اليوم سيكون الأطول والأثقل، دقائقه ساعات وساعاته ليلة كاملة، فيها عبرات مخنوقة وغصة حزن بادية على ملامح كل عاشق لمنتخب الكويت، وهو ينظر في شاشات التلفزة، ويبحث في شتى القنوات عن لون أزرق يتابعه عوضاً لمنتخب بلاده الذي جار عليه زمانه، وحرم بفعل فاعل من المشاركة اليوم ضمن مباريات الجولة الثامنة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات.

سنبحث اليوم وقلوبنا تنفطر قهراً بين المجموعات الثماني، وفي كل محطة تعرض المباريات الـ14 نحتسب إلى الله على المتسبب في الحرمان الذي آثر أن يكون هو ومن بعده الكويت وسمعتها ومستقبل شبابها.

Ad

في أغلب الأزمات نجد من يضحي لأجل الوطن، إلا هذه الأزمة، الكل تعنت ووضع طفله بين رجليه لينجو من الطوفان، خوفا وطمعا بمكانة دنيوية زائلة.

إن أصوات معلقي المباريات اليوم ستكون خناجر في قلوبنا حين يسردون التاريخ ويتغنون كعادتهم بماضي منتخبنا الوطني الأزرق صاحب الجولات والسباق في الإنجازات... سنسمع صيحات الجماهير في الهجمات ونحن صامتون، هم يقفون ونحن جالسون ننظر في وجوه المتجمهرين.

لم نعتد أن نكون هامشيين في المحافل الدولية، ولم نؤمن يوماً بـ"الطمباخية"، ولم نقبل يوما بأن نكون "أزيرق"، حين حاول البعض تصغيرنا قبل أن يكون بعد ذلك مصير كرتنا وقبلها رياضتنا بيده، بتوليه مسؤولية بالتأكيد لم يكن يوما "قدها".

الأزرق يراه عشاقه روحا في حين ينظر إليه أصحاب المناصب الرياضية الدولية والقارية من أبناء الكويت وسيلة الى غاية يصلون فيها الى مبتغاهم، وبالفعل حين وصلوا قطعوا بشبابه الحبل وتركوه ليتفرجوا عليه وهو يتأرجح بين السماء والمستطيل الأخضر.

لو يعلم الواشي الذي نقل زورا وبهتانا الى المنظمات الدولية تعارض القوانين الكويتية والميثاق الأولمبي كم من دعاء سيصعد اليوم الى السماء، لما أخذته العزة بالإثم واستمر في منصبه.

الاتحاد الكويتي لكرة القدم إن جاز لنا تسميته بهذا المسمى الذي لا يحمل شيئا من صفاته سوى "الاتحاد"، ولكن على تدمير شباب الكويت ولاعبي الكرة فيها قبل جماهيرها، اتحد أعضاؤه على عدم ترك المناصب، فدغدغوا مشاعر الشارع الرياضي باستعدادهم للاستقالة لأنهم على يقين بأن استقالتهم ترضي الشارع، ومع الأسف لم يفعلوا!

أضعف الإيمان قول كلمة الحق، إلا أننا حتى هذه لم نسمعها، فهم مازالوا متحدين متغطرسين متحامين بالمنظمات الدولية التي تؤمر بأمرهم ضد أهلهم، من دون أن يرف لهم طرف.

كم نتمنى أن نجالسهم اليوم لنرى أي القنوات يتابعون وننقل للشارع الكويتي وعشاق الأزرق ملامحهم وما هو حديثهم... حتى لا ينشغل القارئ في التفكير بحقيقتهم، باختصار ستكون الابتسامة تعلو شفاههم، لأن أمثالهم لا مشاعر لهم.

وفي الختام، نسأل المولى عز وجل أن يجبر كسر لاعبي الأزرق، ويلهم عشاق الكرة الكويتية وجمهورها الصبر والسلوان... ولا سامح الله من تسبب في ضربها اليوم في مقتل.