حين تتزوج المرأة، لا ترتبط بزوجها حصراً بل بوالدته أيضاً! لكن يصعب التوصل إلى توافق جيد مع الحماة. يمكن اللجوء إلى بعض الأساليب للتعايش مع الوضع الجديد بأفضل طريقة ممكنة وتجنب وقوع الأسوأ، وذلك من خلال الحفاظ على البساطة والصدق وعدم المبالغة في التقرب من الحماة أو الابتعاد عنها.

Ad

تتعدد النظريات التي تفسر الاضطرابات المتعددة بين الكنّة والحماة. حين ترتبط المرأة بعلاقة وثيقة مع والدتها، قد تخشى في لاوعيها أن تخونها إذا وثقت بحماتها أو أحبّتها. قد يفسر التماهي القائم بين الأم وابنتها السبب الذي يمنع كبت العدائية الطبيعية التي تظهر من وقت إلى آخر. لذا قد تصبّ المرأة جزءاً من تلك العدائية على حماتها بشكل لاواعٍ. من خلال مهاجمتها، تستطيع الابنة أن تحمي علاقتها المثالية مع والدتها أو أن تتقرب منها حين تصبح أماً بعد أن كانت تلك العلاقة متوترة أو معقدة. لتجنب تحويل العلاقة بين الحماة والكنة إلى مشكلة {سامة}، يجب أن يبذل الطرفان الجهود اللازمة لتحسين الوضع.

تسمح التوصيات التالية للكنّة  بالوصول إلى حلول فاعلة وإعادة التناغم إلى هذه العلاقة الشائكة ...

محاولة التعرّف عليها

يجب أن تتساءلي عن العلاقة القائمة بين زوجك ووالدته. تناقشي معه عن طفولته وحياته العائلية كي تعرفي المشقات التي اضطرت والدته لتجاوزها، والشجاعة التي تحلّت بها للتوفيق بين العمل وتربية الأولاد، وطبيعة نشاطاتها في أوقات فراغها، وأساليبها التربوية والجو السائد في منزل العائلة...

 إنها معلومات قيّمة لاكتشاف هذه المرأة من منظور جديد وتقبّلها وتجنب ارتكاب بعض الأخطاء في التعامل معها.

التصرف بنضج

لا شك في أن زوجك يحنّ دوماً لزيارة والدته واسترجاع الأجواء العائلية الماضية، لكن من الأفضل ألا تتحول هذه الزيارات إلى عادة راسخة. بل يجب أن تقلبي الأدوار: احرصي على استقبال أهل زوجك والاهتمام بهم. لا بد من إنشاء علاقة لا ترتكز على التبعية بين الأهل والأبناء.

التفكير بعيد ميلادها

مثل معظم الرجال، قد يميل زوجك إلى نسيان تواريخ أعياد الميلاد. لذا من واجبك أن تتحمّلي هذه المسؤولية! دوّني جميع التواريخ المهمة واطلبي من زوجك أن يتصل بوالدته في عيد ميلادها: لا شك أنها ستشعر بسعادة غامرة وستدرك علاقتك بالموضوع.

مضاعفة الدعوات المفاجئة

قد يكون الاعتياد على تناول الغداء في عطلة نهاية الأسبوع مع العائلة مفيداً لكن قد تصبح النتائج عكسية أحياناً إذا قررت في إحدى المرات الذهاب مع زوجك وأولادك في رحلة خاصة. يمكنك تنظيم أمسية صغيرة من وقت إلى آخر أو نزهة عائلية أو زيارة المتحف أو الذهاب إلى السينما مع أفراد العائلة لتنويع النشاطات والاستمتاع معاً.

تطوير العلاقة الثنائية

حماتك ليست والدة زوجك وجدة أولادك فحسب، بل إنها امرأة مثلك! يجب أن تعامليها على هذا الأساس من خلال التركيز على النشاطات التي تثير اهتمامها. يمكنك أن تسأليها أيضاً عن وضعها الصحي وعن حياتها الماضية ومشاريعها المرتقبة. حاولي الاستفادة من مهاراتها واطلبي رأيها أو نصيحتها أحياناً. إنها أفضل طريقة للتقرب منها!

