يتحسن معظم نوبات وجع أسفل الظهر بمرور الوقت في عضون بضعة أسابيع. لكن التحكّم في الألم مهم لأنه يسمح لك بالبقاء ناشطاً، ما يساعدك على التعافي بسرعة أكبر. ومن بين مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، أمامك خياران: الأسيتامونوفين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

لكن مسكنات الألم مجرد أداة تساعدك على التعافي من ألم أسفل الظهر وتفاديه، وفق الدكتور جيفري ن. كاتز، بروفسور متخصص في الطب والجراحة في مستشفى Brigham and Women's ومحرر تقرير الصحة الخاص {ألم أسفل الظهر: شفاء ظهرك المتألم} الصادر عن جامعة هارفارد.

Ad

يقترح الدكتور كاتز أن تضمن خطة اعتائك بظهرك أيضاً هذه الخطوات:

• تهدئة الألم بالحرارة والبرودة: خلال الأيام الأولى حين يكون الألم حاداً ومصحوباً على الأرجح بالتهاب، ضع كمادات باردة خلال فترات 15 دقيقة. وبعد بضعة أيام، انتقل إلى الكمادات الساخنة لإراحة العضلات المصابة وتحسين تدفق الدم في تلك المنطقة. قد تساعدك هذه المقاربة البسيطة في الحد من اعتمادك على مسكنات الألم.

• ابقَ ناشطاً قدر المستطاع. تُعتبر فترات الراحة المحدود على الكنبة أو في السرير مفيدة، عندما يكون الألم في أوجه. لكنك ستحقق نتائج أفضل على الأمد الطويل، إن تابعت القيام بنشاطاتك اليومية المعتادة.

• مارس تمارين تمطط الظهر وتقويته. عندما تشعر بالراحة من ألم الظهر، قد يكون من الأفضل أن تتمرَّن بانتظام. قم بتمارين تمطط وتقوية العضلات التي تدعم العمود الفقري. فهذا يساعدك في تفادي نوبات آلام الظهر في المستقبل. كذلك يستطيع المعالج الفيزيائي أن يسديك بعض النصائح الشخصية.

• طوِّر تقنيات تحمي الظهر. على سبيل المثال، عندما ترفع أغراضاً ثقيلة، ادفعها بعضلات ساقيك لا ظهرك. واحذر من أنماط سلوك، مثل تقويس الظهر عند الجلوس لأن ذلك قد يؤدي إلى ألم في الظهر.

هل التايلنول مفيد؟

خلال نوبات آلام الظهر، قد تحتاج أيضاً إلى مسكنات ألم لا تحتاج إلى وصفة طبية كي تجتاز هذه المرحلة. ينصحك الطبيب عادةً أن تجرب أولاً الأسيتامينوفين (التايلنول وما شابه) لأنه ألطف على المعدة، مع أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تعطي نتائج أفضل مع ألم الظهر. كذلك تتوافر أدلة قوية على أن الأسيتامينوفين يخفف من الصداع، آلام الأسنان، وأوجاع ما بعد الجراحة. لكن هذه الأدلة لا تدعم بقوة فاعليته مع آلام الظهر.

عثرت مراجعة لعدد من الأبحاث، نُشرت أخيراً في مجلة BMJ، على ثلاث تجارب سريرية فقط قارنت مباشرة الأسيتامينوفين بدواء وهمي لمعالجة آلام الظهر. جمعت المراجعة اكتشافات مستمدة من أكثر من 1800 مشارك. إلا أنها لم تتوصل إلى أي دليل على أن الأسيتامينوفين يخفف الألم، يحد من الإعاقة، أو يحسن نوعية الحياة. كذلك لاحظت دراسة أسترالية نُشرت في The Lancet (قدمت نحو 90% من البيانات التي استندت إليها مراجعة BMJ) أن الوقت الضروري للتعافي من آلام الظهر يبقى ذاته (نحو 17 يوماً) سواء تناول المشاركون في الدراسة الأسيتامينوفين أو دواء وهمياً. باختصار، لا يقدّم الأسيتامينوفين فوائد أكبر من حبة سكر.

