أعلن {غاليري أيام دبي} تنظيم معرض {قلب على الجدار}، وهو العرض الفردي للفنان التشكيلي السوري المقيم في لبنان عبدالكريم مجدل بيك. يشمل المعرض مجموعة منتقاة من الأعمال الحديثة وسيسلّط الضوء على الاتجاه الجديد في أسلوب الرسم لديه. بعد المعرض الفردي متعدد الوسائط الذي حقق نجاحاً في عام 2014 ضمن {مشاريع أيام}، يعيد مجدل بيك طرح مجموعة من الأعمال بدأها في دمشق محاولاً بذلك توثيق الفترة التي مرّت منذ بداية الصراع السوري.

Ad

يعتبر مجدل بيك جدران المدينة أشبه بسجلات للأحداث اليومية حيث تُحفَظ الذكريات، وهو يستكشف حياة الكثيرين ممن يعيشون في ترقّب دائم، لا سيما السوريون المقيمون في بيروت. من خلال استعمال ألوان فاتحة ومواد إضافية لإنشاء أسطح سميكة ومتعددة الطبقات، يصف الفنان التشكيلي الطبيعة المتقلبة للوضع القائم ما بين المساحات وأهوال الحرب التي تتمثل بالألم والحب والأمل. حلّت الألوان الدافئة والرموز الجديدة مكان جدران دمشق الرمادية التي عكست {الجروح الصامتة} في لوحاته السابقة. يزيّن الخط العربي والرسوم الجدارية وبقايا الإعلانات ورسوم شبيهة بخربشات الأولاد جدرانه، وهو يستعمل تركيبات وطبقات متداخلة من الطلاء كتلك الموجودة على الجهات الخارجية من المباني القديمة. بالنسبة إلى مجدل بيك، يبدو الواقع الراهن وذكرياته المتجددة أقرب إليه اليوم، فهو لن يسمح بأي شكل بنسيان صور المدينة. يستذكر مجدل بيك هذا المفهوم من الهندسة المعمارية باعتباره مؤشراً على التاريخ الحي {بهدف تخليد هذه اللحظة الهشة والبطيئة}، أي حين تصبح الرغبات غير قابلة للتحقيق وتتحطم الأحلام. الأهم من ذلك أنّ أعمال مجدل بيك الجديدة تعكس محاولته دمج {المخاوف والرغبات والآمال والأحلام} التي يحملها أصدقاؤه ومعارفه الجدد والقدامى، أو الأشخاص الذين هاجروا أو ماتوا وتركوا وراءهم ذكريات {جميلة أو مؤلمة}. تحمل هذه السلسلة الجديدة {ذكرى لأبطال من الناس العاديين}. من خلال تجديد أصواتهم المحفورة في الذاكرة، لا يمكن أن تتلاشى ذكراهم.

يحوّل عبد الكريم مجدل بيك، في أعماله واسعة النطاق ومتعددة الوسائط، مواد غير تقليدية مثل الفحم والجص والنشاء والرماد ونسيج الخيش إلى وسائل مؤثرة توحي بمساحات محددة. استناداً إلى {لوحاته المختلطة} والممتدة على طبقات من الرسوم الجدارية والعلامات والشقوق التي يمكن إيجادها على الأسطح الخارجية للأماكن العامة، هو يسعى إلى استكشاف كيفية استعمال هذه الجوانب السلسة كسجلات لرسم تقلبات المجتمع على مر الزمن. يعرض مجدل بيك التركيبات الخارجية والألوان والأشكال الخاصة بالواجهات المتهالكة وهو يستخرج الآثار المدفونة من حياة الناس السابقة، وترسّخ هذه الممرات المدن باعتبارها شاهدة مترددة على ما يحصل.

مع بداية الحرب في سورية، عكست أعمال مجدل بيك استعمالاً أوسع لأسلوب التركيب عبر إضافة أغراض موجودة مثل الصلبان الصغيرة وشرائط النسيج والخيوط والمسدسات والسكاكين لنقل ظروف الحياة الشاقة في ظل الصراع. تشمل أعماله الجديدة سلسلة من المنحوتات والتركيبات التجريدية واللوحات والصور كجزء من سلسلة أكبر بعنوان {ديمقراطية مؤجلة} (2014).

وُلد عبد الكريم مجدل بيك في ضواحي محافظة الحسكة، سورية، في عام 1973، ودرس في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق. تندرج أعماله ضمن مجموعات خاصة وعامة في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وقد تلقى جوائز عدة، منها جوائز من {بينالي اللاذقية} ومسابقة {شباب أيام} للفنانين الناشئين. تشمل العروض الفردية والجماعية المنتقاة: مؤسسة {جورجيو سيني}، البندقية (2015)، {غاليري أيام لندن} (2014)، {غاليري أيام القوز} (2014)، {غاليري أيام دبي} (2013، 2014)، {مشاريع أيام} (2014)، {غاليري أيام بيروت} (2012، 2014)، {غاليري أيام دمشق} (2008)، {متحف حلب الوطني} (2006)، {بينالي طهران للفنون في العالم الإسلامي} (2005)، قصر اليونسكو، بيروت (2001)، المجلس البريطاني في دمشق (2000).