تدخل صغار النحل العالم وهي ملقحة طبيعياً، وفق دراسة جديدة كشفت أن النحل الملكي يلقح كل صغاره. اكتشف العلماء الطريقة التي يحقق يها النحل الملكي ذلك، وينوي محاكاتها في المستقبل على أمل تعزيز مناعة النحل أكثر. نُشر هذا الاكتشاف أخيراً في مجلة PLOS Pathogens.

Ad

يوضح غرو أمدام، أحد معدي دراسة أخيرة حول النحل من جامعة ولاية أريزونا، في بيان صحافي: {لطالما كانت العملية التي ينقل بها النحل المناعة إلى صغاره لغزاً كبيراً. لكننا حللناه اليوم. اكتشفنا أن هذه الطريقة بسيطة ببساطة تناول الطعام. وقد نجحنا في التوصل إلى هذا الاكتشاف المذهل بفضل 15 سنة من الأبحاث الأساسية على الفيتيلوجينين. ويوضح هذا البروتين فوائد الاستثمارات الطويلة الأمد في مجال الأبحاث}.

يضيف داليال فريتاك، أحد المشاركين في الدراسة من جامعه هلسينكي: {أعمل على طريقة تلقيح النحل منذ بدأت دراسات الدكتوراه. وبعد مرور نحو 10 سنوات اليوم، أشعر أنني حللت جزءاً مهماً من الأحجية. يا له من شعور جميل ومميز}.

يكشف الباحثون أن الملكة في خلية النحل قلما تخرج من القفير، لذلك على النحل العامل أن يحمل إليها الطعام. فتجمع النحلات العاملات النكتار وغبار الطلع. لكنها تحمل معها خلال هذه العملية أيضاً الممرضات من البيئة المحيطة. يُستعمل هذا الخليط بالكامل، بما فيه من بكتيريا، في القفير لإعداد الهلام الملكي الذي تتناوله الملكة.

عندما تأكل الملكة هذا الهلام، تهضم البكتيريا في أمعائها وتخزنها في {دهن جسمها}، علماً أن هذا الدهن عضو شبيه بالكبد. فتتحد أجزاء من هذه البكتيريا عندئذٍ ببروتين يُدعى فيتيلوجينين، وتنتقل عبر الدم إلى البويضات النامية. نتيجة لذلك، يأتي صغار النحل إلى العالم وهم ملقحون.

من المذهل في هذه العملية أن النحل يصبح محصناً ضد الأمراض المنتشرة في بيئته الخاصة بالتحديد.

لكن النحل يواجه هذه الأيام مخاطر أقل توقعاً بسبب نشاطات الإنسان، مثل استخدام مبيدات الآفات ونقل المحاصيل/النباتات الواسع والمفاجئ، وآفات النحل، فضلاً عن تبدلات المناخ ومصادر خطر أخرى. نتيجة لذلك، شهدت مستعمرات النحل المضبوطة في الولايات المتحدة خلال العقود الستة الماضية وحدها تراجعاً من 6 ملايين عام 1947 إلى 2.5 مليون فقط اليوم.

بعد التوصل إلى هذه المعرفة الجديدة عن الفيتيلوجينين، يعمل العلماء اليوم على تطوير أول لقاح طبيعي صالح للأكل يعود بالفائدة على حشرات مثل النحل.

يوضح فريتاك: {نعمل على ابتكار طريقة لإنتاج لقاح غير مؤذٍ، فضلاً عن وسائل لحمل النحل على جمع اللقاح وإدخاله إلى القفير من خلال خليط يأكله. وهكذا تتفادى هذه الحشرات الكثير من الأمراض}.

يخططون أولاً لاستهداف مرض يقضي على النحل يُدعى American Foul Brood. وهو ينتشر بسرعة وقد يدمر قفراناً بأكملها. لا شك في أن إنقاذ النحل يعود بفائدة كبيرة على البشر، بما أن نحل العسل وغيرها من مؤبرات تُعتبر حيوية في إنتاج الطعام، بما أنها تلقح 87 من محاصيل الطعام الـ115 الأكثر أهمية. إذاً، يؤدي النحل دوراً بالغ الأهمية في الحفاظ على اقتصادنا ومصادر طعامنا.

وبما أن الأنواع كافة التي تبيض تحمل الفيتيلوجنين في أجسامها، يمكن أيضاً تطبيق تقنية التلقيح هذه على السمك، العصافير، الزواح، والبرمائيات، فضلاً عن الحشرات مثل النحل.

يذكر أمدام: «بما أن عملية التلقيح هذه طبيعية، ستكون كلفتها بسيطة وتطبيقها سهلاً. كذلك تحمل احتمال تحسين إنتاج الطعام بالنسبة إلى البشر وتعزيز سلامته».