أظهرت مكتبة البابطين إلى النور مخطوطات للعلامة ابن الغملاس متعلقة بتراجم وضعها في مجلداته بعنوان {الدوائر التاريخية في أخبار فضلاء البرية}، والتي حصلت المكتبة منها على الأجزاء: الثاني والسادس والثامن، وقد تكبدت المكتبة عناء فك حروف هذه المخطوطات لصعوبة قراءتها، لتضعها بسهولة بين أيدي الدارسين والباحثين والمهتمين، وأوضحت المكتبة بأن الكتاب في الأصل عبارة عن ثمانية مجلدات، ولكن لم يصل منها سوى ثلاثة بسبب تقادم الزمن وعدم العثور حتى الآن على البقية منها، وأعربت إدارة المكتبة عن أملها في الحصول على المجلدات كافة كي تكمل هذا الإنجاز.

وقال رئيس مجلس إدارة المكتبة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين معرفاً بالكتاب: {إنه يرصد سير كثير من الأعلام وضعه الشيخ عبدالله بن غملاس من أبناء الزبير وأسرته ممتدة في الجزيرة العربية، من خلال جولات واسعة في عدد كبير من المصادر القديمة والمعاصرة}. وأضاف البابطين: {من واجبنا أن ننقذ هذه المخطوطات من البقاء سجينة في عتمة رفوف المكتبات، ومن حق أمتنا علينا أن نعيد إحياء هذه المخطوطات من خلال علماء أوفياء تحلوا بالخبرة والصبر لفك رموز هذه المخطوطات}. ومن مبررات اختيار هذا الكتاب، تقول إدارة المكتبة بأن مصنف ابن الغملاس اعتمد في اختياراته للتراجم الواردة فيه على حصيلة وافرة من المراجع والمصادر والكتب، بحيث يوردها بين طيات كتبه بوضوح، والتي تنوعت بين المراجع والمصادر القديمة مثل الوفيات لابن خلكان والوافي بالوفيات للصفدي، وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي، حتى يصل في مصادره إلى معاصريه مثل كتاب {جلاء العيون} للألوسي، وكتاب {آداب اللغة} لجرجي زيدان.

Ad

ويعتبر كتاب {الدوائر التاريخية} أحد أضخم مؤلفات ابن الغملاس يرحمه الله، ويشتمل الجزء الثاني منه على 107 تراجم تبدأ بترجمة بوران بنت الحسن بن سهل، وتنتهي بترجمة الحسن بن سهل بن عبدالله السرخسي، ويقع في 349 ورقة. أما الجزء السادس، فيحتوي على 130 ترجمة ضمن 284 صفحة، وأوله ترجمة الأخطل الشاعر وآخره ترجمة بدر الدين أبو عبدالله محمد آسيا سلار البعلي.

بينما يشتمل الجزء الثامن على 91 ترجمة في 247 صفحة، أوله ترجمة الأعشى الكبير ميمون بن قيس، وآخره ترجمة يزيد المهلبي.

يذكر أن للمؤلف ابن الغملاس له نحو 65 مؤلفاً وهو من الأعلام البارزة في مسيرة الأدب العربي، وقدم بمؤلفاته خدمات عظيمة للأجيال عن التاريخ والأدب والتراث.