ما هو انطباعك عن مهرجان الكويت المسرحي؟

Ad

سعدت بتلبية دعوة إدارة المهرجان لحضور فعالياته، وهو تظاهرة جميلة تعرّفت عبرها إلى كثير من الفنانين والكتّاب والمخرجين، إضافة إلى الندوة الفكرية التي تعكس ثقافة الفنان وفكره. أعجبني التنظيم، وروح التنافس الشريف بين الفرق المحلية في مسابقة حقيقية، وكان الشباب المسرحي الكويتي متميزاً ومبدعاً في عناصر العرض كلها والرؤى الإخراجية.

كيف وجدت المسرح في الكويت؟

المسرح في الكويت نابض بالحياة فهو ليس موسمياً، ويقدم أعماله على مدار العام، إلى جانب المهرجانات المسرحية.

متى تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية؟

تخرجت في قسم التمثيل والإخراج عام 1981، وهذا يؤكد انتمائي الكبير إلى بلدي الثاني الكويت.

من درسك؟

كثير من الأساتذة والفنانين، من بينهم: سعد أدرش، أحمد عبدالحليم، منصف السويسي، سناء شافع، وكرم مطاوع الذي اختبر قدراتي لدخول أول سنة دراسية في التمثيل والإخراج. وكان عميد المعهد سعيد خطاب في تلك الفترة، ودرسني فنية التنكر عبدالعزيز المنصور.

من هم زملاء الدفعة؟

محمد المنصور، عبدالله ملك، ابتسام حسين. وكان المعهد نشطاً آنذاك وقوياً للغاية، وشاركنا في العمل مع طلبة سنة رابعة في مشروع التخرج من بينهم الفنانة سعاد عبدالله، ومعها كل من علي المفيدي، صالح الحمر، أمل عبدالله... كذلك مثلنا دولة الكويت في الأسبوع الثقافي في المغرب حيث قدمنا مسرحيتين مع كل من المفيدي وسعاد وسناء يونس.

ما الأعمال التي شاركت بها في تلك الفترة؟

الكثير من أعمال مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، في دوبلاج المسلسل الكارتوني {نحول}، ومسلسل {حياتنا}، بعد سنتي الدراسية الرابعة، سافرت إلى العراق للمشاركة في مسلسل كارتوني {سنان} لمصلحة مؤسسة الإنتاج أيضاً.

أسرة فنية

هل تأثرت بأسرتك الفنية؟

أنا من مؤسسي فرقة {أجراس} مع أشقائي، أخي الكبير سلمان زيمان والمايسترو خليفة وشوقي، وشقيقاتي سلوى وشريفة وبدرية، ومجموعة أخرى من خارج أسرتي لكنها متخصصة في العزف على الآلات والتوزيع الموسيقي والتلحين. كنا نقدم الأغاني الملتزمة من كلمات شعراء يكتبون عن فلسطين وقضيتها، والأعمال التراثية مثل {أبو الفعايل يا ولد} من التراث البحريني، إضافة إلى الأغاني العاطفية ذات الطابع اليمني حيث قدم سلمان {أقبل العيد} وغيرها. ليس هدفنا الربح المادي بل تقديم رسالة مثل خدمة القضية الفلسطينية، فهي همّنا.

أنت إحدى رائدات السينما البحرينية... حدثينا عن تلك المرحلة.

أعشق السينما، لأنها تشكِّل ذاكرة المجتمع وتوثِّق مراحل عدة، وتلامس مواضيعها القضايا الراهنة، أو تستذكر أموراً. و{الحاجز} هو أول فيلم بحريني روائي طويل، من إخراج الرائد السينمائي بسام الذوادي. ناقش العمل قضايا كثيرة من بينها اضطهاد المرأة، إذ جسدت دورها وهي مسلوبة الإرادة وضعيفة.

ماذا عن المرحلة الثانية؟

قدّمنا قصة واقعية تحاكي حقبة سبعينيات القرن الماضي في البحرين أيام المد القومي والزعيم المصري جمال عبدالناصر والقومية العربية عبر فيلم {حكاية بحرينية} عام 2006 للكاتب فريد رمضان وإخراج الذوادي. جسدت دور امرأة كبيرة في السن تحب أبناءها حباً جماً تدعى {لطيفة}. بحثت قبل التصوير عن امرأة بالمواصفات نفسها موجودة على أرض الواقع، وأعطتني ملامح بسيطة لشخصيتي.

