وسط ترقب لإقرار الهدنة في اليمن، أحرز مقاتلو المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي تقدماً ميدانياً في محيط قاعدة «العند» ذات الأهمية الاستراتيجية في محافظة لحج، في حين تقترب عناصر الميليشيات الحوثية في محافظة مأرب من منشأة «بلحاف» لإنتاج وتصدير الغاز المسال. حققت عناصر المقاومة الشعبية الموالية للشرعية في اليمن أمس تقدما ميدانيا باتجاه السيطرة على قاعدة "العند" الجوية في محافظة لحج، بعد معارك عنيفة نجحت خلالها في دحر الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، التي أجبرت على التحصن بالقاعدة.وأفادت مصادر لـ"العربية ـ نت" بأن قاعدة "العند"، وهي من أهم المعسكرات التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية وصالح في جنوب البلاد وتستخدم كنقطة التقاء وتوزيع للإمدادات القادمة من صنعاء والمحافظات الشمالية لدعم المتمردين في جبهات القتال بالمحافظات الجنوبية، باتت محاصرة من قبل عناصر المقاومة التي تدافع عن المحافظة في مواجهة المتمردين منذ ثلاثة أشهر.إلى ذلك، قتل 30 شخصا من الميليشيا المتمردة، في حين أصيب آخرون في مواجهات مع المقاومة الشعبية الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي على جبهتي البلق والمخدرة في محافظة مأرب، إذ تسعى الميليشيات للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط، والتي باتت شبه محاصرة بعد سيطرة الانقلابيين على عدة مناطق في محافظتي شبوة والجوف.وتشهد مأرب معارك عنيفة على عدة جبهات، كما تسعى الميليشيات الحوثية إلى الانطلاق منها باتجاه صحراء العبر، في خطوة لافتة لإحكام سيطرتها على أنبوب تصدير الغاز الطبيعي من مأرب إلى ميناء "بلحاف" المطل على بحر العرب. محطة بلحافوقالت مصادر محلية في محافظة شبوة، جنوبي اليمن، إن مسلحي الجماعة الحوثية وقوات صالح باتوا على بعد 30 كيلومترا من محطة بلحاف للغاز المسال، وهي أضخم مشروع صناعي في تاريخ اليمن.وكانت الشركة اليمنية للغاز المسال، أعلنت في 14 أبريل الماضي، "حالة القوة القاهرة" في مرفأ التصدير ومحطة الإنتاج، وأعلنت إجلاء موظفيها من المحطة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، وتوقف إنتاج الغاز باليمن.وعقب توقف الإنتاج، شكلت قبائل شبوة، في 19 أبريل، لجنة للإشراف على حماية منشأة بلحاف لإنتاج وتصدير الغاز، بعد طرد القوات الحكومية المكلفة بحمايتها، بعدما تبين أنها موالية لصالح والحوثيين.وتولى أبناء قبائل شبوة، وعددهم نحو 4 آلاف فرد، حماية المحطة في وقت يعتقد مراقبون أن اقتراب الحوثيين من محطة بلحاف يعني معركة طاحنة مع أفراد القبائل للسيطرة على المشروع الضخم.من جانب آخر، قصف طيران التحالف الذي تقوده السعودية فجر أمس معسكر "لبوزة" الواقع في لحج شمال عدن، كما شنت المقاتلات الحربية 6 غارات جوية استهدفت معسكر الأمن المركزي بمدينة البيضاء وسط البلاد.وشهدت العاصمة صنعاء تحليقا مكثفا من قبل طيران التحالف، الذي شن سلسلة غارات استهدفت مواقع تسيطر عليها جماعة "أنصار الله" الحوثية وقوات موالية لصالح، من بينها معسكر الحفا. مناشدة عربيةسياسيا، ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية، د. نبيل العربي، جميع الأطراف اليمنية المعنية الاستجابة لمساعي مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لإبرام هدنة إنسانية تمتد إلى عيد الفطر، حقنا للدماء وتخفيفا للمعاناة الإنسانية عن اليمنيين.وكان المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، قال مساء أمس الأول إن الحكومة أبلغت الأمم المتحدة موافقتها على هدنة لإنهاء قتال مستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر بشرط الوفاء "بضمانات" أساسية، تشمل إفراج الحوثيين عن سجناء من بينهم وزير الدفاع الموالي لهادي، وانسحابهم من أربع محافظات يقاتلون فيها مسلحين محليين في شرق وجنوب البلاد.وذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المنظمة الدولية تلقت رسالة من الحكومة اليمنية، و"تسعى للحصول على إيضاحات من الأطراف المعنية"، بينما التزمت الميليشيات الحوثية الصمت ولم يصدر أي تعليق من جانبها.خبراء إيرانيونعلى صعيد آخر، وبينما أكد قائد قوات الحرس الوطني السعودي بنجران، اللواء محمد الشهراني، أن الشريط الحدودي بين المملكة واليمن عند جبل أبو مخروق آمن بعد تضييق الخناق على الميليشيات المتمردة وقوات صالح، علم موقع "يمن برس" من مصادر مقربة من الجماعة الحوثية أن خبراء إيرانيين يجرون تعديلات على صواريخ سكود في أحد المعسكرات التابعة للحرس الجمهوري الموالي لصالح في صنعاء، لزيادة مدى الصاروخ بحيث يصبح قادرا على ضرب العاصمة السعودية الرياض.(الرياض، صنعاء ــ د ب أ، رويترز، أ ف ب)
آخر الأخبار
قاعدة العند في مرمى المقاومة... والحوثيون يقتربون من بلحاف
10-07-2015