يستكمل الكاتب والمؤرخ البريطاني، أحد مؤسسي المصريات في الثقافة الأوروبية، إدوارد وليم لين، حديثه العاشق عن الشرق، في كتابه، «إنكليزي يتحدث عن مصر»، مستعرضاً المزيد من عادات المصريين وتقاليدهم، وهو هنا يستعرض احتفالاتهم في مناسبات دينية عدة، منها حلقات الذكر المصاحبة لمولد «الحسين»، أحد أهم «الموالد الشعبية» المصرية إلى اليوم، كما يستعرض عادات شهر رمضان الكريم، وعيد الفطر المبارك، خلال زيارته للقاهرة، عام 1836، إبان حكم محمد علي.

Ad

يسرد الكاتب قصة الدراويش، الذين يقفون في حلقات الذكر، يوم «مولد النبي»، منذ مئات السنين وإلى اليوم، ويقول: «نحو عشرين رجلاً منهم، وقفوا أمام «الشيخ البكري»، على شكل نصف دائرة فوق الحصير، ووقف حولهم خمسون أو ستون رجلاً، وتقدم منه ستة من الدراويش، ووقف حولهم خمسون أو ستون رجلاً، ابتعدوا عن نصف الدائرة نحو ياردتين، ثم بدأوا في الذكر، وأخذوا جميعاً يصيحون في وقت واحد قائلين: «الله حي»، ويضرب كل منهم عند صيحته تلك بسير قصير من الجلد على الباز، الذي يمسكه بيده اليسرى من عقدة في أسفله، وظلوا يفعلون ذلك لبضع دقائق، ثم اندفع إلى وسط الدراويش عبد أسود أصبح «ملبوساً» وأخذ يصيح: «الله... وأمسك به أحد الناس، وما لبث أن أفاق... ثم بدأ الدراويش كلهم، الذين يقفون في نصف الدائرة، في ذكر جديد».

هنا يصيح كل «ذكير» على التوالي قائلاً: الله حي، ويرد الباقون قائلين: يا حي... وعند كل صيحة ينحنون مرة ذات اليمين وأخرى ذات الشمال.. وأخذوا يفعلون ذلك بعض دقائق، ثم تغيرت الصيحة، فأخذ كل منهم يقول على التوالي: «دايم»، فيرد الذكيرة «يا دايم»، ثم توقف الذكر، وأخذ أحد الناس يتلو بعض آيات من القرآن. 

 

العيسوية 

 

يقول الكاتب، إنه في شهر ربيع الآخر يقام «مولد الحسين»، وهو أشهر الموالد بعد مولد النبي في مصر، ويظل الاحتفال به قائماً خمس عشرة ليلة، وأن الليلة الكبيرة هي ليلة (الأربعاء)، وفي كل ليلة من تلك الليالي، يُضاء مسجد «الحسين» ـ الكائن في منطقة «مصر القديمة» إلى الآن ـ بعدد هائل من المصابيح والشموع السميكة، والتي قد يصل طول بعضها إلى خمس أو ست أقدام.

يقول الكاتب الإنكليزي، إن إضاءة المسجد توزع مسؤوليتها بدقة، بين عدد من المسؤولين وبين أفراد الشعب العاديين، «ففي الليلة الأولى يتولاها ناظر المسجد من الأموال المخصصة للمسجد، وفي الليلة الثانية يتولاها حاكم العاصمة، وهو في الوقت الحاضر حبيب أفندي، وفي الليالي التالية يتولاها مشايخ الدراويش من طرق معينة، وبعض كبار موظفي المسجد والأثرياء من أفراد الشعب، وأصحاب الدكاكين التي تبيع المأكولات والشربات، وكذلك المقاهي المجاورة للمسجد».

