تستطيع تكنولوجيا جينية قوية جديدة القضاء على أوبئة مثل الملاريا وتخليص بلدان كاملة من أنواع غازية مدمرة. لكن مسؤولين من مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الدفاع الأميركية ومكتب الأسلحة الحيوية في الأمم المتحدة، حسبما علمت STAT، يخشون احتمال حدوث {عمليات تحفيز جيني} (gene drives) قد تبدل التطور بطرق لا يستطيع العلماء تخيلها، وقد تتحول أيضاً إلى أداة جديدة ومدمرة بين أيدي الناشطين في مجال الإرهاب البيولوجي. لذلك يسعون جاهدين راهناً إلى استباق أمر مماثل.

Ad

تستطيع تكنولوجيا جينية قوية جديدة القضاء على أوبئة مثل الملاريا وتخليص بلدان كاملة من أنواع غازية مدمرة. لكن مسؤولين من مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الدفاع الأميركية ومكتب الأسلحة الحيوية في الأمم المتحدة، حسبما علمت STAT، يخشون احتمال حدوث {عمليات تحفيز جيني} (gene drives) قد تبدل التطور بطرق لا يستطيع العلماء تخيلها، وقد تتحول أيضاً إلى أداة جديدة ومدمرة بين أيدي الناشطين في مجال الإرهاب البيولوجي. لذلك يسعون جاهدين راهناً إلى استباق أمر مماثل.

إشعال نار

في تقرير نُشر عام 2014 في eLife، دعا إسفيلت وعالم الأحياء في هارفارد جورج تشيرتش إلى {مناقشات عامة عميقة، شاملة، ودقيقة} للتحفيز الجيني. وركزا على احتمال حدوث خلل ما عند استخدام التحفيز الجيني لغايات جيدة، ما قد يؤدي إلى {تأثيرات بيئية غير مرغوب فيها}، مثل انقراض نوع غازٍ. وفي شهر يوليو الماضي، دعا عشرة علماء في تقرير نُشر في مجلة Science إلى ضبط التحفيز الجيني، مشيرين إلى مخاوف مماثلة.

جاءت هذه التحذيرات قبل أن يعمد أي مختبر إلى تطبيق التحفيز الجيني. ولكن عندما قام مختبر في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو بأمر مماثل، ناشراً نتائج الإنجاز الذي حققه في شهر مارس الماضي، تحوّل هذا الخطر النظري فجأة إلى واقع. فأشعل النار لا على الصعيد الأكاديمي فحسب، بل بين مجموعات الخبراء الأخرى أيضاً.

يقدّم المجلس الاستشاري العلمي الوطني للأمن الحيوي التابع لمعاهد الصحة الوطنية النصائح للحكومة الفدرالية بشأن {الأبحاث المزدوجة الاستعمالات التي تشكل مصدر قلق} أو الدراسات المشروعة التي من الممكن استغلالها لإعداد أسلحة بيولوجية. وقد صب مجلس الأمن الحيوي هذا كل تركيزه على جعل الممرضات، مثل فيروس الإنفلونزا، أكثر فتكاً أو انتشاراً. لكن أحد أعضاء هذا المجلس أخبر STAT: {ندرك جيداً أهمية {التحفيز الجيني}، ونتوقع أن يكون محور اهتمامنا التالي}.

كذلك حصل مكتب الأمم المتحدة الذي يشرف على مؤتمر الأسلحة البيولوجية على تقرير عن التحفيز الجيني، وفق بيرس ميليت، الذي عمل في المكتب منذ أكثر من عقد وأصبح اليوم خبيراً في سياسة الأسلحة البيولوجية في مركز وودرو ولسون الدولي للباحثين في واشنطن.

يقول ميليت: {شملت واجباتي (في مكتب الأسلحة البيولوجية التابع للأمم المتحدة) التطلع إلى المستقبل}. ويحض المكتب على الإسراع في تحديد تداعيات التحفيز الجيني المحتملة على الأسلحة البيولوجية.

تمتد احتمالات تحويل التحفيز الجيني إلى {سلاح} من كبت المؤبرات (ناقلات غبار الطلع)، ما قد يدمر النظام الزراعي في بلد بأكمله، إلى منح الحشرات غير الضارة القدرة على حمل أمراض مثل حمى الضنك، وفق العالم السياسي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كينيث أوي، الذي قدّم تقريراً إلى مكتب الأسلحة البيولوجية.

يُعتبر التحفيز الجيني مقلقاً جداً لأن {القدرة على تطبيقه لا تقتصر على مختبر أو اثنين}، وفق أوي. فبإمكان أي {عالم أحياء يعمل في مرأب} أن يطبق هذه التقنية بمفرده.

كذلك أخبر أوي الهيئة الأكاديمية: «من الضروري أن توكل إلى عدد من العلماء مهمة البحث في التداعيات الأمنية (للتحفيز الجيني) بفاعلية أكبر» مما نشهده اليوم.