ولكن من الضروري أن نبقي في الذهن أن هذه التجارب السريرية قاست تأثيرات الأسيتامينوفين في مجموعة متنوعة من مرضى آلام الظهر. وتختلف هذه آلام الظهر المرضى، لذلك قد يعود الأسيتامينوفين ببعض الفائدة على عدد منهن. لكن الأبحاث تُظهر أنك قد لا تحظى بأي فائدة منه على الأرجح، لذلك لا تتفاجأ.

ما هي خياراتك؟

إذا جربت الأسيتامينوفين للتخفيف من آلام الظهر ولم تنل النتيجة المرجوة، فتوقف عن تناوله. ينصح الدكتور كاتز: {لا تحتاج إلى أكثر من ثلاثة إلى خمسة أيام لتعرف ما إذا كان يجدي نفعاً.

بالإضافة إلى ذلك، لا داعي لأن تختار بين الأسيتامينوفين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، فيمكنك تناولهما معاً. يوضح الدكتور كاتز: {يُستخدم هذان النوعان من الأدوية كتركيبة لأنهما لا يسببان أي تأثيرات جانبية إضافية. على العكس، يلاحظ بعض المرضى أن لهما فوائد إضافية}.

أخيراً، تذكر أن مسكنات الألم مجرد أداة متوافر لمن يعانون ألم الظهر، سواء كان عابراً أو مزمناً. لذلك احرص على أن تأخذ أيضاً كل الخطوات الأخرى المذكورة أعلاه لتتعافى وتتفادى أي نوبات أخرى في المستقبل.

من بين مسكنات آلام الظهر التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، أمامك خياران: الأسيتامينوفين (التايلنول وما شابه) ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

الأسيتامينوفين

يؤثر الأسيتامينوفين في عملية الألم، مع أن العلماء ما زالوا يجهلون حتى اليوم كيف يقوم بذلك بالتحديد. كذلك يحد من الحمى، إلا أنه لا يحارب الالتهاب.

ما هي المخاطر؟ قد تلحق الجرعات الكبيرة من الأسيتامينوفين الضرر بالكبد. تبلغ الجرعة اليومية القصوى من الأسيتامينوفين وفق إدارة الأعذية والأدوية الأميركية 4000 مليغرام. إلا أن بعض الأطباء يوصي بعدم تجاوز 3000 مليغرام، حفاظاً على سلامة المرضى. يقول الدكتور كاتز: {ما من دواء آمن بالكامل. لكنني أنصح مَن لا يعانون مشاكل في الكبد بتناول الأسيتامينوفين ساعة يشاؤون}. ولكن على مَن يعانون مرضاً في الكبد ألا يأخذوا الأسيتامينوفين يومياً من دون الرجوع أولاً إلى طبيبهم.

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية

تشمل بدائل الأسيتامينوفين التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين (Advil أو Motrin)، النابروكسين (Aleve)، والأسبرين العادي. تخفف هذه من الألم والحمى، فضلاً عن الالتهاب. يشير الدكتور كاتز: {تُعتبر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية عموماً أكثر فاعلية في التخفيف من الألم}.

ما هي المخاطر؟ تشمل تأثيرات مضادات الالتهاب الجانبية هذه آلام المعدة، الغثيان، حرقة المعدة، والإسهال. أما تأثيراتها الأقل شيوعاً، إنما الأكثر خطورة، فتشمل القرحة والنزف في الجهاز المعدي-المعوي. كذلك ربط بعض الباحثين مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بمشاكل القلب. لذلك يُنصح مَن يعانون مشاكل قلبية وعائية بتفادي استعمالها المطول. كذلك قد تسبب مضادات الالتهاب هذه ضرراً في الكليتين، مع أن هذا نادر.