تعزيز الثقة بين الطرفين

ستكون النتيجة إيجابية حتماً إذا وثقت بها لدرجة ائتمانها على أولادك. لا شك أن أسلوبك التربوي لا يشبه أسلوبها لكن لا تنسي أنها ربّت أبناءها قبلك بكثير. لذا لا تفرطي في توجيه التعليمات لها ولا تشككي بقدراتها كجدة لأن دورها يبقى أساسياً بالنسبة إلى الأولاد.

لكن لا شيء يمنعك من إعطائها كتباً أو مجلات تعليمية مفيدة.

تجنب المنافسة معها

لا تحاولي مواجهتها أو خوض معركة دائمة معها! لا داعي مثلاً لإثبات براعتك في الطبخ أكثر منها لأنها لن تسامحك إذا تفوقتِ عليها، وستتباهى بنصرها دوماً إذا تبين أنك لست بارعة بقدرها. حاولي مثلاً تحضير أطباق غير تقليدية كي لا يؤثر نجاحك عليها. ينطبق المبدأ نفسه على الخياطة ومختلف النشاطات التي تحبها.

عدم ائتمانها على مشاكلك

قد تكون حماتك امرأة ذكية وودودة وقد تشعرين بأنك قريبة منها. لكن لا تخبريها بكل شيء! لا تبالغي في الكلام حتى لو اجتمعتما وحدكما. الأهم هو ألا تكشفي لها عن مشاكلك الزوجية ولا تنتقدي ابنها لأنها ستنحاز له طبعاً وستفشل محاولاتك كافة.

التحفظ مع والد زوجك

قد يكون والد زوجك رجلاً ساحراً وعقلانياً لكن غالباً ما تتخذ العلاقة معه منحىً معقداً مثل العلاقة التي تجمع الفتاة بوالدها. لذا يجب توخي الحذر في التعامل معه دوماً لأنّ أي مبالغة قد تنعكس سلباً على علاقتك مع حماتك.

الحفاظ على عالمك

لا تسلّميها أسرارك، لا سيما إذا كانت متطفلة بعض الشيء: ستندمين على ذلك كثيراً! بهذه الطريقة، ستشعر بأنها في منزلها كلما أتت لزيارتك وستبالغ في التدخل بأدق التفاصيل ولن تتوقف عن تقديم النصائح لك.

يجب ألا تقتحم عالمك الخاص بهذا الشكل بل أن تنتظر دعوتك في كل مرة. باختصار، أفضل ما يمكنك فعله لفهم حماتك هو وضع نفسك مكانها لأنك ستؤدين هذا الدور يوماً...

جيل جديد من الحموات

تواجه الحماة المنتمية إلى الجيل الجديد علاقات عائلية متنوعة على نحو مدهش. ما من نموذج موحد بعد اليوم وتضطر كل امرأة إلى التكيف مع علاقات أولادها بمختلف أشكالها.

 في الماضي، كانت الحماة الصالحة عبارة عن امرأة متدينة وأرملة تقرر من تلقاء نفسها أن تعيش وحدها وألا تتدخل في حياة أولادها.

 لكن ما هو مفهوم الحماة الصالحة اليوم؟ وهل هي مربية أطفال جاهزة دوماً للاعتناء بالأولاد أم مدبرة منزل بارعة وحنونة وسخية ويمكن التخلي عنها حين لا نعود بحاجة إليها؟

هل هي امرأة مشغولة تعيش بعيداً ولا تتدخل في حياة ابنها الزوجية أو في تربية أولاده؟ هل يجب أن تكون امرأة عاملة أم تقليدية؟

 قد تكون هذه النماذج كلها مناسبة بحسب تطلعات الكنّة. لكن لم تعد هذه العلاقة كما كانت عليه في الماضي، فقد تلاشت قيم {الاحترام} و{الواجب} تجاه والدة الزوج اليوم وحلّت مكانها علاقة ناضجة.

ونشير إلى أنه من الأصعب أن تتقبل المرأة في عمر الخامسة والثلاثين مثلاً التعايش مع حماتها، كذلك هي لا تجيد تحديد صفتها الحقيقية في حياتها. يؤدي هذا الغموض في تقييم الصفات الاجتماعية إلى إضفاء طابع مبهم على مختلف العلاقات أيضاً.