظبوط وصلحه.

- ستوب.

 

انتهى المشهد وصاح حسين فوزي ليوقف التصوير، حيث استمر الصمت الذي خيم على المكان أثناء التصوير، وراح كل من في البلاتوه يستعد لاستكمال التصوير، فيما ظنت نعيمة أنها ستعيد تصوير المشهد، مرة أو اثنتين على الأقل، فبقيت جالسة لم تتحرك، بل ولم تدر وجهها تجاه حسين فوزي، الذي ظل صامتاً وهو يجلس مكانه أيضاً. ثم فجأة قفز من فوق الكرسي، وهو يصفق، فانطلق كل من في البلاتوه يصفقون، وراح حسين فوزي يقترب من نعيمة وهو يمسك بيدها ويتقدم بها تجاه جميع من في البلاتوه ويصيح:

 

= برافو... برافو... برافو يا نعيمة. 

* إيه... بجد... بجد يا أستاذ؟

= جد الجد. أنت تحفة. أنت هايلة. أنت قنبلة القرن العشرين في السينما المصرية. لا لا في الشرق كله.

 

مولد نجمة

 

أصبح خبر الفيلم على كل لسان، وكان كل من يسمع بأن حسين فوزي أسند دور البطولة في فيلمه إلى راقصة ناشئة اسمها نعيمة عاكف، «ربيبة» شارع محمد علي، كان يهز رأسه بسخرية، ويقدم العزاء سلفاً لشركة «نحاس فيلم» على الخسائر التي ستتكبدها في فيلم «العيش والملح»، في الوقت الذي كان الجانب الآخر من الأستوديو، يشهد تصوير فيلم «شادية الوادي» من إنتاج نفس الشركة. غير أن الفارق كبير بين الجانبين، فهنا ممثلة ناشئة، لا يعرفها حتى عمال الأستوديو، وممثل شاب، يستمد لمعان اسمه ليس من عمله بالإذاعة، لكن من اسم عمه الموسيقار الأشهر محمد عبد الوهاب، فيما على الجانب الآخر من الأستوديو اثنان من أكبر نجوم الفن في مصر والشرق، يوسف بك وهبي، الرائد المسرحي الكبير، وصاحب التاريخ المسرحي والسينمائي الكبير، والذي سبقت بدايته الفنية كممثل، نشأة السينما في مصر، وصنع تاريخاً عريقاً، وتقف أمامه مطربة وممثلة. ربما لم يكن لها مثل تاريخ يوسف وهبي، غير أنها ملأت الدنيا غناء وتمثيلاً، وأصبحت فتاة أحلام كل شباب عصرها. حتى إن أفلامها باتت «ماركة مسجلة» لذا يتهافت عليها المنتجون، ويحسدون زوجها ومنتجها وصانع أغلب أفلامها الفنان أنور وجدي، على وجودها في حياته، لذا فإن أي فيلم تشارك فيه مضمون النجاح سلفاً، حتى قبل أن يطرح في دور العرض، فكان من الطبيعي أن تسخر الصحافة والفنانون، وشركات الإنتاج المنافسة، من الخطوة التي أقدمت عليها شركة «نحاس فيلم» بتصوير فيلم «العيش والملح»، وفي الوقت نفسه يتوقعون تحفة فنية نادرة، تضاف إلى أهم «كلاسيكيات» السينما المصرية بتصوير «شادية الوادي»، فلا وجه للمقارنة بين العملين، الأول مخرجه معروف ومتميز، لكنه ليس بقامة وتاريخ يوسف وهبي، وفيلمه بسيط في كل شيء حتى ميزانيته التي لم تزد على عشرين ألف جنيه، فيما الثاني ثري في كل شيء بأبطاله ومخرجه، وحتى ميزانيته التي تخطت مئة وسبعة آلاف جنيه، الأول لا يعرف به أحد سوى من يعملون به من فنانين وفنيين، بينما الثاني يسبقه دعاية شرسة، تنبئ بفيلم، ليس فقط سيستحوذ على اهتمام كل الجمهور، وسيبقى طويلا في دور العرض، بل سيحتل أيضاً مكانة مرموقة في تاريخ السينما، ما جعل الأشقاء الثلاثة أصحاب «نحاس فيلم» يشعرون بالندم على إقدامهم على هذه الخطوة، التي وصفوها بأنها مغامرة غير محسوبة حدثت في غفلة منهم، ومن الزمن، لكن لا وقت للندم، فقد انتهى تصوير الفيلمين. 

مرّ اليوم الأول لعرض الفيلم من دون حدوث ما ينبئ عن مفاجآت، حضور عادي من جمهور محدود خلال الأيام الثلاثة الأولى. ثم بدأت الأعجوبة التي لم يكن ينتظرها أحد، فلم تمر أيام قليلة حتى بدأ الأقبال يتزايد بشكل غير عادي على فيلم «العيش والملح» في مقابل تراجع إيرادات «شادية الوادي» وسط دهشة الجميع من اختلال الموازين التي لم يتوقعها أحد، وفي مقدمهم شركاء شركة «نحاس فيلم» بعدما جاءت إيرادات فيلميهما عكس ميزانيتهما، فقد حقق  «شادية الوادي» للنجمين الكبيرين يوسف وهبي وليلى مراد، ثلاثة وعشرين ألف جنيه، فيما حقق «العيش والملح» للوجهين الجديدين نعيمة عاكف وسعد عبد الوهاب، ثمانية وثمانين ألف جنيه!

