في كتابه "انعكاس الدين على صحة الإنسان"، الصادر حديثاً عن دار "البيت بيتك" للنشر والتوزيع في القاهرة، يتناول مؤلفه الدكتور أحمد علي عثمان في 200 صفحة من القطع المتوسط الأمراض الإنسانية (الجسدية والنفسية) ويشير إلى انعكاس الإيمان بالله وذكره، الطهارة، الوضوء، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج على صحة الإنسان.

Ad

وبحسب ما ورد في الكتاب فإن الأمراض الجسدية منها تلك التي تنتقل عن طريق إفرازات الأنف والفم والمسالك الهوائية، ومنها التي تنتقل عن طريق الإفرازات المعوية والتي تنتقل عن طريق الملامسة المباشرة، والتي تنتقل عن طريق العلاقات الجنسية، ويتدخل الضمير الديني في السلوكيات التي يتم بها كليا أو جزئيا تجنب مثل هذه الأمراض، لاسيما أن الأمر يتعلق على الخصوص بالنظافة الخاصة والعامة والتي هي من الإيمان، وبالعفة التي هي مطلب أكيد في الدين.

 أما الأمراض النفسية فسببها البعد عن الله، وتصيب مختلف الأعمار، والمستويات الاجتماعية، وتتسبب في معاناة يمتد تأثيرها إلى الأسرة والمجتمع، ومنها القلق والتوتر والاكتئاب... إلخ.

يؤكد المؤلف أن الطب الانعكاسي يتجه إلى أن معظم الأمراض الجسدية يلعب فيها العامل النفسي دورا قويا، سواء في نشأتها أو استمرارها، لأن بين العاملين النفسي والجسدي علاقة تفاعلية، لذلك فإن الطب الانعكاسي في علاجه ينصح دائما في كل الحالات بالابتعاد عن الضغوط النفسية، لأن سلامة النفس أساسية لسلامة النفس والجسد على السواء.

وحيث إن سنة الحياة، لابد فيها من الفرح والقَرْح، من النجاح والفشل، ومن الولادة والموت، فإن الحل المتاح لنا، هو في تغيير طريقة استقبال هذه الضغوطات النفسية، وذلك بموقف رباني فيه الصبر الجميل وتعلم الرضا ومحاسبة النفس على التقصير، وكلها تمرينات من صميم التدين.

ويرى المؤلف أن الآثار تختلف من الفرد إلى الجماعة، فعلى مستوى الأفراد، أظهرت عدة دراسات أن الأشخاص المؤمنين يتعرضون بقدر أقل للقلق الظاهر، وبإحساس أكبر بهدف الحياة ومعناها، فالإيمان لما له من تأثير يتعدى مجرد صحة البدن، حيث يفضي إلى راحة أشمل تتضمن الإحساس بالسعادة والسكينة والطمأنينة والاستعداد للتفاني والسلام الداخلي والمغفرة وعدد من الأحاسيس الإيجابية، يعود بالنفع على الحياة كلها، وكيف لا والمؤمن مقتنع بأن إيمانه ينفعه حتى حين مماته وبعد مماته.

أما على مستوى الجماعة، فإن أثر الإيمان على الصحة يتجلى في كون المحيط المتدين يقدم للمريض أحاسيس يطغى عليها الجو الروحاني اللامادي، وينعم فيها بأشكال من المساندة التي تخفف كثيرا من معاناته، فيؤدي التراحم بين أفراد المجتمع إلى الكشف المبكر عن الأمراض وتجنب سلوكيات العنف، ويبعد الحاجة إلى اللجوء للإدمان، ووقوع الأمراض المنقولة جنسيا، كما يعصم بكيفية واضحة من التفكك الأسري.