قالت ترايسي دونيك، طبيبة عائلية تعمل في مركز الصحة العائلية في سانت ماري - كولومبيا في ويسكونسن، إن التمارين المعتدلة والروتينية، بين ثلاث وخمس مرات في الأسبوع، لمدة تتراوح بين 30 و60 دقيقة في كل مرة، يمكن أن تحمينا من الإصابة بالزكام، أو يمكن أن تخفف حدة الأعراض إذا مرضنا.بالتالي يمكن أن تساعدنا جميع النشاطات، بدءاً من تمارين القوة وصولاً إلى الركض على آلة المشي واليوغا، في محاربة الزكام وموسم الإنفلونزا. أوضحت دونيك: {تحسن التمارين الجسدية التفاعل المناعي لأنها تزيد الخلايا التائية. أعتبر جهاز المناعة دوماً أشبه بسلاح. تتعدد الخلايا المناعية المختلفة في الجسم وهي تحارب مختلف الاعتداءات كل يوم وتخوض حرباً يومية. حين تمارس التمارين، تزداد العناصر المفيدة التي يمكن أن تتسلح بها. الخلايا التائية هي خلايا مناعية خاصة تساعدنا في الاحتماء من الزكام والإنفلونزا ويزداد عددها بفضل التمارين المعتدلة}. من المفيد أن نمارس الرياضة أيضاً حين نصاب بالزكام. يجب أن نصغي إلى جسمنا قليلاً. إذا قمنا بنشاط بسيط، قد نستعيد صحتنا بوتيرة أسرع.قال إريك غرامزا، مدرّب شخصي وصاحب مركز رشاقة في سانت فرانسيس، ويسكونسن، إن الشخص الذي يمارس تمارين منتظمة يستطيع متابعتها رغم الزكام بكل أمان، حتى إنه قد يستفيد من ذلك. يؤكد ضرورة مراعاة عاملَين: ما مدى حدة المرض؟ وما هي قدرة الشخص الذي يمارس التمارين؟إذا شعر الشخص بالتحسن عند أخذ دواء للزكام واستطاع إنهاء يوم العمل، يعني ذلك أنه يستطيع ممارسة الرياضة والاستفادة منها.أوضح غرامزا: {يجب أن نتابع تحريك الجسم للحفاظ على نشاط جهاز المناعة. الجسم معتاد على هرمونات الأندورفين. من المفيد أن تمارس التمارين لإطلاق تلك الهرمونات التي تعزز الشعور بالراحة. تساعدك هذه الخطوة في التعافي بوتيرة أسرع. الرياضة بحد ذاتها آلية فاعلة لتقوية المناعة، تعزز خفقان القلب وتنشّط عملية الأيض، ما يضمن دخول المغذيات المفيدة إلى الجسم}.يساهم الأيض بدوره في التخلص من المخلفات وتحصل هذه العملية كلها بوتيرة أسرع إذا كان الشخص كثير الحركة.أما الجمود، فيؤدي إلى تباطؤ نبضات القلب وتراجع الأيض وحتى تباطؤ مسار التعافي.قال غرامزا إن الراحة ضرورية في بعض الحالات أو يمكن أن تبرز الحاجة إلى ممارسة نشاط مختلف.تعني الحمى (أكثر من 37.7 درجة مئوية) أن الرياضة سترفع حرارة الجسم، لذا يجب أن نرتاح إلى أن تنخفض الحرارة.يعني التهاب القصبات الهوائية أو أي مرض في الرئة أن الجسم يحتاج إلى الراحة. يقترح غرامزا القيام بنشاط لا يشغّل القلب بشكل مفرط، بمعنى ألا يزيد إيقاع ضربات القلب بما يكفي كي ينقطع التنفس. لا بأس ببعض تمارين القوة أو المشي أو ربما اليوغا. يقول غرامزا: {يحتاج الجسم إلى هذه الخطوات كلها. حين تأخذ استراحة، لا يطلق الجسم تلك الهرمونات لأن الأيض لا ينشط كالعادة ولا يتفاعل الجسم بالطريقة نفسها}.يمكن أن يحاول الأشخاص الذين اعتادوا على تمارين مكثفة جداً مدتها 60 دقيقة ممارسة الرياضة لثلاثين دقيقة، بنسبة إجهاد تصل إلى 60 %.قد تعطي التغذية أثراً إيجابياً أيضاً. يمكن الشعور بالتحسن سريعاً عبر الحفاظ على ترطيب الجسم وتناول الفاكهة والخضراوات غير المصنعة والغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة.ماذا عن علب وقناني المنتجات التي تباع في المتاجر، أي تلك التي تدعي تقوية جهاز المناعة ومساعدتنا على التحسن عبر سائل سحري أو حبة سحرية؟ لا يصدق غرامزا هذه الادعاءات بأي شكل. يوصي بكل بساطة بأخذ حبة من الفيتامينات المتعددة، أو ربما الفيتامين C. لكن يجب ألا تصبح المكملات المصدر الأساسي للمغذيات والطعام.قالت دونيك إن بعض الدراسات يعتبر المكملات مفيدة (فيتامين C، إشنسا، ثوم) لكن تنفي دراسات أخرى فاعليتها. بحسب رأيها، تقصّر مضادات الالتهاب مدة الزكام وتحصره بيومين.يساهم استعمال رذاذ الأنف الملحي أو غرغرة الفم بماء مالحة أو حتى تناول حساء الدجاج المالح التقليدي في تحسين وضع الأغشية المخاطية، وتميل الماء المالحة إلى القضاء على الجراثيم.لكن سنستفيد جميعاً من التمارين الجسدية (لا داعي لتكون مكثفة مثل الركض في ماراثون لحسن الحظ!) لمحاربة الزكام بغض النظر عن العمر أو الوزن.أضافت دونيك: {يمكن أن تعطي الرياضة المفرطة أثراً معاكساً. يصعب على الجسم المشاركة في ماراثون مثلاً ولا بد من التعافي من حدث مماثل. لكن ما دام الشخص ليس مصاباً بالربو ويستطيع التنفس بشكل سليم، يفترض أن تكون الرياضة مفيدة له. أعتبر الرياضة منبع الشباب الوحيد. تتلاشى المناعة مع التقدم في السن، في عمر الستين أو الخامسة والستين تقريباً}.
توابل - Hi-Tech and Science
التمارين تساعد المناعة بمحاربة الزكام
09-12-2015