عندما كنت في مراهقتي وفي عشرينياتي، اعتدت استخدام آلات التسمير. أنا اليوم في الثالثة والأربعين من العمر وأخشى سرطان الجلد الميلانيني. لذلك أقصد طبيب جلد كل سنة للخضوع لفحص جلد. أملك عدداً من الشامات، إلا أن فحص الجلد لا يستغرق أكثر من خمس دقائق. فهل هذا الوقت كافياً للحصول على تقييم دقيق؟ وعمَّ يبحث الطبيب؟ ولمَ يجب أن أتنبه أنا شخصياً؟

Ad

من الحكمة التحقق بانتظام من أنك لا تعاني سرطان الجلد. ويشكل الخضوع لتقييم طبيب جلد مرة في السنة والتحقق من بشرتك باستمرار خطوتين ممتازتين لاكتشاف سرطان الجلد الميلانيني وغيره من أنواع سرطان الجلد في مرحلة باكرة. وكلما اكتشف سرطان الجلد باكراً، ازداد احتمال شفائه.

يشكل سرطان الجلد الميلانيني أخطر أنواع سرطان الجلد. ينمو هذا السرطان في خلايا تُدعى الخلايا الميلانينية التي تُنتج صبغ الميلانين الذي يمنح الجلد لونه. لا نعرف السبب الرئيس وراء سرطان الجلد الميلانيني، إلا أن التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية من الشمس أو مصابيح وآلات التسمير يزيد خطر الإصابة بهذا المرض.

نما عدد حالات سرطان الجلد الميلانيني على نحو كبير خلال السنوات الثلاثين الماضية، خصوصاً بين النساء في متوسط العمر. وقد تكون هذه الزيادة عائدة إلى انتشار آلات التسمير في ثمانينيات القرن الماضي، حين كانت نساء كثيرات ممن بلغن اليوم عقدهن الخامس أو السادس في سني مراهقتهن.

إن لم يُكتشف سرطان الجلد الميلانيني وبالتالي تفشى، تصعب معالجته. ولكن إن شُخص باكراً، يمكن الشفاء منه عموماً. لهذا السبب، من الأهمية بمكان أن تألف بشرتك جيداً وأن تعلم طبيب الجلد بأي تغييرات تلاحظها في الحال، خصوصاً إن أكثرت من استعمال آلات التسمير في الماضي. اعتد التحقق من بشرتك مرة في الشهر. وتنبه خصوصاً لأي شامات جديدة تظهر.

اطلع أيضاً على المعلومات الرئيسة عن سرطان الجلد وأعراضه الأهم وأبلغ طبيب الجلد إن لاحظت أياً منها. من أبرز هذه الإشارات عدم الانتظام عندما يبدو نصف الشامة غير مطابق لنصفها الآخر، عندما تبدو أطراف الشامة عير متناسقة، متعرجة، ومقشرة، وعندما يختلف اللون بين أجزاء الشامة المختلفة. فإذا رأيت خصوصاً ألوان أعلام الولايات المتحدة الأحمر، والأبيض، والأزرق في شامة واحدة، فهذا تغيير مقلق.

من الضروري أيضاً أخذ حجم الشامة في الاعتبار. على سبيل المثال، إن كنت تملك شامة يفوق عرضها نصف سنتمتر (أو توازي ممحاة قلم الرصاص مساحةً)، فاطلب من الطبيب تفحصها. وإن لاحظت أي تغيير في حجم الشامة، شكلها، لونها، وارتفاعها، أو إن أصبت بأعراض مثل النزف، الحكة، الطراوة، فمن الضروري أيضاً الخضوع لمعاينة طبية.

لا تنسَ أيضاً أن ثمة أنواعاً أخرى من سرطان الجلد بالإضافة إلى سرطان الجلد الميلانيني، منها سرطان الخلية القاعدية وسرطان الخلية الحرشفية. يشبه نوعا السرطان هذان بقعاً مقشرة وردية أو حمراء على الجلد لا تزول من تلقاء ذاتها.

صحيح أن فحص الجلد السنوي الذي يجريه طبيب الجلد لا يستغرق طويلاً، إلا أنه يشكل جزءاً مهماً من عملية اكتشاف سرطان الجلد باكراً. طبيب الجلد متخصص في اضطرابات الجلد ويستطيع غالباً اكتشاف أي بقع مريبة على الجلد بسرعة. وينطبق ذلك خصوصاً بعد خضوعك لتقييم الجلد الأول، لأن المعاينات اللاحقة تصبح أسرع وأقصر.

تُعتبر الوقاية أيضاً خطوة مهمة. احمِ بشرتك قدر المستطاع. كذلك ابتعد قدر المستطاع عن أشعة الشمس خلال منتصف النهار عندما تكون الأشعة ما فوق البنفسجية الأقوى. وإن خرجت من المنزل، فأكثر من استعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس في كل الفصول. كذلك استخدم هذه الكريمات أكثر من مرة خلال النهار. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا يقل عامل الوقاية في هذه الكريمات عن 03. وامتنع عن استعمال مصابيح وآلات التسمير، بما أنها تزيد على نحو كبير احتمال إصابتك بسرطان الجلد الميلانيني.