أشاد المحمد بالجهود الإنسانية والعلمية لـ «بيل غيتس»، مبيناً أنه لم يكتف بدخول التاريخ الإنساني كأهم صانع برامج كمبيوتر بل أصر على أن يدخل كتب التاريخ من باب العمل الخيري والإنساني.

Ad

استقبل سمو الشيخ ناصر المحمد بقصر الشويخ مساء امس الأول وليام هنري غيتس الثالث، (الشهير ببيل غيتس) الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس الخيرية، بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.

وأقام المحمد مأدبة عشاء على شرف غيتس، كما ألقى كلمة رحب فيها بضيف صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ونقل إليه تحيات المعجبين بتجارب المثابرة والنجاح والمهتمين بأنشطة العمل الخيري والإنساني والمتابعين لصناعة الفكر والمعرفة والثقافة والعاملين في صناعة البرمجة وأنظمة الكمبيوتر.

وقال إن غيتس ترك أثرا ملموسا في كل نشاطاته، وخاصة جهوده التي اختصرت سبل تحصيل المعرفة، كما لم يكتف بدخول التاريخ الإنساني كأهم صانع برامج كمبيوتر بل أصر على أن يدخله من باب العمل الخيري والإنساني، مبيناً أن أجل الأعمال التي يقوم بها المرء في هذه الحياة هي التي تخدم الإنسانية جمعاء، بمحاربة المرض والقضاء على الفقر وتذليل صعاب الحياة أمام الآخرين.

وأضاف: «نحن في الكويت نحسب أنفسنا من المهتمين بالعمل الخيري، وهذا الاهتمام لم يبدأ بعد تدفق الثروة النفطية، إذ يحفل تاريخنا الاجتماعي بأمثلة كثيرة من التكافل الاجتماعي، وبعد تدفق النفط شهدت الكويت أنشطة مدنية متنوعة من العمل الخيري، وشهد تاريخنا شخصيات عديدة من الذين اشتهروا بمساعدة الفقراء، ولعل أشهرهم المرحوم د. عبد الرحمن حمود السميط الذي تميز عن غيره بتواجده بين الفقراء، فقد اختار أن يذهب إليهم ويعيش في قراهم ويأكل طعامهم، لقد سخر مهنته الطبية في علاجهم وتخفيف آلامهم وكرس نفسه للقارة الإفريقية حتى باتت معظم الدول الإفريقية تعرف جهوده اليوم».

وقال سموه إن «العمل الخيري في الكويت ليس توجها شعبيا فحسب، بل هو توجه رسمي كذلك؛ ففي عام 1961 أنشأت الكويت الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وكان شعار هذا الصندوق هو (مساعدة الفقراء على مساعدة أنفسهم)، وتركزت معظم مساعدات الصندوق على قطاعات الزراعة والري والنقل والاتصالات والطاقة والصناعة والمياه والصرف الصحي، ولاحقا أضيفت إليها القطاعات الاجتماعية لتشمل الأبنية التعليمية والصحية».

من جهته، ألقى بيل غيتس كلمة شدد فيها على ان «اهداف مؤسسة بيل ومليندا غيتس الخيرية تتفق تماما مع توجهات دولة الكويت»، كما أشاد بتاريخ الكويت الحافل بالعمل الانساني وبشكل خاص موقفها ازاء الازمة السورية من خلال استضافة ثلاثة مؤتمرات للدول المانحة، مضيفا ان «الشراكة التي سنقوم بها سيكون لها اثار واضحة على مكافحة الامراض».

وغادر غيتس البلاد امس مختتما زيارته، وكان في وداعه رئيس بعثة الشرف المرافقة المستشار بالديوان الاميري د. يوسف الابراهيم.