إذا اضطررت يوماً إلى حشو أسنانك من دون مخدّر {نوفوكاين}، فستعرف الفرق الذي قد يُحدِثه التخدير! يكون التخدير (سواء كان يهدف إلى تجميد الفم أو جعلك تنام بالكامل) مصمماً كي تشعر بالراحة خلال أي عملية يصعب تحمّلها جسدياً وعاطفياً.

Ad

تقول الدكتورة كريستين شرايبر، طبيبة تخدير في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد في بوسطن: {لدينا أربعة أهداف: يجب أن يزول الألم، وأن يشعر المريض بالنعاس أو يفقد وعيه، وأن يجمد جسمه كي يتمكن الجراح من العمل بلا مشكلة، ولا يجب ترك أي ذكريات سيئة عن الجراحة}.

ثمة أربعة أنواع أساسية من التخدير: التخدير الم وضعي الذي يُستعمل لتخدير منطقة صغيرة، والتخدير الناحي الذي يخدّر منطقة أوسع مثل اليد أو الذراع أو القدم، وتخدير الأعصاب (التخدير الشوكي أو فوق الجافية) وهو يُحقَن بالقرب من العمود الفقري كي يخدّر الجزء السفلي من الجسم، وأخيراً التخدير العام الذي يستهدف الدماغ لجعلك تفقد وعيك بالكامل ولا تشعر بالألم. يتوقف النوع المستعمل على الجراحة التي تخضع لها ووضعك الصحي والخيار الذي تفضّله عموماً.

1. التخدير الموضعي

لا شك في أنك خضعت لتخدير موضعي يوماً إلا إذا لم تضطر في أي مناسبة إلى اقتلاع أحد أسنانك أو لم تتعرض لإصابة تتطلب تقطيب الجروح. تُحْقَن مواد التخدير الموضعية بالقرب من المنطقة المستهدفة وتبقى آثارها محصورة في منطقة صغيرة نسبياً.

 • يتولى اختصاصي (ممرضة، طبيب أسنان، طبيب) إعطاء الحقنة، وهو يحرص على تخدير المنطقة بالنسبة الكافية.

• لا يتطلب إعطاء التخدير الموضعي تدريباً خاصاً. صحيح أنك لن تشعر بالألم، لكنك قد تشعر بالضغط. إذا بقي الوضع مزعجاً، يمكنك الحصول على مهدئ لتخفيف قلقك.

2. التخدير الناحي

عند استعمال التخدير الناحي، تُحقَن مواد التخدير الموضعية بالقرب من مجموعات عصبية لتخدير منطقة أوسع من الجسم. يحصل ذلك مثلاً خلال جراحة في اليد حيث تُستعمل الحقنة المخدّرة بالقرب من الأعصاب تحت الإبط لتخدير الذراع كلها، لفترة تتراوح بين ثلاث ساعات و24 ساعة، بحسب نوع التخدير المستعمل.

3. تخدير الأعصاب

يشمل هذا النوع تخدير فوق الجافية والتخدير الشوكي. يتركّز الدواء المخدِّر بالقرب من جذور العمود الفقري، ما يجعل منطقة أكبر من الجسم تتخدّر، ويكون مفعول الحقنة أقوى من التخدير الناحي. يُستعمل التخدير فوق الجافية لتخفيف ألم المخاض والولادة أو الألم الذي يرافق عملية شق البطن.

ويُستعمل التخدير الشوكي لمنع الشعور بالألم في البطن وأسفل الجسم خلال الجراحة القيصرية وجراحة الركبة.عند استعمال التخدير الناحي والعصبي معاً، يمكن تحديد درجة الوعي خلال الجراحة.

عند أخذ المهدئات الخفيفة، ستشعر بالاسترخاء لكنك ستدرك ما يحصل لك. أما المهدئات المعتدلة، فهي ستجعلك تنام بشكل متقطع، ما يعني أنك ستتأرجح بين الوعي والنوم ويمكنك النهوض لاحقاً بسهولة. لكن عند استعمال المهدئات العميقة، ستنام بسرعة ولن تتذكر شيئاً على الأرجح.

4. التخدير العام

يستعمل أطباء التخدير خليطاً من الأدوية عن طريق الحقن في الوريد، وهو يجعلك تفقد وعيك ويجنّبك الشعور بالألم. ستحصل أيضاً على دواء لإرخاء عضلاتك كي يبقى جسمك جامداً خلال الجراحة. غالباً ما يدسّ طبيب التخدير أنبوباً في القصبة الهوائية كي يساعدك على التنفس.

 بما أن التخدير العام يستهدف أنظمة عدة من الجسم، فهو يعطي آثاراً جانبية أكثر من التخدير الناحي، منها الغثيان والهذيان، لكن يمكن تخفيف حدتها. تقول الدكتورة شرايبر: {تدوم آثار التخدير العام لفترة أطول مع الأشخاص الأكبر سناً. قد يحتاجون إلى فترة أطول لاستعادة ذكرياتهم وقد يصابون بمستوى أعلى من الهذيان}.

تقييم الوضع

إذا كنت ستخضع لجراحة تتطلب استعمال التخدير الناحي أو العصبي أو العام، يمكن تقييم وضعك مع طبيب التخدير أو إحدى الممرضات أو مساعد الطبيب قبل بضعة أيام من الجراحة. يجب أن يعرف الاختصاصي بجميع الأدوية التي تأخذها.

سيسألونك أيضاً عن أي رد فعل سلبي لديك تجاه تخدير سابق وعن إدمانك على المواد الأفيونية أو الكحول أو أي عناصر أخرى. تساهم هذه المعلومات في تحديد نوع التخدير الذي يناسبك. في جراحات كثيرة، يجب أن تتمكن من الاختيار بين مختلف أنواع التخدير.

في بعض الحالات، يقضي أفضل خيار باستعمال خليط من التخدير. حتى لو كان التخدير العام ضرورياً مثلاً، يمكن استعمال التخدير الناحي أو تخدير فوق الجافية لتخفيف الألم بعد الجراحة، ما يقلّص الحاجة إلى أخذ المسكنات في مرحلة التعافي. ومن خلال إضافة التخدير الناحي أو العصبي، يمكن تقليص نسبة التخدير العام الذي تحتاج إليه، وبالتالي تخفيف الآثار الجانبية مثل الهذيان والغثيان واختلال وظائف المثانة والأمعاء.