تستعد برايسووترهاوس كوبرز لنشر دراستها حول الاستراتيجية والابتكارات العالمية لهذه السنة، وهي حافلة تماماً بمعلومات مثيرة للاهتمام عن كيفية انفاق الشركات العامة في العالم على المستقبل.وبحسب هذه الدراسة، التي تستعرض 1000 شركة عامة عالمية كانت الأكثر انفاقاً على عمليات البحث والتطوير في السنة المالية السابقة، يتجه العالم نحو «قرن آسيوي»، فقد أصبحت آسيا الوجهة الإقليمية الأعلى لإنفاق الشركات على البحث والتطوير في العام الحالي. بحسب برايسووترهاوس كوبرز بلغ انفاق آسيا على البحث والتطوير 166 مليار دولار، أو حوالي 35 في المئة من الإجمالي. وتأتي أميركا الشمالية في المركز الثاني بمبلغ 157 مليار دولار أو 33 في المئة، بينما تحتل أوروبا المركز الثالث بمبلغ 133 مليار دولار أو 28 في المئة.والنقطة المهمة هنا هي أن هذه المراكز تغيرت خلال فترة قصيرة فقط، ففي سنة 2008 كانت أوروبا في صدارة العالم من حيث الإنفاق على البحث والتطوير، بينما حصلت آسيا على الجائزة البرونزية.ما سبب هذا التطور من قبل آسيا؟ انه مستوردات الابتكار والانفاق المحلي على البحث والتطوير. على سبيل المثال، زادت الصين من انفاقها على البحث والتطوير في منطقتها بنسبة 79 في المئة خلال الفترة ما بين 2007 و2015، وهي تدنو من الولايات المتحدة كأكبر مركز وحيد لما تدعوه برايسووترهاوس كوبرز «البحث والتطوير المستورد».كما حققت الهند زيادة أكبر خلال فترة الأعوام الثمانية المذكورة بلغت 116 في المئة، وفي غضون ذلك تراجعت أوروبا، ويرجع ذلك بشكل جزئي الى تحول انفاق المانيا وفرنسا الى ما يدعى بصادرات البحث والتطوير.لا تستبعدوا الولايات المتحدةولكن علينا ألا نستبعد الولايات المتحدة، فقد أنفقت الشركات الأميركية 145 مليار دولار في سنة 2015 بزيادة بلغت 34 في المئة منذ أيام ما قبل الأزمة المالية في 2007. وفيما قد تكون ريادة الولايات المتحدة تقلصت لكنها تظل أكبر الأسواق العالمية «وعلى الرغم من تكلفة العمالة العالية فيها فإنها توفر قوة عمل أكثر حيوية وتقدماً». وتشتمل الدراسة على مزيد من النقاط المثيرة للاهتمام:الأولى: ارتفع انفاق البحث والتطوير على شكل نسبة مئوية من الدخل الى 3.7 في المئة في هذه السنة مرتفعاً عن نسبة 3.5 في المئة في العام الماضي، نتيجة هبوط الدخل في الـ1000 شركة التي شملتها الدراسة المذكورة أعلاه. ويرجع ذلك الى حرص الشركات على الاستمرار في الابتكار عندما تتعرض الى تقلبات دورية.والثانية: تحتل شركة فولكس واغن المركز الأول في انفاق أكبر 20 شركة على البحث والتطوير بمبلغ 15.3 مليار دولار أو 5.7 في المئة من الدخل –وتتبعها شركة سامسونغ بـ14.1 مليار دولار أو 7.2 في المئة من الدخل ثم شركة انتل بـ11.5 مليارا أو 20.6 في المئة من الدخل. وكان 7 من بين أكبر 20 شركة في الانفاق على البحث والتطوير من شركات التقنية (غوغل وأمازون وأبل الى آخره)، وكانت خمس شركات من صناع السيارات (تويوتا وديملر وجنرال موتورز الى آخره)، فيما كانت 8 من شركات الأدوية والرعاية الصحية (روش ونوفارتيز وجونسون آند جونسون الى آخره).وأخيراً: تمكنت شركة أبل من المحافظة على تصنيفها الأعلى «الشركة الأكثر ابتكاراً» الذي بلغته منذ سنة 2010. (وكانت غوغل في المركز الثاني خلال الفترة ذاتها)، وحلت شركة تسلا موتورز في المركز الثالث رغم أنها لم تظهر على اللائحة حتى سنة 2013.
اقتصاد
آسيا تتصدر العالم في الإنفاق على البحث والتطوير
31-10-2015