كيف يستطيع الأطباء تحديد مدى ملاءمة العلاج الكيماوي أو الجراحة  لمعالجة سرطان البنكرياس؟ ولمَ يتلقى بعض مَن يشخص الأطباء إصابتهم بمراحل متأخرة من المرض العلاج، في حين يُعتبر العلاج في حالة البعض الآخر غير ذي جدوى؟

Ad

تختلف خطة علاج سرطان البنكرياس باختلاف حالة المريض ومرحلة المرض عند تشخيصه. صحيح أن الأطباء كانوا يخبرون المرضى في الماضي أن ما من علاج في حال انتشر السرطان خارج البنكرياس، لكن العلاج الكيماوي تحسّن اليوم وبات يقدّم فرصاً ممكنة للقضاء على داء السرطان الصعب هذا.

سرطان البنكرياس داء نادر مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، مثل سرطان الرئة، القولون، أو الثدي. لا ترافقه عادة أعراض محددة، ولكن قد تشمل ألم البطن أو الظهر، خسارة الوزن، الإصابة بالداء السكري أو اشتداده، اليرقان، أو اصفرار البشرة. في المقابل، يشكّل التدخين عامل الخطر المعروف الوحيد. ومع أن مجموعة صغيرة من المرضى تُعتبر أكثر عرضة لهذا السرطان جينياً، لا تزال غالبية الأسباب مجهولة.

يبلغ احتمال إصابة المرء بهذا الداء خلال حياته 1%. لكن المحزن بالنسبة إلى المصابين أنه أحد أصعب أنواع السرطانات علاجاً. بالكاد يتخطى احتمال الاستمرار على قيد الحياة الخمس سنوات بعد تشخيص المرض نسبة 7%.

سرطان البنكرياس داء فتاك لسببين: أولاً، لا يتوافر فحص لاكتشافه. نتيجة لذلك، تُشخص حالات كثيرة في مرحلة متقدمة بعد أن يكون السرطان قد خرج من البنكرياس وانتشر إلى أعضاء أخرى. أما السبب الثاني، فيرتبط بتركيبته البيولوجية: عدائي جداً ويميل إلى الانتشار إلى أعضاء أخرى، حتى لو كان الورم صغيراً وفي مراحله الأولى، ما يعني في حالة كثيرين أن المرض يعاود الظهور بعد العلاج.

في حالة مَن يشخص الأطباء حالتهم قبل انتشار السرطان إلى خارج البنكرياس، يشمل العلاج غالباً الجراحة لاستئصال الورم يليها العلاج الكيماوي. لكن هذه المجموعة تشكل أقلية ولا تشمل أكثر من 15% من المرضى. ففي حالة أكثر من 50% منهم، يكون السرطان انتشر إلى مواقع أخرى خارج البنكرياس، ما يجعل الجراحة غير فاعلة. وفي نحو 35% من الحالات المتبقية، يشمل الورم أوعية دموية حول البنكرياس، تجعل استئصال السرطان مستحيلاً.

مقاربة جديدة

تساهم مقاربة علاج جديدة في مداواة هذه المجموعة الثانية من المرضى خلال السنوات الماضية. فمع تقدم العلاج الكيماوي والعلاج بالأشعة المحدَّثين، صار بالإمكان اليوم إعطاء هؤلاء المرضى علاجاً يساهم في حالات كثيرة في تقليص حجم الورم إلى حد تصبح معه الجراحة ممكنه لإطالة أمد الحياة أو حتى الشفاء من المرض.

يُعتبر التقدم الذي حققه علاج سرطان البنكرياس الكيماوي إيجابياً. بلغت سابقاً معدلات تجاوب مرضى السرطان مع العلاج الكيماوي التقليدي نحو 9%، إلا أن المعدل ارتفع بمقدار ثلاثة أضعاف تقريباً مع برامج العلاج الكيماوي الجديدة المتوافرة اليوم. حتى إنه يصبح أعلى بعد إن لم يكن المرض قد انتشر إلى مواقع أخرى.

علاوة على ذلك، شهدت جراحة استئصال سرطان البنكرياس تحسنات كبيرة. أولاً، كي تُعتبر الجراحة ناجحة، من الضروري استئصال كامل الخلايا السرطانية، فإن بقي أي منها في البنكرياس، فلا يجني المريض فوائد من الجراحة. وتشير البيانات التاريخية إلى أن بعض الخلايا السرطانية ظلّ في البنكرياس بعد الجراحة في حالة من كل أربعة مرضى، ولكن مع اللجوء اليوم إلى العلاج الكيماوي قبل الجراحة وما يليه من علاج بالأشعة، فضلاً عن تطور تقنيات الجراحة، تحسنت النسب وارتفع احتمال التخلص من الخلايا السرطانية كلها، كذلك تساهم هذه الإستراتيجية والعناية المتطورة بعد الجراحة في الحد من عدد المضاعفات بعد الجراحة، علماً أن هذا الأمر يحسّن بدوره فرص النجاة عموماً.

قد يكون تشخيص سرطان البنكرياس مخيفاً. ولكن في حالات كثيرة، تتوافر خيارات علاج عصرية. في الماضي، كان بعض الأطباء يكتفي بالقول لمرضى سرطان البنكرياس إن لا علاج لحالتهم نظراً إلى نتائج الداء العامة التاريخية.

لكن الوضع تبدّل اليوم. إن شخص الأطباء إصابتك بسرطان البنكرياس ولم تُعطَ أي علاج، فاستشر طبيباً مختلفاً. زر طبيب أورام أو جراحاً متخصصاً في سرطان البنكرياس في مركز يجري عموما عدداً كبيراً من الجراحات واسعَ بنفسك إلى معرفة الخيارات المتاحة أمامك.