بعد فترة هدوء نسبي شهدتها محافظة شمال سيناء الحدودية، تبنى تنظيم ما يعرف بـ»ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم «داعش» عملية نوعية من 3 مراحل، استهدفت مبنى فندق «سويس إن» مقر إقامة الهيئة القضائية المشرفة على المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، التي شهدتها 13 محافظة مصرية، وأغلقت صناديق الاقتراع فيها، مساء أمس الأول.

Ad

 وكانت مدينة العريش قد استيقظت صباح أمس، على عملية إرهابية «نوعية»، فور انتهاء ساعات حظر التجول، حيث انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري، أعقبها تسلل انتحاري يرتدي حزاما ناسفا وآخر أطلق النار بشكل عشوائي على الموجودين، ما أدى إلى مصرع خمسة بينهم قاضيان وثلاثة شرطيين، وإصابة نحو 15 آخرين بينهم عناصر شرطية وقضائية ومواطنون.

تفاصيل العملية أوضحها بيان رسمي للناطق باسم الجيش، العميد أحمد سمير، إذ قال إنه في الساعة السابعة صباحا، قام تكفيري يقود مركبة بالتوجه إلى فندق «سويس إن» في مدينة العريش، وفور اقتراب المفخخة نجحت عناصر الأمن في التعامل معها، ما أدى إلى انفجارها ومقتل قائدها.

وتابع المتحدث العسكري: «وخلال عمليات الانتشار الأمني تسلل تكفيري يرتدي حزاما ناسفا إلى غرفة تجهيز الطعام في الفندق وفجر نفسه، كما تسلل عنصر ثالث إلى إحدى غرف الفندق وأطلق النيران بشكل عشوائي، ما أدى إلى استشهاد أحد القضاة»، وأوضح أن عمليات البحث مستمرة لملاحقة العناصر الإجرامية».

وقال مصدر مطلع إن هناك تقصيرا أمنيا في الحادثة، حيث تغلق قوات الأمن منطقة الفندق والشارع بشكل كامل، وأن السماح بمرور سيارات غير مثبت دخولها لدى القوات يعد خللا أمنيا، ورجح المصدر تسلل عنصرين انتحاريين من اتجاه ساحل البحر، رغم أن الفندق قام قبل تسكين القضاة بتركيب كاميرات مراقبة في اتجاه الشاطئ لرصد أي تحرك مريب.

وقال مصدر أمني رفيع إنه تم رفع حالة الطوارئ في شمال سيناء إلى أعلى معدلاتها، وأن هناك مراجعة لجميع إجراءات التأمين في المحافظة، وذكر لـ»الجريدة» أن المتهمين استخدموا في عملية التفجير مادة «TNT» شديدة الانفجار، وأسطوانات غاز لإحداث أكبر قدر من الانفجار، ولفت إلى أن القوات تستعد لتنفيذ عمليات موسعة خلال الساعات المقبلة لاستهداف بؤر إرهابية.

وبينما دانت جامعة الدول العربية، الهجوم، قال مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، مصطفى حمزة، إنه رغم إطلاق الجيش عملية «حق الشهيد» الأمنية في سيناء، فإن العناصر الإرهابية لاتزال تستخدم الدروب الجبلية الموجودة في منطقة «جبل الحلال» في الاختباء وتخزين المواد المتفجرة، الأمر الذي يسهل عليهم تنفيذ مثل هذه العمليات النوعية، وقال لـ«الجريدة»: «العملية تستهدف بشكل رئيس القضاة لإفساد العملية الانتخابية».

من جانبه، أكد رئيس نادي القضاة، المستشار عبدالله فتحي، أن العملية لن ترهب القضاة أو تنال من عزيمتهم، وقال لـ»الجريدة»: «نادي القضاة يتواصل مع الشرطة والجيش لتأمين عودة القضاة المشرفين على الانتخابات»، مطالبا بتشديد إجراءات تأمين عودتهم إلى القاهرة، بينما قال الخبير الاستراتيجي، اللواء طلعت مسلم، إن الحادث يستهدف تعطيل إجراء الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، معتبرا في تصريحات لـ»الجريدة» «العملية تطورا نوعيا في العمليات، حيث إنها مرت بثلاث مراحل».