الحياة الصاخبة، التي رصدها الكاتب في القاهرة، قبل مئتي عام لا تزال قائمة إلى اليوم بنفس الكثافة وربما بكثافة أكبر، فهو يقول إن الشوارع المجاورة لمسجد الحسين تسهر حتى الصباح فاتحة أبوابها، وإن الشوارع التي حول المسجد تعجّ بأناس يتسكَّعون، أو يستمعون للمغنين والشعراء، وإن المسجد يكون غاصاً بالزائرين، يقول: «وفي ناحية من الرواق الكبير، نرى جماعة من الناس يجلسون على الأرض في صفين، كل صف يواجه الآخر، وهم جميعاً يتلون سوراً من القرآن، وهذا هو ما يعرف «بالمقرأ»، وقد يكون بالمقرأ عدة جماعات أخرى، بعضها تقرأ أدعية بعينها، وبعضها تكوّن حلقة «دلائل الخيرات» بالابتهالات والصلوات على النبي، وهنا وهناك جماعات أخرى، منها ما يقرأ أدعية، ومنها من يكون حلقة للذكر.. وبين هؤلاء وهؤلاء جميعاً، يسير الزوار أو يجلسون على الحصير، وقد جاءوا إلى ذلك المكان الطاهر يدفعهم تدينهم وتقواهم... أو يدفعهم حب الاستطلاع، أو الرغبة في التسلية والترفيه عن أنفسهم».

يستكمل الكاتب رحلته الطويلة وسط دراويش الصوفية، ليلة «مولد الحسين»، حيث يمر موكبهم الذي يسمى «الإشارة»، مخترقاً شوارع العاصمة، حتى يصل إلى مسجد الحسين، يسبقه رجال يضربون بالطبل والزمر والصنجان، ويشترك في الإشارة حاملو المشاعل الذين قد يحملون أيضا فانوساً أو أكثر، يقول إنه دخل المسجد فوجده أشد ازدحاماً من الليالي السابقة، وكان يتردد في جنبات الرواق الكبير طنين عال مُختلط، وتناهت إلى سمعه من الطرف الآخر من الرواق أصوات الدفوف، يضرب عليها بعض الدراويش من طائفة «العيسوية» (طائفة من الدراويش، جلهم من المغاربة، وينسبون إلى أول شيخ لهم سيدي محمد بن عيسى، وكان مغربياً) يقول الكاتب إنه في هذه اللحظة شق طريقه إليهم، حيث كان الوقت بعد الغروب بنحو ثلاث ساعات. 

 

أكلة النار

 

وفي مولد الحسين، تقدم طائفة العيسوية على الكثير من العجائب، مثل أكل الزجاج والنار، ومن أشهر آكلي الزجاج والنار من العيسوية الحاج محمد السلاوي، يقول الكاتب: «العيسوية يأتون أعمالاً خارقة، تبعث على العجب، فقد رأيت عشرين من هؤلاء الدراويش، في ملابس متباينة، يجلسون على الأرض متلاصقين، على شكل حلقة، إلى جوار الحائط الأمامي للمسجد، وكان كل منهم – فيما عدا اثنين – يضرب على «طار» كبير، وحين بدأ الطبل اندفع ستة من الدراويش كانوا يقفون أمام الحلقة، في رقصة عجيبة، وهم يصيحون قائلين «الله» أو «الله مولانا»، ولم يكن في رقصهم اتساق ولا نظام، فكانوا يقفزون إلى أعلى ثم يهبطون، ويلفون ويدورون، ويلوحون بأيديهم بإشارات عجيبة، وفي بعض الأحيان يصرخون ويعولون، يرتدون الملابس العجيبة، فقد كان أحدهم يلبس قفطانا بلا أكمام، أو منطقة، ورأسه عار وشعره لم يحلق منذ أسبوع، وكان آخر يلبس فوق رأسه طاقية بيضاء، ولكن جسمه من الرأس إلى الوسط كان عارياً، ولم يكن يرتدي سوى سروال فضفاض».

