أدمى الإرهاب الأسود أمس قلب الكويت بتفجير انتحاري استهدف مسجد الصادق في منطقة الصوابر وأدى إلى سقوط 25 شهيداً، وفق معلومات غير رسمية، إضافة إلى 202 جريح تم نقلهم إلى مستشفيي الأميري ومبارك، علماً بأن حالات بعضهم حرجة.

وزار سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد موقع التفجير، وغلب على سموه التأثر وذرفت عيناه على الشهداء، ودعا سموه إلى عدم إتاحة الفرصة لاستغلال العمل الاجرامي وتداعياته لبث الفرقة وضرب الوحدة الوطنية.

Ad

كما زار سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الموقع، واطلع سموهما  على بعض التفاصيل، ووجها المسؤولين إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة لكشف تفاصيل العمل الإرهابي ومعالجة الجرحى بأقصى اهتمام.

ودانت غرفة تجارة وصناعة الكويت الحادث، معتبرة إياه «حدثاً دامياً مجرم الدافع والأداة والهدف، كافر المكان والزمان والمناسبة»، مؤكدة أن «شهداء المسجد هم الذين سيثبتون للعالم -مرة أخرى- أن الكويت أقوى من أن ينال منها دعاة التطرف وثقافة الموت، أو ينال من شرعيتها من لا شرع لهم ولا شريعة».

وقالت الغرفة في بيان لها أمس: «في أصعب الظروف وأخطرها على وجوده وكيانه، سجل الشعب الكويتي نادرة تاريخية، كسب بها احترام العالم، وأجهض أطماع الغزاة، وها نحن اليوم نعيش حدثاً دامياً، مجرم الدافع والأداة والهدف، كافر المكان والزمان والمناسبة، وسنواجهه، بإذن الله، وننتصر عليه، بمثل ما واجهنا ما هو أشد منه هولاً وغدراً، لكي تبقى الكويت لنا كلنا وبنا كلنا، نبرة في صوتنا».

وعقدت هيئة مكتب مجلس الأمة ومجلس الوزراء اجتماعين طارئين ناقشا خلالهما تداعيات الجريمة، وقال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عقب زيارته مسجد الصادق إن «الإرهاب الأسود ومشروع الفتنة الذي أريد له أن يتحقق في الكويت سيتم وأدهما وقبرهما بسواعد الكويتيين».

بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، الذي تفقد مكان الحادث والجرحى في المستشفى الأميري، أن التفجير الإرهابي «لن ينال من وحدتنا الوطنية».

وأوضح أن «الحادث الآثم يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية التي هي خط أحمر، لكنه يستعصي عليهم تجاوزه، وسنبقى أقوى من ذلك بكثير».

وشدد المبارك على الثقة الكاملة بالشعب الكويتي ووعيه وحسه الوطني لتفويت الفرصة على كل من يحاول شق صفوفه أو إشعال الفتنة، فضلاًعن كامل الثقة برجال الأمن ودورهم في التصدي لمثل هذه الأحداث.

بدوره، أعلن وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع تلقي التعازي في شهداء الانفجار بالمسجد الكبير بالتنسيق مع ذويهم. وقال الصانع، في تصريح أمس، إن هذا «العمل الإرهابي» لا يمت للإسلام بصلة، ولم يراع حرمة المسجد والشهر الفضيل ولا حرمة دماء المسلمين.

وأجمعت التيارات السياسية والجمعيات الكويتية على استنكار الجريمة وأبعادها، إذ دعا التحالف الوطني إلى «ضرورة تفويت الفرصة على المجرمين الذين يضمرون شراً لمجتمعنا»، مشدداً على «أهمية تماسك وحدتنا الوطنية في مواجهة مثل هذه الأعمال الإجرامية».

وبينما دعا المنبر الديمقراطي إلى إفشال تلك المخططات التي تستهدف أمن البلد، أكدت جمعية الخريجين ضرورة التعامل الأمني السريع لكشف ملابسات هذا العمل الإرهابي، داعية إلى ضرورة المعالجة العميقة للمسببات التي أوصلت الفكر المتطرف إلى الكويت.

وكان التفجير الآثم نفذه انتحاري أثناء صلاة الجمعة أمس، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وقال في بيان إعلامي إن منفذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف المسجد يدعى أبوسليمان الموحد.

وضربت الجهات الأمنية طوقاً حول مكان الحادث، وبدأت تحقيقاتها وجمع الأدلة وأشلاء الانتحاري، بهدف جلاء تفاصيل الجريمة التي تعتبر الأولى من نوعها في البلاد منذ عقود. وجرت الاستعانة بفريق من القوات الخاصة التي قامت بتطويق المكان، وإجراء كشف على محيطه، كما تمت الاستعانة بكلاب الأثر لمسح موقع التفجير.

وبحسب بعض المصلين، فإن الانتحاري الذي هتف الله أكبر قبل تفجير نفسه، اختار الوقوف في منطقة مكتظة داخل المسجد لإيقاع أكبر عدد من الشهداء أثناء الصلاة التي كان يؤمها الشيخ عبدالله المزيدي. وسمع دوي الانفجار في المناطق القريبة من الموقع.

أسماء 17 شهيداً

• عبدالله السلمان

• جاسم الخواجة

• الحاج طالب الصالح

• الحاج بوهشام الفيلي

• محمد دشتي

• يوسف أشكناني

• محمد المطوع

• يوسف المجادي

• أمير المجادي

• يوسف الصايغ

• أيمن الخلفان

• طه التميمي

• علي حسين

• عبدالحميد الرفاعي

• محمد أحمد الجعفر

• علي ربيع الناصر

• محمد البحراني