أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أن الملك عبدالعزيز بن سعود قرر أن يرسل ابنه الأمير فيصل إلى لندن عام 1919م لحضور الاحتفالات البريطانية بمناسبة الانتصار في الحرب العالمية الأولى. ونشرت رسالتين إحداهما من معاون المعتمد البريطاني في البحرين والثانية من الملك عبدالعزيز. واليوم ننشر رسالة أخرى من معاون المعتمد البريطاني إلى الملك عبدالعزيز يقول فيها إنه تسلم رسالة الملك وإنه أرسل رسالة إلى الحاكم الملكي في العراق يبلغه بما ورد له من الملك عبدالعزيز، وإنه تلقى رسالة جوابية من الحاكم الملكي بالعراق يبلغه فيها أن السفينة البريطانية "لارنس" ستكون موجودة في البحرين يوم 30 ذي القعدة 1337هـ لنقل فيصل بن عبدالعزيز والوفد المرافق له إلى بريطانيا، واليكم نص الرسالة:

Ad

"من السيد صديق حسن معاون الباليوز في البحرين الى الشيخ عبدالعزيز السعود حاكم نجد... بعد السلام،

بالنسبة الى كتاب سعادتكم المؤرخ في 1 ذي القعدة 1337هـ بالشرف اعرف سعادتكم بأن حسب رغبتكم قدمت المضمون تلغرافيا الى صاحب الفخامة الحاكم الملكي في العراق في بغداد وقد وصلني الآن تلغراف منه يخبر بأن المنور "لارنس" يوصل في البحرين بتاريخ 30 ذي القعدة 1337هـ وعلى ان نجلكم الشيخ فيصل ينبغي يحضر هنا اسبوع واحد قبل، وكذلك مذكور بأن الاتباع (المرافقون) ينبغي يحددوا الى احمد الثنيان ونفرين خدم، ونجلكم اكتب له الان الى الاحسا والتمس منه ان يأتي الى البحرين في تاريخ 23 ذي القعدة 1337هـ الجاري ويخبرني عن تفاصيل اتباعه، واوائل الاكل لشيء يترتب بطريق مرضي. هذا ما لزم ودمتم محروسين والسلام".

لقد  كان طلب الحاكم الملكي البريطاني في العراق أن يكون فيصل موجوداً قبل أسبوع من وصول السفينة وأن يكون الوفد السعودي من فيصل وأحمد الثنيان واثنين من الخدم. وقد أثار هذا حفيظة الملك عبدالعزيز الذي اعترض بدبلوماسية على تقليص عدد أعضاء الوفد، فأرسل رسالة الى معاون الباليوز في البحرين يطلب منه إعادة النظر في عدد المرافقين، هذا نصها:

"بعد السلام التام والفحص عن رفاهيتكم ورد الينا كتابكم الودادي المؤرخ 4 الجاري وما ذكر جنابكم كان لدى محبكم معلوم مخصوصا ارسالكم المكاتيب الى حضرة الحاكم السياسي الملكي في بغداد فإنا نشكركم على مساعيكم الجميلة نحونا ولا شك ان ذالك من حسن نواياكم لنا ثم بلغنا خبر عن تعريفكم عبدالعزيز القصيبي من طرف الاوادم الذين يمشون مع الابن فيصل ان ما يمشي الا نفرين معه هو واحمد وان عبدالله القصيبي ليس له مأذون يروح واستغربنا ذلك وانا قد عرفنا حضرتكم بالكتاب السابق ان ما ادنا من اخوياه ستة من غير فيصل واحمد وعبدالله القصيبي لان هذا نقص في حقنا ايضا تعرفون ان الولد صغير وفي حال الغربة ولا يصلح الا بخدام ولا انزل من خدامه هذا ولاشي ابد. ايضا ردة احد منهم نقص بحقنا وهذا عبدالله بن عيسى يوم راح معه انفار كثر انفاره واما عبدالله القصيبي من الضروري مراحه معه لاجل اشغاله..".

هذا كان رد الملك عبدالعزيز آل سعود على طلب الإنكليز تقليص عدد أفراد الوفد السعودي، وإن شاء الله في المقال المقبل ننشر الرد الانكليزي على ما ورد في كتاب الملك.