ويتابع: «أخذ أولهما، وهو رجل أسمر نحيل في أواسط عمره، يرقص هذا الرقص العجيب بضع دقائق، وأخذت حركاته تزداد عنفاً، ثم اندفع إلى داخل الحلقة التي يقف فيها الدراويش ممن يضربون على الدفوف، وفي وسط الحلقة وضع «منقد» مليئا بالفحم المتقد، واندفع الرجل فاختطف منه قطعة متوهجة وألقى بها في فمه، ثم أتبعها بثانية وثالثة ورابعة، حتى امتلأ فمه، ثم أخذ يمضغها في أناة وعلى مهل.. وهو يفتح «فاه» مع كل مضغة، حتى يرى الناس ما فيه، وبعد نحو ثلاث دقائق ابتلع الفحم المتوهج دون أن يبدو عليه أثر من ألم.. بل إنه بدا وهو يمضغه، وبعد أن ابتلعه، أكثر نشاطاً وحيوية».

ويكمل: «أما ثانيهما، الذي كان عاري الجسم إلا من سراويل، فقد كان جسمه قوياً بديع التكوين، وكان في مقتبل العمر، وأخذ يرقص كما رقص زميله، ثم أخذت حركاته تزداد عنفاً، حتى بلغ به الحماس مبلغاً جعل أحد زملائه من الدراويش يمسك به، ولكنه تخلص من قبضته، واندفع نحو المنقد فانتزع أكبر قطعة من الفحم فيه وألقى بها في فمه... وظل فاغراً فاه نحو دقيقتين، وكانت قطعة الفحم وهو يشهق تبدو بيضاء من شدة سخونتها، وحين يزفر يخرج من فيه شرر لا حصر له.. ثم أخذ يمضغها، وما لبث أن ابتلعها.. وعاد إلى الرقص من جديد.. واستغرق هذا كله من الدرويشين نصف ساعة.. ثم توقف الضرب على الدفوف لكي يستريحوا». 

يحكي الكاتب قصة الليلة التي يتوقع أن يبدأ صبيحتها شهر رمضان، والتي لا تزال تسمى ليلة «الرؤية»، راصداً الطرق البدائية التي كان المصريون يصومون على أساسها الشهر الكريم، ففي زمن الكاتب، كان يُرسَل عدد من الأشخاص إلى مسافة تبلغ بضعة أميال في الصحراء، أثناء النهار – بعد الظهر أو قبل ذلك – حيث الهواء شديد الصفاء، لكي يشاهدوا هلال الشهر الجديد، فإذا رأوه يبدأ الصوم في اليوم التالي، فإذا حالت دون رؤيته سحب في السماء، فإن الصوم يبدأ بعد مرور ثلاثين يوماً من بدء الشهر السابق.

 في المساء ـ يقول الكاتب ـ فإن موكب الرؤية، كان يبدأ ويسير فيه المحتسب، ومشايخ الحرف المختلفة، وهم مشايخ الطحانين والخبازين والجزارين والزياتين والفكهانية، ومعهم عدد من أهل هذه الحرف، وجماعة من الموسيقيين وبعض الفقراء، ومجموعات من الجنود، حيث يسير الموكب من القلعة إلى ساحة بيت القاضي، في انتظار عودة من ذهبوا لرؤية الهلال، أو قدوم أحد من المسلمين يشهد برؤيته.

 

المسحراتي

 

يستكمل الكاتب قصة العادات الشعبية المصرية الصاخبة في شهر رمضان، والتي رصدها لنا الكاتب البريطاني، منتصف القرن التاسع عشر، واصفاً العادات التي لا يزال المصريون يفتخرون بأنهم حافظوا عليها تقريبا بنفس درجة الحماسة واليقين الديني، التي رصدها كاتبنا منذ مئتي عام تقريباً.

