رحل الشاعر السوري عمر الفرا عن عمر يناهز 66 إثر أزمة قلبية مفاجئة أمس الأول في منزله في دمشق، تاركاً إرثاً شعرياً متنوعاً وجدلاً كبيرا حول شعره وآرائه، وعقب ذيوع خبر الوفاة اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليق سلباً وإيجاباً، فمنهم من يراه شاعراً مناضلاً طالبين له الرحمة، في حين انتقد آخرون تأييده نظام بشار الأسد.

ولد الفرا عام 1949 في تدمر وكتب الشعر منذ سن مبكرة بجناحيه الفصيح والعامي، وذاع صيته بلهجته البدوية وقصائده المتنوعة بالعامية والفصيحة، واشتهر بإلقائه الجميل وصوته الأخاذ.

Ad

عمل الفرا بالتدريس مدة 17 عاما قبل أن يتفرغ للكتابة الأدبية والشعرية، حيث صدرت له دواوين منها «قصة حمدة» و»حديث الهيل» و»الغريب» و»رجال الله».

وبحجم التفاعل الذي حازه الفرا من خلال نتاجه الأدبي، أثارت بعض مواقفه وقصائده الجدل، لاسيما قصيدة «رجال الله» التي مدح فيها الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله بعد معركة يوليو 2006، إضافة إلى أنه كان من مؤيدي النظام السوري، وذلك منذ بدء الاحتجاجات في سورية عام 2011.

من جانبه، قال الإعلامي سيف عمر الفرا إن والده توفي إثر أزمة قلبية مفاجئة دون أن يعاني أي مرض، إلا أنه في الآونة الأخيرة كان حزينا لما يحصل في بلده، وخاصة مدرج بصرى الذي أقام عليه أجمل أمسياته ولقاءاته الشعرية.

وعقب إعلان الوفاة، قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة: «فقدت الأسرة السورية والأدبية شاعرا ذاع صيته في آفاق السماوات والأرض، ليس فقط بشعره البدوي والعامي الذي جاب البلاد العربية، وإنما بصوته الذي كان يؤدي نغمة وصلت إلى قلوب جميع الناس».

بدوره، قال الشاعر عبدالناصر الحمد إن الفرا يعتبر من الوجوه الأدبية السورية التي أثبتت وجودها على الساحة العربية، وكان ميالا إلى الشعر الشعبي أكثر من الفصيح، حتى إنه تفرغ في آواخر حياته للشعر فقط.

وداع ورثاء

 

وفور سماعهم نبأ رحيله، سارع نجوم سورية إلى وداع الشاعر الشعبي الأول، وكتبوا عبارات الرثاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب الفنان تيم حسن قائلاً: «وداعاً للشاعر الشعبي عمر الفرا، وداعاً نصير المرأة صاحب حمدة الماثلة فينا، وداعاً شاعر تدمر وحمص وسورية، وداعاً صاحب الإلقاء الفريد».

أما الفنانة سوزان نجم الدين، فأكدت أنّ الراحل سيبقى رمزاً للكلمة والإحساس، بينما كتبت الفنانة ميسون أبو أسعد: «الوطن يا ابني رقم واحد، وبعد مية يجي العالم، الشاعر الكبير عمر الفرا رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه».

بدورها، نشرت شكران مرتجى: «ماتت حمدة، رحم الله الشاعر عمر الفرا، وكل العزاء لمحبيه وعائلته»، في حين قالت سلمى المصري: «وداعاً شاعرنا الكبير عمر الفرا، غادرتنا جسداً ولكن روحك ومحبتك للوطن باقية في قلوبنا».

يشار إلى أن معظم قصائد الراحل كانت بالعامية البدوية بلهجة بسيطة تتلاءم مع كل البيئات الشعبية، إضافة إلى قصائده الفصحى التي تنوعت وشملت القضايا الاجتماعية والأحداث التاريخية والأساطير.