ملتحمة العين هي عبارة عن غشاء شفاف يغطي الجزء الأبيض من العين وينعكس داخل الجفون. بالتالي، تتعرض ملتحمة العين للهواء ومسببات الحساسية والميكروبات مباشرةً. لكنها تتمتع بنظام دفاعي طبيعي تقوّيه الدموع التي تحتوي على أجسام مضادة وتساهم في تنظيف العين.

يتمثل التهاب ملتحمة العين بشكل أساسي بالشعور بوخز أو بوجود عنصر غريب أو غبار في العين من دون الإحساس بألم فعلي. وقد تصبح العينان دامعتين وحمراوتين لأن الأوعية الدموية في ملتحمة العين تتوسع. يمكن أن تسبب هذه الحالة انتفاخ العين. وقد يسيل قيح أو إفراز أصفر اللون أحياناً، عند الاستيقاظ صباحاً، فيلتصق بالرموش ويمنعنا من فتح العينين بشكل صحيح.

Ad

حين تكون الحالة معزولة، لا يؤدي التهاب ملتحمة العين إلى اضطراب البصر. لكن قد يصاب المريض أحياناً بحساسية قوية تجاه الضوء الساطع أو برهاب الضوء، ما يجبره على وضع نظارات شمسية.

أنواع مختلفة من الالتهابات

ثمة أربعة أنواع من التهاب ملتحمة العين: فيروسي، جرثومي، مرتبط بالحساسية، كيماوي.

إذا كان أصل المشكلة فيروسياً أو جرثومياً، يُعتبر الالتهاب مُعدِياً وهو ينجم عموماً عن سلالات فيروسية مختلفة. تكون هذه الفيروسات مسؤولة عن الزكام. وقد تصبح الأعراض حادة جداً بحسب نوع الفيروس.

لكن لا تكون أشكال المرض الكيماوية أو تلك المرتبطة بالحساسية التهابية، وبالتالي لا يمكن أن تنقل العدوى.

• التهاب ملتحمة العين الجرثومي: ينجم عن أنواع عدة من الجراثيم مثل المكورات العنقودية الذهبية والجراثيم العقدية الرئوية. مثل الالتهاب الفيروسي، يكون الالتهاب الجرثومي مُعدِياً جداً ويمكن أن ينتشر سريعاً في المدراس والمكاتب ووسط العائلات.

• التهاب ملتحمة العين المرتبط بالحساسية: ينجم عن رد فعل تجاه غبار الطلع أو أي عنصر آخر يكون الفرد مصاباً بحساسية تجاهه.

•  التهاب ملتحمة العين الكيماوي: هو ينجم عن التعرض لمنتجات مثل الصابون، أو مخاطر مهنية مثل المواد الكيماوية، أو عوامل بيئية مثل دخان السجائر أو التلوث.

تشخيص الحالة

لا يمكن تشخيص التهاب ملتحمة العين إلا من خلال استشارة طبيب العيون الذي يجري فحصاً دقيقاً للعيون ويطّلع على تاريخ المريض. إذا استمرت المشكلة رغم العلاج، يمكن سحب عينة من العين موضعياً. يسهل الخلط بين التهاب ملتحمة العين وأمراض عدة، لذا من الأفضل استشارة الاختصاصي عند ظهور أعراض مثل ألم في العيون أو تشوش الرؤية.

أسباب متنوعة

تزداد حالات الالتهاب الجرثومي بين الأولاد إذا فركوا عيونهم وكانت أيديهم قذرة ومليئة بالجراثيم. على صعيد آخر، يمكن أن يترافق الالتهاب الفيروسي مع الزكام أو ألم في الحلق أو نزلة برد. قد يصيب هذا الالتهاب القرنية أيضاً وقد يدوم لأسابيع عدة.

أما الالتهاب المرتبط بالحساسية، فهو يترافق عموماً مع أعراض مثل حمى القش والطفح الجلدي والربو وانسداد أو سيلان الأنف والرغبة في العطس. يكون بعض مسببات الحساسية، مثل غبار الطلع أو العث أو مستحضرات التجميل، مسؤولاً عن حالات حساسية متنوعة. وقد ينجم التهاب ملتحمة العين عن منتجات كيماوية أو عناصر أخرى تسبب الحساسية مثل الكلور الموجود في أحواض السباحة أو الدخان أو الغازات.

