لا يعبّر الفيلم عن هذه الفكرة صراحةً. لكن يسهل تكهّن ذلك، انطلاقاً من أداء روري كولكين الذي يؤدي الدور الرئيسي، ومن طريقة تفاعل الآخرين مع شخصيته، وهذا ما يجعلنا نتساءل عما جعل المخرج لو هاو الذي يخوض تجربته الأولى يبذل هذه الجهود لإخفاء خلفية القصة والحبكة.

سنقابل {غابرييل} في الحافلة حيث يبدو ساذجاً بما يكفي كي لا يدرك أن تقاسم لعبة {تويزلرز} (Twizzlers) مع طفلة صغيرة سيخيف والدتها حين تكتشف ما فعله. لا يكفّ هاتفه الخليوي عن الرنين. وحين يجيب عليه أخيراً، يكذب.

Ad

{غابرييل} لديه مهمة. يطارد فتاة يعرفها من الجامعة. لكنه وقت العطلة الشتوية. لا يمكن إيجاد {أليس} في أي مكان.

كما أن المعلومات التي يحملها عنها قديمة (رسالة من سنتين وعناوين سابقة لعائلتها). هو ساحر بما يكفي للحصول على المساعدة التي يريدها، لكن ثمة حلقة مفقودة. هل تعلم الفتاة أنه قادم؟

يقول: {يجب أن تكون مفاجأة لها... لقد كنت بعيداً لفترة بكل بساطة}.

لكن لا تتضح الرؤية إلا حين يقابل شقيقه (ديفيد كال) في محطة الحافلات، مع أن أحداً لا يظهر ويحدد مكان {غابرييل}. طورت والدته العقلانية (ديردري أوكونيل، أداؤها جيد جداً) استراتيجية للتكيف مع الوضع، وتفترض أن ينفذ {غابرييل} الأمور التي يقول إنه سيفعلها وأن يكون في المكان الذي يناسبه ويأخذ الأدوية اللازمة.

لكنه يكذب بسهولة تامة ويتقيأ حبات الدواء دوماً ويخطط للهرب حين تسنح له الفرصة. لا بد من إيجاد {أليس} بأي ثمن!

يدافع عن نفسه قائلاً: {أنا لست شخصاً خطيراً}. لكن لا مفر من التساؤل: هل هو بكل بساطة {الشقيق الأصغر المضطرب عقلياً؟}.

تولى هاو كتابة السيناريو أيضاً وبنى الفيلم استناداً إلى ملاحظات عامة، أي تفاهات الحياة {العادية}. يزور {غابرييل} مطعماً قديماً حيث يطلب دوماً وجباته المفضلة وغير الصحية، ويتسلل إلى شقة رفيقته (لين كوهين من فيلم The Hunger Games) ويبحث عن أغراض مألوفة مع أنه يتجنب الأشخاص الذين يعرفون قصته.

لكن رغم التوتر الذي يبثه كولكين في أدائه، بما يشبه الجو السائد في أفلام مثلThe Chumscrubber و Igby Goes Down، لا يشمل فيلم Gabriel طابع التشويق نفسه. الاكتشافات الكبرى لا تنكشف والأحداث الدراماتيكية المشوقة لا تتلاحق، بل ثمة فسحة من الراحة دوماً.

بالنسبة إلى رواد السينما الذين يتذكرون ما يشاهدونه لفترة طويلة، صنع هاو فيلماً {عادياً} تبدو فيه التوقعات ضئيلة والحبكة بسيطة والشخصية الرئيسية عادية أكثر من اللزوم!

ر. م