يقول إن المجتمع المصري كان يحتفي ومنذ عشرات السنين بقدوم شهر رمضان الكريم، بشكل استثنائي فحين يصل نبأ رؤية الهلال إلى ساحة القاضي، يقسّم الجنود ومن معهم أنفسهم إلى مجموعات، تعود إحداها إلى القلعة، أما الباقون فيطوفون بأحياء مختلفة من المدينة، وهم يصيحون: «يا أمة خير الأنام صيام صيام»، وإذا لم تثبت رؤية الهلال في تلك الليلة، تكون الصيحة هي: «غداً من شهر شعبان.. فطار... فطار»، أما إذا كان الغد صياماً، فإن الناس يقضون شطراً كبيراً من الليل يأكلون ويشربون ويدخنون، وهم فرحون مستبشرون.

يقول: «في كل ليلة يطوف «المسحراتي» على بيوت المسلمين، الذين يتوقع منهم المنح والعطاء، فينشد من القول ما فيه مديح وإطراء لهم، ثم يطوف مرة أخرى في ساعة متأخرة، معلناً عن موعد السحور، ولكل «خط» أو حي من أحياء القاهرة مسحراتي خاص به، على نحو ما هو معمول به إلى اليوم، مطلع القرن الحادي والعشرين».

يروي حكاية المسحراتي القديمة هكذا: «يبدأ المسحراتي طوافه بالبيوت بعد الغروب بساعتين أو أكثر قليلاً، أي بعد صلاة العشاء بوقت قصير، ويمسك بيده اليسرى طبلة صغيرة تسمى الباز، أو طبلة المسحر، وفي يده اليمنى عصا صغيرة، أو سير من الجلد يضرب به على الطبلة.. ويصحب المسحر غلام يحمل قنديلين في إطار من الجريد، ويقف المسحر والغلام عند أبواب بيوت المسلمين، ما عدا الفقراء منهم، ويضرب على الطبلة ثم ينشد قائلاً: يسعد مين يقول لا إله إلا الله.. وبعد أن يضرب على الطبلة، يواصل إنشاده قائلاً: أسعد الليالي يا فلان، ويذكر اسم صاحب البيت، وهو يعرف أسماء سكان كل بيت، ولذلك فهو يجيبهم الواحد بعد الآخر، بهذه الطريقة، ما عدا النساء فلا يذكر أسماءهن، وفي النهاية يختتم تحيته وإنشاده بقوله: أبقاكم الله يا كرام». 

وفي رمضان، يؤذن للفجر من المآذن مبكراً عن العادة، حتى يستيقظ للسحور من لا يزال نائماً، ثم يؤذن أذان آخر من «دكك» المساجد الكبيرة قبل الإمساك بنحو عشرين دقيقة، وحين يحل وقت الإمساك، ينادي «الميقاتي»، الذي يعلن مواقيت الصلاة، قائلاً: «ارفعوا...». 

ويأتي بعد رمضان «العيد الصغير» فيحتفل الناس به، ويأكلون الفسيخ، والكعك، والفطير، والشريك، وبعض الأسر تعد أطباق «الممزه»، وهي عبارة عن لحم مسبك بالبصل والعسل الأسود والخل والدقيق الخشن، كما يشتري رب البيت «النقل» لأسرته.

 

منادي النيل

 

ومثلما لفتت علاقة المصريين بنهر النيل أنظار جميع الرحالة والمستشرقين الأجانب تقريباً، لفتت نظر كاتبنا وكان لها نصيب من انتباهه، حيث العادة المصرية القديمة، التي ربما تمتد أصولها إلى العهد الفرعوني، حيث يبدأ النيل في الارتفاع قرب فترة الانقلاب الصيفي، أو بعدها مباشرة.. ومن السابع والعشرين من شهر بؤونة، أي الثالث من شهر يوليو، يأخذ المنادون في إعلان زيادته في شوارع العاصمة يومياً.

يقول الكاتب إن هؤلاء المنادين كانوا كثيرين جداً وقتها، كما يختص كل منهم بحي من أحياء القاهرة، ويسمى الواحد منهم «منادي النيل»، وهو يبدأ طوافه في شوارع حيه في الصباح الباكر، أو بعده بقليل، ولابد أن يصحبه غلام. 