ثم شاركت في فيلم {حنين} 2010 حيث تطرقنا إلى موضوع الطائفية، من خلال امرأة من المذهب السني وزوجها شيعي، وكلاهما كان متزوجاً في السابق، بعدها رحل شريك كل واحد منهما، وبقي عدد من الأبناء ثمرة الزواج الأول. العمل جميل جداً والكل أحب فكرته، ويُعاد عرضه لمرات عدة. لأنه يلامس القضايا الراهنة.

ما آخر أفلامك؟

«الشجرة النائمة}، وترمز الشجرة هنا  إلى شجرة الحياة في البحرين، أما النائمة فهي المعوقة. حصل العمل على جوائز كثيرة، من بينها جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. الفيلم من تأليف فريد رمضان وإخراج محمد بوعلي، له خصوصية من خلال كيفية تعامل الأبوين مع ابنتهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد مثلت شخصية مؤثرة، امرأة طيبة حيوية تحبّ مساعدة الناس وتقف معهم، وهي من طباع نساء الماضي.

لم يغط الفيلم تكاليفه، لكن الدعم المادي جاء من هيئة شؤون الإعلام بتلفزيون البحرين وبنك البحرين للتنمية، بالتعاون مع سوق دبي للإنتاج {إنجاز}. هل وصلت السينما الخليجية إلى المستوى والانتشار المطلوبين؟

لا نزال نحبو في مجال السينما، ولم نصل إلى المستوى العالمي، نشارك في المهرجانات ونحصد الجوائز هذا صحيح، لأننا نملك العناصر المبدعة ككتّاب ومخرجين وممثلين وفنيين، لكننا بحاجة ماسة إلى الدعم المادي لأن التكلفة كبيرة.

ما آخر أعمالك؟

الاستمرارية عنصر مهم بالنسبة إلى الفنان، كلاعب الكرة الذي يواظب على التمرين، وكانت آخر مشاركاتي في فيلم {الشجرة النائمة}، وبعض الأعمال الإذاعية، فأي نص يقنعني ويحقق الإضافة لي أوافق عليه، كذلك أتابع الأفلام الأجنبية الأوروبية والأميركية، فأشاهد يومياً من ثلاثة إلى أربعة أفلام، لأنها تحتوي على مضامين راقية ومعان عميقة وقراءات ما بين السطور وإبداع لافت.

ما رأيك في الدراما الخليجية الرمضانية؟

أرى الدراما الرمضانية الخليجية لا تزال في دائرة التكرار والاستهلاك، وبعناصر التمثيل والشخوص نفسها، فيما تختلف في العنوان، ولا ننسى التكرار في أسماء فريق العمل بسبب الشللية... قدمت العام الماضي عملاً حديثاً يحمل قيمة إنسانية ورسالة ويحترم المتلقي بعنوان {حنين السهارى}، حيث نناقش قضايانا الحياتية اليومية المعاصرة، ونتطرّق إلى مشاكلنا بواقعية، من تأليف أمين صالح، وإخراج محمد سلمان.

الدراما التراثية

كيف تقيمين تجربتك مع الدراما التراثية؟

تناولنا الكثير من عاداتنا وتقاليدنا القديمة عبر هذه الأعمال الجميلة: {فرجان لول}، {البيت العود}، {حزاوي الدار}، {ملفى الأياويد}، {سعدون}. كنا نعمل بحب وإخلاص. الوقت ليس مهماً، كذلك الأجور، بل المهم إظهار تراثنا من خلال الدراما التلفزيونية، ونجحنا مع تلفزيون البحرين في إبراز التراث العريق والثري.

إنتاج الأعمال التراثية بكثرة، هل هي ظاهرة صحية؟

علينا الموازنة بين تقديم الأعمال التراثية والحديثة. لا يمنع أن يكون النوعان موجودين، لكن ماذا ستقدم من طرح جديد في التراث؟ وهل الممثل المناسب موجود في مكانه الملائم؟ هذا هو الأهم، أما تكرار الأعمال فيؤدي بها إلى طريق الفشل، لأن ثمة من يحافظ على التراث بصورة جميلة ويوفر له عناصر الجودة والاحترافية والمضامين القيمة غير المستهلكة، فلا يملّ المشاهد من متابعته لمرات عدة وبمرور سنوات طويلة على إنتاجه، ويحضر هنا المسلسلان الخالدان {درب الزلق} و{الأقدار}. حتى {حزاوي الدار} رغم كونه قديماً، عرضه تلفزيون الكويت لأنه مميز. في المقابل، ثمة من يبحث في عمله عن الربح المادي فقط فيُعرض مرة وينتهي.