عش رجباً ترَ عجباً من اتحاد الكرة ولجانه التي باتت لا ترى عيباً في تحريف كل شيء بما في ذلك العقوبات المفروضة على اللاعبين لسوء السلوك، وبات الاعتداء من لاعب على زميله في عرف لجنة الاستئناف براءة حتى لو كان في وضح النهار أمام الكاميرات، مادام المعتدي من الأندية المحسوبة على الاتحاد!

Ad

وتتلخص الواقعة التي يعرفها الجميع في المجال الرياضي في «هوشة» حدثت أثناء مباراة القادسية والساحل في بطولة كأس الاتحاد، قام خلالها لاعب القادسية خالد القحطاني بالاعتداء بالضرب على لاعب الفريق المنافس شبيب الخالدي.

وأقر القحطاني بالواقعة واعتذر إلى زميله، وهو أمر طيب من اللاعب، الذي أبدى استعداده لقبول اي عقوبة، وقامت لجنة الانضباط بالاتحاد الموقر بفرض عقوبة الايقاف عليه حتى نهاية الدور الأول، مع تغريمه ألف دينار.

بدوره، قام نادي القادسية بالاستئناف ضد العقوبة، وهو أمر مقبول شكلاً وموضوعاً، وحق للنادي وللاعب أيضاً باعتبار الأول سيتضرر من إيقاف لاعبه والثاني يرى أن العقوبة قاسية، لكن المفاجأة لم تكن في قبول استئناف العقوبة أو حتى في رفعها، لاسيما أن القحطاني من اللاعبين المشهود لهم بالأخلاق الحميدة، وهذه الحادثة هي السابقة الأولى له، ولو تم التفنيد بهذا الشكل في كتاب الاستئناف «لبلعناها» رغم صعوبة ذلك.

لكن اللافت ومشكلة المشاكل ما جاء في فحوى كتاب الاستئناف بشأن رفع عقوبة اللاعب، حيث بدلت اللجنة بشكل فج الدوافع المذكورة من قبل لفرض العقوبة على القحطاني من اعتداء على زميل بالضرب، إلى التلفظ على حكم المباراة!

وقالت اللجنة، التي صدقت نفسها في كتابها «الصدمة» الذي صاغته بشكل يذكرنا بصياغة الأحكام القضائية، إنها قررت رفع العقوبة عن القحطاني، «بعد أن تيقنت من أن اللاعب لم يتلفظ على حكم المباراة، بناء على شهادة مراقب المباراة فهد البراك، وايضا نفي اللاعب»، وزادت: «إن تقرير حكم المباراة الذي يدين اللاعب، جاء بناء على اقوال سماعية من مساعده حامل الراية»، مصورة حامل الراية كأنه فرد من الجماهير أو عابر سبيل في المباراة!

والأدهى أن قرار رفع العقوبة لم يتطرق من قريب أو بعيد إلى قضية الضرب، في اعتراف صريح من لجنة الاستئناف بأن الضرب مباح في الملاعب الكويتية، وأن الممنوع فقط هو التلفظ على الحكام!

أمر مضحك ما وصلت إليه لجان من المفروض أن تحمي اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، لتتحول للجان تضرب من يخالف الاتحاد وتوجهاته لتصل رياضة الكويت إلى الوضع القاتم التي هي عليه، حيث يلف السواد مستقبل جيل وربما أجيال... لجنة الاستئناف «جابتها من الآخر»... اللي محسوب علينا نشيله في عنينا!