يحتفي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الجديدة (من 11 إلى 20 نوفمبر 2015) بالنجم العالمي الراحل عمر الشريف بشكل مختلف ومكثف عبر برنامج ضخم.

Ad

يحضر المهرجان في اليوم التالي لافتتاح الدورة عدد من الفنانين العالميين الذين ارتبطوا بعلاقات عمل أو صداقة مع عمر الشريف، ونخبة من الفنانين المصريين، خصوصاً من شاركوا في أفلامه المصرية في الأعوام الأخيرة. كذلك تُعرض ثلاثة من أشهر أفلامه خلال هذه الاحتفالية وهي «لورانس العرب» الذي شهد مولده في السينما العالمية ورشح عنه لأوسكار أحسن ممثل مساعد ونال جائزة الكرة الذهبية لأحسن ممثل مساعد عن الدور نفسه إلى جانب جائزة أحسن وجه جديد واعد، و{دكتور زيفاجو» الذي منح عنه جائزة الكرة الذهبية لأحسن ممثل، وأيضاً سيعرض المهرجان فيلمه الفرنسي «السيد إبراهيم وأزهار القرآن».

لم تكتف إدارة {القاهرة السينمائي} بهذه الإجراءات بل حصلت على نسخة مرممة من الفيلم الفرنسي {حجا} الذي قام  الشريف ببطولته في تونس مع الممثلة كلاوديا كاردينالي، وهو من إخراج الفرنسي جاك باراتيه. يعرض المهرجان أيضاً آخر فيلم شارك فيه الشريف بالصورة والتعليق الصوتي ويحمل عنوان {1001} وهو فيلم قصير من إخراج أحمد سليم.

يصدر المهرجان أيضاً كتاباً عن مسيرة عمر الشريف في السينما المصرية والعالمية باللغتين العربية والإنكليزية من تأليف الناقد محمود قاسم.

على الجانب نفسه، حمل ملصق مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية صورة أشهر عاشقين في السينما المصرية وهما النجمان عمر الشريف وفاتن حمامة، وتأتي الدورة الجديدة (من 17 إلى 23 مارس 2016) تحت شعار {مصر في قلب إفريقيا}، أهديت فعالياتها إلى اسمي حمامة والشريف ويحضرها زملاء النجم العالمي في هوليوود ليكونوا ضيوف حفلة الافتتاح، أبرزهم الممثل الأميركي داني جلوفر والممثل الفرنسي بيير بولانجرج والذي قام منذ 12 عاماً بدور الصبي في فيلم {السيد إبراهيم وأزهار القرآن}، ونال عنه الشريف جائزة {سيزار} الفرنسية لأحسن ممثل عام 2004.

أما مهرجان الإسكنرية فحملت دورته الـ 31 (من 2 ــ 8 سبتمبر) اسم النجم الراحل نور الشريف وسيُكرَّم كل من فاتن حمامة بعرض فيلمها الأخير {الفاتنة}، فيما نشاهد {صخرة القصبة} لعمر الشريف، علاوة على ندوة حول أعماله ومشواره الفني الطويل.

أما المهرجان المغربي {بصمات} للسينما التسجيلية والقصيرة في دورته السابعة، المقررة إقامتها في الفترة من 15 إلى 19 نوفمبر المقبل في المغرب فقرر أيضاً تكريم اسمي النجمين الراحلين فاتن حمامة وعمر الشريف.

من جانبه، أكَّد السيناريست سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، أنه تم تصميم الملصق الخاص بالدورة المقبلة من أحد أهم أعمال الثنائي عمر الشريف وفاتن حمامة وهو {صراع في الوادي}، لا سيما أنه تم تصويره في محافظة الأقصر عام 1954، مؤكداً إهداء الدورة لاسميهما كمحاولة لرد جميلهما على ما قدماه للسينما العربية.

يرى فؤاد أن تكريم أسماء الراحلين أمر مهم جداً يدفع الفنانين الشباب إلى التواصل مع أعمال الكبار ويثير غيرتهم بعدما تأكدوا أن النجوم الراحلين والعظماء يموتون بأجسادهم فقط، لكن أعمالهم الخالدة وأرواحهم تظل موجودة بيننا عبر أجيال كثيرة ويتم الاحتفاء بأعمالهم في الفعاليات الفنية العالمية. من ناحيتها، قالت رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ماجدة واصف إنه لا يمكن أن تمر دورة مهرجان القاهرة السينمائي ولا نلتفت إلى رحيل كل من عمر الشريف وفاتن حمامة اللذين قدما الكثير للفن والسينما العربية، مشيرة إلى أن تكريم الرموز الفنية واجب وطني على الجميع.

تستكمل واصل كلامها: {اخترنا برنامجاً لائقاً بالنجم عمر الشريف واحتفالية ضخمة جداً تتناسب مع اسمه وتاريخه بحضور عدد كبير من نجوم الفن ورموزه}، متوقعة أن يكون التكريم والاحتفالية على قدر موهبة ومكانة النجمين.

الناقد الفني نادر عدلي يرى أن تكريم المهرجانات السينمائية الفنانين الراحلين مسلك جيد ومن الحسنات القليلة التي يقوم بها بعض المهرجانات، مؤكداً أن الفعاليات التي تقوم بذلك تستفيد أيضاً وتكسب مزيداً من الثقة بتكريم هؤلاء النجوم بسبب حضور عدد من أصدقائهم وزملائهم، بالإضافة إلى عرض أعمالهم الجيدة التي حققت نجاحاً كبيراً. يقول عدلي: {بعض المهرجانات المصرية ينقصه الدقة والإمكانات المساعدة، لا سيما أن بعض القيمين عليها يتعامل معها على أنها مجرد احتفالية وليس عملاً ثقافياً، مطالباً المسؤولين عن هذه الفعاليات بالاهتمام برموز الفن والترويج الجيد لمهرجاناتهم كي يتابعها الجمهور الذي تقام هذه الفعاليات لأجله وليس لأجل الشخصيات الرسمية والنخبة.