يلفت الكاتب إلى أنه في اليوم الذي يسبق ذلك الذي يبدأ فيه إعلان زيادة مياه النيل، يطوف المنادون بالشوارع قائلين: إن الله قد تعطف على الأراضي، وإن غدا يبدأ الإبلاغ. 

ويبدأ الإبلاغ اليومي هكذا: 

المنادي: محمد نبي الهدى 

الغلام: المحامل تسير إليه 

المنادي: الهادي عليه السلام 

الغلام: يسعد من يصلي عليه

حيث يعطي أهل كل بيت المنادي قطعة من الخبز كل يوم، وهي عادة الطبقة المتوسطة، ولكن معظم الناس لا يعطونه شيئاً إلا عند فتح الخليج، ولا يعول كثيراً على بلاغ المنادي، إذ إن الذين من واجبهم إبلاغه عن مقدار ارتفاع النيل كل يوم، لا يبلغونه شيئاً، أو يبلغونه خطأ، يقول: «الناس يستمعون إلى مناداته باهتمام، ويظل المنادي والغلام يطوفان طوافهما ذاك، ويعلنان البلاغ كل يوم، حتى قبل قطع السد، الذي يغلق فم الخليج بيوم واحد، وفي ذلك اليوم يطوف المنادي بحيّه، يصحبه عدد من الغلمان، يحمل كل منهم علماً صغيراً ملوناً يسمى راية.. ويعلن وفاء النيل، ومعنى وفاء النيل، أنه بلغ من الارتفاع ما يكفي لأن تعلن الحكومة أنه قد بلغ 16 ذراعاً في مقياس النيل».

 ومن الظواهر التي يهتم بها الكاتب الإنكليزي في مصر، الاستعدادات التي تقام لقطع الخليج، حيث يأتي الناس لمشاهدة قطع الخليج من كل حدب وصوب، يقول: «يقام السد قبل بدء زيادة النيل أو بعدها مباشرة، ويوجد في عرض الخليج، على بُعد نحو 400 قدم من مدخله، جسر قديم من الحجر مكون من قنطرة واحدة، وأمام هذا الجسر، على بعد 60 قدماً، يقع السد، وهو مبني من الطين، وقاعدته عريضة تأخذ في الضيق حين تقترب من نهايته العليا، وهذه النهاية مسطَّحة، ويبلغ عرضها نحو ثلاثة أذرع، وتصل حين يبلغ النيل أقصى درجات انخفاضه، إلى ارتفاع يبلغ نحو 22 أو 23 قدماً فوق مستوى مياه النيل، ويقع السد، على مسافة تبلغ مقدار المسافة بينه وبين الجسر، وهو عمود مستدير من الطين يصغر كلما اتجه نحو القمة، متخذاً شكلا مخروطياً مقطوعاً، ويسمى هذا العمود «عروسة»، وقد زُرِع فوق قمته المسطحة، وفوق قمة السد بعض من الذرة والدخن، ويجرف المد العروسة دائماً، قبل أن يصل ارتفاع ماء النيل إلى حده الأقصى، وذلك قبل قطع السد بأكثر من أسبوع أو أسبوعين». 

ويذكرنا الكاتب بأن الاعتقاد السائد في عادة إقامة عروسة في النيل، يرجع في أصله إلى خرافة قديمة، ذكرها مؤلفون عرب منذ قديم الزمان، منهم المقريزي، الذي روى أنه في العام الذي أتم فيه العرب فتح مصر، قيل لعمرو بن العاص إن من عادة المصريين أنه حين يأخذ النيل في الزيادة، يعمدون إلى فتاة عذراء صغيرة فيزينونها بأفضل الحلي والثياب، ثم يلقونها في النيل، ضحية له حتى يفيض، ويقال إن عَمراً أبطل هذه العادة، لما تنطوي عليه من همجية، وحينذاك مضت ثلاثة أشهر والنيل لا يفيض قليلاً ولا كثيراً، وأصاب الناس الذعر.