كثرة المشكلات والقضايا اليومية المثارة على الساحة الرياضية المحلية تدفعك أحياناً لاتخاذ قرار بالتزام الصمت والتوقف عن الكتابة مؤقتاً، لا لشيء بل لأنك لا تعرف ما هي القضية الأهم التي يجب أن تركز في التطرق إليها والكتابة عنها خلال هذا اليوم، وهل ستكون هي محط اهتمام القارئ والشارع الرياضي، أم ستذهب بها الأحداث المتسارعة والقضايا المفتعلة توالياً مع الريح؟

Ad

كمية الأزمات الرياضية المختلقة في الكويت لو قدر لها أن توزع على دول الكرة الأرضية قاطبة، مع العلم بأن أكثر من نصفها غير صالح للاستخدام الآدمي، لزاد منها 25 في المئة يمكن لمختلقيها والمتسببين فيها قضاؤها في التسلية.

قد يكون الحديث عن أن الأزمات الرياضية مختلقة أو مفتعلة هو محض افتراء أو اتهام من دون دليل من وجهة نظر البعض، لذلك سنركز على قضية واحدة اليوم، ونقدم عليها دليلا دامغاً إن كان ذلك يكفي كل ذي عقل لبيب، أما من لا يريد أن يستخدم عقله أو قرر أن يلبس نظارة سوداء لا تريه حقيقة الألوان والأشكال، فهذا ليس عليه حرج، أو بمعنى أصح "ما يشوف شر".

إحدى أبرز القضايا المثارة هذه الأيام، ولا أعرف إن كان فعلاً يحق لي أن أصفها بذلك في ظل كل هذه الظروف والمشكلات التي تتراكم بفعل فاعل على رياضتنا يومياً، لكنها وجهة نظر لا أكثر... أقول إحدى أبرز القضايا هي الشكوى المتكررة من أكثر من اتحاد، وفي أكثر من مناسبة، على لسان أغلب مسؤوليها الذين يدارون "بالريموت كنترول" من تسبب الهيئة العامة للشباب والرياضة بوقفها الدعم المادي عن بعض الاتحادات والهيئات الرياضية في غياب المنتخب الفلاني، أو الاتحاد العلاني عن بطولة ما هنا أو هناك وخسارة المشاركة أو تحقيق إنجاز، وأصبح لا ينقصنا غير "الندابات" لمشاركة هؤلاء العويل والصراخ وتناسى هؤلاء، أو بالأصح حاولوا من خلال ما يفعلون، أن يغطوا على السبب الحقيقي لاتخاذ الهيئة قرارها المذكور، وهو عدم إغلاق الاتحادات المعنية للعهد المالية المسجلة على ذمتها منذ سنوات.

لذلك نقول إن المحاولات الفاشلة لتصوير ما تقوم به الهيئة العامة للشباب والرياضة من محاولة تطبيق القوانين وإلزام الهيئات الرياضية كافة بالنظم واللوائح التي يجب أن يعمل بها من الجميع هي محاولات مكشوفة ومصيرها إلى الزوال والنسيان، ولن يصح في النهاية إلا الصحيح، فالأولى بهؤلاء، بدلاً من التباكي والشكوى وتصوير الوضع الرياضي بأنه ضحية للخلافات وما إلى ذلك من أعذار واهية وكلمات لا "هي حق ولا يراد منها سوى الباطل"، أن يعملوا على تصحيح الأوضاع المالية لاتحاداتهم وتلبية مطالب الهيئة، حتى يكون لهم العذر على الأقل بقطع الطريق على من يحاول عرقلة عملهم كما يتحججون دائماً، "ولاّ السالفة خذوهم بالصوت"، يعني بمعنى أصح "كل من يسدد اللي عليه ويسكر عهدته" ثم يحق له أن يطلب بعد ذلك.

بنلتي

بعض مسؤولي الاتحادات عندما يشتكون من تأثير عدم المشاركة على المنتخبات ونتائجها يحسسونك بأن ميدالية بطولة العالم في الجيب الأيمن و"الأولمبية" في الأيسر، أما القارية فهي "لعب يهال"، وقاعدين يلفونها باليد مثل المسباح، وهم في الحقيقة أقصى ما يمكنهم تحقيقه هو بطولة الخليج أحياناً، لذلك نقول لهم: "زين تسوي فيكم الهيئة وياريتها تمنع معسكراتكم ومشاركاتكم اللي ما وراها غير السفر والسياحة طول السنة".

وللهيئة نقول: "إغلاق العهد المالية ليس كافياً، فالمطلوب أيضاً المحاسبة على الإنجاز، ولا اتحاد يصرف آلاف الدنانير علشان آخر شي مشاركة تفشل ويرجع مسؤولوه يشكرون إدارة الهيئة على الدعم والرعاية".