شعر حسين فوزي بأنه حقق الإنجاز الأهم في حياته، ليس لحجم الإيرادات غير المسبوق، أو لنجاح فيلم من أفلامه، فقد سبق وحقق النجاح في أكثر من فيلم، بل لأنه تحدى نفسه قبل الجميع، وراهن على اكتشافه الأهم بنجاح نعيمة عاكف، التي لم تصدق نفسها أيضاً، وأنها في أول سباق لها على شاشة السينما، لتتقدم على كل من في السباق، الذي لم يخل من أسماء لامعة ونجوم براقة، ما جعلها تشعر بأنها تمشي فوق النجوم، وليس إلى جوارهم، وهو ما لمسه حسين فوزي في كلامها، فكان لابد من أن يعيدها إلى صوابها، حتى لا تفقد اتزانها بعد عمل واحد فقط لها في السينما:

 

= طبعاً فرحان. وفرحان جداً. لا كلمة فرحان دي قليلة. وتأكدي أني فرحان لك أكتر منك. وأكتر من فرحة أقرب الناس لك.

* أمال ليه بتقوللي الكلام ده؟

= أنا بقولك الكلام اللي مش هاتسمعيه من حد تاني. ولا أنت ماعندكيش ثقة فيا؟

* يا أستاذ أنا بثق فيك أكتر من نفسي. بس كل الحكاية أني عايزة أفرح لأني بصراحة مش مصدقة اللي حصل.. فيلمي أنا.. قصدي فيلم حضرتك اللي أنا بطلته ينجح ويفوق أفلام لنجوم ونجمات كبار.

= ليلى مراد نجمة كبيرة ولها تاريخ.. وقدمت أعمال كتير أوي وحققت نجاحات كتير علشان تعمل الاسم ده.. وكمان يوسف وهبي.. أستاذ كبير كمخرج أو مؤلف وممثل.. لكن ظروف الفيلم جت كدا.. ده مش معناه أني بقلل من نجاحنا.. ولا بعتبره حاجة عادية ممكن تحصل كل يوم.. لكن مش لازم نقف عنده كتير لأن المشوار لسه طويل.. ويا دوب ها يبدأ.

 

البقية في  الحلقة المقبلة 

العرض الأول

أنهى يوسف وهبي وليلى مراد تصوير فيلمهما، وانشغل كل منهما بعمل آخر، ولم ينتظرا عرض الفيلم، الذي تقرر أن يعرض في نهاية ديسمبر 1948، أي قبل عرض «العيش والملح» بأيام، فحددت له شركة التوزيع يوم 17 يناير 1949، وهو الموعد الذي أوقف عليه حسين فوزي ونعيمة عاكف حياتهما ومستقبلهما، خصوصاً بعد «البروبغندا» التي صاحبت فيلم «شادية الوادي» منذ بداية التصوير، ولا تزال مستمرة.

 غير أنه لم يفقد الثقة بنفسه أو باكتشافه الجديد، حتى وإن كانت الظروف تلعب ضدهما، وتأكدا من ذلك في ليلة افتتاح «شادية الوادي»، التي لم تكن ليلة عادية، فتقدم حضور عرض الفيلم مع الجمهور، يوسف بك وهبي وليلى مراد، وعدد من الوزراء والسياسيين، وكبار الفنانين والنجوم والمشاهير، فضلا عن الأشقاء الثلاثة: غبريـال، أدمون، وشارل نحاس، مع شريكهم أنطوان خوري. حتى إن دار العرض لم يبق فيها موضع لقدم، بل اضطر عدد كبير من الجمهور إلى الجلوس في ممرات دار العرض، فجاء اليوم الأول لعرضه لينبئ بنجاح ساحق، وهو ما توقعه الجميع، الأمر الذي زاد الأمور تعقيداً لدى حسين فوزي وموقف فيلمه «العيش والملح»، الذي لم يعلم الكثيرون بليلة افتتاحه، حيث اقتصر الحضور على نعيمة عاكف ووالدتها وشقيقاتها، مع سعد عبد الوهاب وحسين فوزي، وبعض الذين شاركوا في بطولة الفيلم، وعدد من الأصدقاء والمقربين، واكتفت شركة «نحاس فيلم» بأن ترسل ممثلا عنها، وهو رمسيس نجيب، مدير إنتاج الفيلم، في ظل حضور محدود من الجمهور. وما إن أطفئت الأنوار ونزلت عناوين الفيلم على الشاشة، وتصدر اسم نعيمة العناوين حتى أجهشت والدتها بالبكاء، خصوصاً عندما قرأت تلك العبارة:

 

شركة «نحاس فيلم»

تلبي نداء الجمهور وتقدم وجهين جديدين

نعيمة عاكف

سعد عبد الوهاب

في «العيش والملح»