ما هي العلاجات المتاحة؟

يمكن معالجة التهاب ملتحمة العين الجرثومي عبر مضادات حيوية على شكل قطرات أو مراهم.

يجب تنظيف العيون يومياً بقطن منقوع بماء باردة. يساهم تنظيف العين بالشكل المناسب في تسريع عملية الشفاء. لمعالجة التهاب ملتحمة العين الفيروسي، ما من علاج محدد لكن يجب الحرص دوماً على تنظيف العين وترطيبها.  لما كان هذا المرض مُعْدياً، لا بد من الحفاظ على نظافة العينين واليدين لتجنب نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين. في ما يخص التهاب ملتحمة العين المرتبط بالحساسية، فيمكن معالجته بشكل أساسي عبر قطرات مضادة للهيستامين أو مضادة للحساسية. كي يعطي العلاج مفعوله، يجب استعمال القطرات بانتظام ولفترة مطولة. يقضي أفضل علاج بتحديد مسبب الحساسية وتجنب أي احتكاك به.

تدابير وقائية

من خلال تنظيف العينين واليدين والوجه، يمكن الاحتماء من التهاب ملتحمة العين وكبح انتشار العدوى من عين إلى أخرى أو من شخص إلى آخر. يجب تدليك كل عين وهي مغلقة مرة في اليوم على الأقل بمنشفة أو قطعة قطن منقوعة بماء ساخنة أو بشامبو للأطفال. يمكن اللجوء أيضاً إلى كمادات منظِّفة للاعتناء بعيون الأطفال والأولاد والراشدين. إذا كنت مصاباً بالتهاب ملتحمة العين، من الأفضل عدم تقاسم المناشف مع الآخرين وغسلها بشكل متكرر لتجنب انتشار المرض.

نصائح إضافية

•  التهاب ملتحمة العين ليس مرضاً خطيراً لكن يجب معالجته دوماً لدى الطبيب.

• يجب التأكد أولاً من وجود عنصر غريب في العين ومحاولة استخراجه إذا وُجد.

• بانتظار الموعد مع الطبيب، يجب تنظيف العينين بمحلول مصنوع من ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء فاترة بعد غَلْيها مسبقاً.

امسح عينيك، من جهة الأنف نحو الخارج. استعمل قطنة مختلفة لكل عين.

• إذا أصيبت إحدى العينين، يمكن تخفيف حدة المشكلة عبر وضع ضمادة أو منديل على العين المصابة وشدّها بشريط لاصق.

• لتجنب انتشار الالتهاب، يجب غسل اليدين وتجنب فرك العينين. ثم يجب استشارة الطبيب في أسرع وقت ممكن.

يُعتبر التهاب ملتحمة العين إصابة شائعة يمكن أن يواجهها كل شخص مرة على الأقل في حياته. حتى لو كان المرض حميداً في معظم الحالات، لا يجب إهمال العلاج، لا سيما إذا كان الالتهاب معدياً.

بما أن العين حساسة، يجب تجنب أساليب المداواة الذاتية في مختلف المشاكل التي تصيب العيون. لا مفر من استشارة طبيب العيون عند ظهور أبسط مؤشر على وجود مشكلة.

أعراض طارئة

في حال شعرت بالأعراض التالية لا بد من الذهاب إلى قسم الطوارئ أو استشارة طبيب العيون:

• الشعور بألم في العين، أو تشوش الرؤية، أو فقدان البصر بالكامل.

• الشعور بألم في العين إذا كانت الغرفة مضاءة أو عند رؤية ضوء النهار.

• الشعور بوجود عنصر مزعج في العين.

• احمرار العين وإفراز سائل سميك أخضر أو أصفر اللون.

• اختلاف في حجم بؤبؤ العين.

• مواجهة أحد هذه الأعراض أو مجموعة منها لأكثر من 48 ساعة من دون تحسن الوضع.