تفجير «هامر»

على الصعيد ذاته، تبنى تنظيم «ولاية سيناء» (الفرع المصري لتنظيم «داعش») تفجير آلية عسكرية تابعة للجيش المصري، أمس الأول، عبر زرع ناسفة بدائية الصنع في طريقها، قرب قرية «المقاطعة»، جنوب الشيخ زويد، ما أدى إلى استشهاد قائد قوة السرية «83 صاعقة» النقيب عمرو وهيب، ما يعني عودة التنظيم الإرهابي لنشاطه العنيف مجددا، بعد فترة هدوء نسبي منذ إطلاق الجيش عملية «حق الشهيد» في 8 سبتمبر الماضي.

إلى ذلك، عثر أهالي منطقة غرب مدينة العريش، على رأس شاب مقطوع، بعدما اختطفته عناصر مسلحة قبل أيام، بزعم تعاونه مع أجهزة الأمن، وقال عدد من شهود العيان إنهم عثروا على الرأس فقط، دون بقية الجسد.

سيرغي شويغو

على صعيد ذي صلة، أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مباحثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، بحضور وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، وقال الناطق الرئاسي علاء يوسف إن وزير الدفاع الروسي أكد عمق العلاقات بين البلدين، ومدى تقدير بلاده لدور مصر في تحقيق أمن واستقرار المنطقة، وقال: «لابد من الاستفادة من الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة الأخيرة».

ولفت الناطق الرئاسي إلى أن شويغو عكس حرص موسكو على التنسيق والتشاور بشكل متواصل مع مصر في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف ومواجهة التنظيمات الإرهابية، وتسوية النزاعات القائمة بالمنطقة، في حين أشاد السيسي بالعلاقات التاريخية بين مصر وروسيا.

وقال مصدر مطلع إن وزير الدفاع الروسي اتفق على نقاط مهمة مع الفريق صبحي، بينها وضع استراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب بين البلدين، والترتيب لمناورات عسكرية كبيرة تشارك فيها الأفرع الرئيسة للقوات البرية والجوية والبحرية، فضلا عن قرار روسيا تزويد مصر بأنظمة دفاع جوي متطورة، وتزويدها بطائرات متنوعة من طراز «كا 52» و»ميغ 35»، إلى جانب توقيع اتفاقيات عسكرية تخص الدفاع الجوي وحاملتي الطائرات «مسترال».

نتائج أولية

برلمانياً، وبينما ينتظر أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية اليوم، نتائج الجولة الثانية من انتخابات البرلمان، قال مسؤولون في غرفة عمليات حزب «المصريين الأحرار»، إن المؤشرات الأولية لنتائج فرز صناديق الاقتراع، تشير إلى أن الحزب سيدخل جولة الإعادة، المقرر انطلاقها يوم الاثنين المقبل، بـ52 مرشحا، كما أعلن حزب «مستقبل وطن»، أنه سيخوض الإعادة بـ50 مرشحا على مقاعد النظام الفردي، لتظل المنافسة بين الحزبين على تحقيق الأغلبية قائمة، منذ إعلان نتائج المرحلة الأولى.

وقال المتحدث الإعلامي لحزب «الوفد»، بهجت الحسامي، إن الحزب نجح خلال الجولة الثانية من انتخابات مجلس النواب في حصد 5 مقاعد، وأن 43 مرشحا للوفد سيخوضون الإعادة، بينما أوضحت مصادر سلفية أن المؤشرات الأولية لمرشحي حزب «النور» أظهرت خوض 8 مرشحين للحزب جولة الإعادة.

وأعلن المنسق العام لقائمة «في حب مصر» الانتخابية، اللواء سامح سيف اليزل، فوز القائمة في قطاع القاهرة ووسط الدلتا، بـ 67 في المئة من جملة الأصوات، وفي قطاع شرق الدلتا بـ 72 في المئة، ليحقق نصرا كبيرا بالحصول على إجمالي مقاعد القائمة في البرلمان المقبل وعددها 120 مقعدا.