من الواضح أن م. نايت شيامالان لم يبذل أي مجهود لإعداد فيلمه الأخير كونه يلجأ إلى تقنية تصوير لم تعد رائجة منذ سنوات. إنها التقنية التي تتكل على الشخصيات الموجودة في الفيلم كي تصور جميع المشاهد بكاميراتها وهواتفها الخلوية. كنا قد تقبّلنا أن يصنع شيامالان أفلاماً سيئة لكنه لم يعد يبذل أي مجهود إضافي الآن. في فيلم The Visit يعود المخرج م. نايت شيامالان إلى الموضوع الذي طرحه مرات عدة في السابق: العزلة. بدءاً من السكان الذين يختبئون من المجتمع في فيلم The Village وصولاً إلى البطل الفضائي الوحيد في فيلمAfter Earth، يصر هذا المخرج/الكاتب على فصل الشخصيات عن عامة الناس. في ما يخص فيلم The Visit، يقع العالم المعزول في بلدة مايسونفيل حيث تعمل الشرطة في نهاية الأسبوع فقط ويفتقر المكان إلى خدمة الهواتف الخليوية. هذه الظروف الغريبة ضرورية كي تنجح حبكة القصة، لكنها لا تفيد الفيلم كثيراً. إذا لم تتكهن التحول الأكبر في مسار القصة بعد 15 دقيقة من بدء الفيلم، ستغطّ في النوم بعد 10 دقائق!يصل الشابان "تايلر” (إيد أوكسنبولد) و”بيكا” (أوليفيا ديجونغ) إلى هذا العالم المعزول. هما يتفقان على السفر إلى بلدة صغيرة لتمضية أسبوع مع جدَّيهما لأنهما لا يعرفانهما. لكن يبدو أن هذا القرار لا يزعج والدتهما (كاثرين هان) مع أنها غادرت منزل العائلة بسبب حدث خطير جعلها تقطع الاتصال مع والدَيها طوال 15 سنة!لكن ما الداعي لاستعمال المنطق ما دامت حبكة القصة الضعيفة تحتاج إلى أي دعم يمكن أن تحصل عليه؟يمر أول يومين على خير ما يرام بالنسبة إلى الجميع، باستثناء {نانا} (ديانا دوناغان) التي لا تكفّ عن الطبخ و{بوب بوب} (بيتر ماكروبي) المهووس بتقطيع الخشب. هما يشعران بالملل بقدر المشاهدين على ما يبدو! ثم يقوم الجدان، بوتيرة بطيئة، بأفعال غريبة مثل تجول {نانا} في المنزل وهي عارية وميل {بوب بوب} إلى جمع نفايات قذرة مثلما يجمع الناس في العادة بطاقات البيسبول.كل شخص لديه ذرة عقل سيلاحظ وجود خلل كبير في القصة. لكن لا يمكن أن تحمل الشخصيات في أفلام شيامالان ولو ذرة عقل واحدة! بل يجب أن تمر بأحداث سخيفة من دون أي اعتراض، وهي محاولة فاشلة لخلق جو من التشويق.هل يمكن أن يوافق أي شخص عاقل على الزحف داخل فرن ضخم بعد أن فقدت {نانا} حسّها المنطقي بالكامل؟أي تشويق يمكن أن ينشأ في مشهد معين يتلاشى فوراً بسبب أسلوب التصوير البدائي. لم يكن كافياً أن تتابع الكاميرات التصوير حين كانت {بيكا}تعمل في البداية على إعداد فيلم وثائقي، بل يزداد الوضع سخافة حين تصبح حياة الشابين مهددة ولكنهما يتابعان التصوير رغم ذلك. أراهن على أن كيم كارداشيان نفسها كانت لتطفئ الكاميرا إذا أوشكت على التعرض للقتل!ثمة سبب واحد قد يكون دفع شيامالان إلى اختيار هذه التقنية: يستطيع أن يقول دوماً إن «بيكا» هي التي صورت هذا الفيلم الرديء! يمكن تبرير استعمال هذه التقنية لو أن ميزانية الفيلم لا تتجاوز 12$.لكن يستطيع شيامالان أن يتحمل كلفة توظيف خبير في المونتاج، إلا إذا كان يدخر المال إلى أن يصبح عاجزاً عن الاستفادة من نجاح الفيلم الجيد الوحيد الذي أخرجه منذ 16 سنة: The Sixth Sense.أسلوب التصوير القديم ليس الجانب الوحيد الذي يثبت قلة كفاءة شيامالان في الإخراج. تقتصر المحاولات الحقيقية لإضفاء جو من الرعب في الفيلم على تجول دوناغان في الغرفة والزحف على الأرض والظهور فجأةً أمام الكاميرا. إنها أساليب قديمة ومستهلكة وقد استُعملت في مجموعة سابقة من أفلام الرعب التي كانت أعلى جودة من هذا الفيلم.الأمر الإيجابي الوحيد الذي يمكن قوله عن هذا العمل هو أن فيلم The Village لم يعد أسوأ فيلم أخرجه شيامالان على الإطلاق. يبدو فيلم The Visit سيئاً لدرجة أننا لو خُيّرنا بين مشاهدة الفيلم وفرك حفاض قذر بوجهنا، سنفضل الخيار الثاني طبعاً لأننا سنتمكن حينها من تنظيف نفسنا سريعاً على الأقل!
توابل - Movies
The Visit... لا يستحق المشاهدة!
27-09-2015