لا ينبض القلب الصحي بانتظام كالساعة، بل يسرع ويبطئ ليتكيف مع حاجتك المتبدلة إلى الأوكسجين، فيما تتنوع نشاطاتك خلال النهار. نتيجة لذلك، يختلف نبض القلب {الطبيعي} باختلاف الأشخاص. لكن ارتفاع نبض القلب أثناء الراحة أو تدني الحد الأقصى لنبض القلب قد يزيدان خطر الإصابة بنوبة قلبية والموت.توضح الدكتورة بولا جونسون، طبيبة قلب ورئيسة قسم صحة المرأة في مستشفىBrigham and Women’s التابع لجامعة هارفارد: {من الخطوات البسيطة التي تستطيع المرأة اتخاذها التحقق من نبض قلبها أثناء الراحة، فهذه عملية بسيطة نسبياً. ولا شك في أن هذه المعلومات ستساعدك في المستقبل}. من المهم، إذاً، أن تقيس نبض قلبك من حين إلى آخر كي تكوّن فكرة عما يُعتبر طبيعياً في حالتك وتتمكن من تحديد التبدلات غير الطبيعية في نبض قلبك أو انتظامه، خصوصاً تلك التي تتطلب رعاية طبية. أثناء الراحة، يضخ قلبك المقدار الأقل من الدم لتأمين حاجات جسمك من الأوكسجين. على سبيل المثال، يتراوح معدل نبض القلب أثناء الراحة بالنسبة إلى معظم النساء بين 60 ومئة نبضة في الدقيقة. وأشار تقرير عام 2010 لمبادرة صحة المرأة إلى أن الحد الأدنى من معدل نبض القلب أثناء الراحة يؤمن بعض الحماية من النوبات القلبية. عندما تأمل الباحثون في هذه المبادرة بيانات 129135 امرأة في مرحلة ما بعد سن اليأس، اكتشفوا أن مَن يملكن معدلات نبض القلب العليا أثناء الراحة (أكثر من 76 نبضة في الدقيقة) كن أكثر عرضة بنحو 26% للنوبة القلبية أو الموت، مقارنة بمن يتمتعن بمعدلات نبض القلب الدنيا (62 نبضة في الدقيقة أو أقل). ولكن إن كان نبض قلب دوماً أعلى من 80 نبضة في الدقيقة، فقد يكون من الأفضل أن تستشير طبيبك لتحديد مدى تأثير نبض قلبك والعوامل الشخصية الأخرى في خطر إصابتك بأمراض قلبية وعائية.نبض قلبك الأقصىيُعتبر نبض قلبك خلال ذروة تمرّنك لسد حاجات جسمك من الأوكسجين نبض القلب الأقصى. ويؤدي الأخير دوراً كبيراً في تحديد قدرتك الهوائية، أي مقدار الأوكسجين الذي تستطيع استهلاكه. أشارت دراسات عدة ترتكز على المراقبة إلى أن القدرة الهوائية العالية ترتبط بتراجع خطر النوبة القلبية والموت. كذلك تبرهن تجربة مضبوطة صغيرة أن الرجال والنساء الذين يعانون إعاقة معرفية محدودة ويرفعون قدرتهم الهوائية يحسنون أيضاً أداءهم في اختبارات الذاكرة والتحليل المنطقي.دور التمرنتشكّل التمارين القوية أفضل طريقة لخفض نبض دمك أثناء الراحة وزيادة معدل نبض قلبك الأقصى وقدرتك الهوائية. ولكن بما أن من المستحيل الحفاظ على أقصى حد لنبض القلب لأكثر من بضع دقائق، ينصح اختصاصيو الفيزيولوجيا بتحديد نسبة مئوية من الحد الأقصى لنبض قلبك كهدف تسعى إلى بلوغه خلال التمرن. وإن قررت البدء ببرنامج تمرن جديد، فمن الأفضل أن يبلغ الهدف نحو 50% من الحد الأقصى. واعمل بعد ذلك على زيادة حدة تمارينك تدريجياً إلى أن تبلغ نسبة 70% أو 80%.ولكن إن كنت لا تتمرن بانتظام، فعليك أن تستشير طبيبك قبل أن تحدد الهدف الذي تنوي بلوغه. فمن الممكن لبعض الأدوية، خصوصاً حاصرات بيتا، أن يخفض نبض القلب. لكن الطبيب يستطيع أن يساعدك في تحديد هدف منطقي.
توابل - Fitness
ما يكشفه لك نبض قلبك
08-01-2016