اعتبر وزراء داخلية دول "التعاون" أن أمن وسلامة المجتمعات الخليجية كل واحد لا يتجزأ, وأكدوا وقوفهم صفاً واحداً إلى جانب الكويت، وإدانتهم القاطعة للحادث الغادر بمسجد الامام الصادق، وأهمية التنسيق والتعاون للتصدي لآفة الإرهاب الخطيرة.

Ad

قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، إن "الاجتماع الاستثنائي لوزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي، الذي عقد ليل أمس الأول في مطار الكويت، جسّد دقة وخطورة المرحلة، وأن الجميع على قدر الأحداث، لما يحاك ضد دول المجلس من مؤامرات وفتن واعمال ارهابية تستوجب التصدي لها بالحزم والقوة واليقظة والاستعداد"، لافتا إلى التنسيق المشترك وتبادل المعلومات ذات الأهمية القصوى لمجابهة هذا الإرهاب، تحسباً لأية مخططات تستهدف أمن أي من دول المجلس وسلامة مواطنيه.

وأوضح الخالد في تصريح له عقب الاجتماع أنه جرى بحث آخر التطورات والمستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية في كل ما تعرضت له دول المجلس من أعمال إرهابية دنيئة، أصابت المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، والتي أسفرت عن وقوع ضحايا ومصابين أبرياء في اعتداءات آثمة على دور العبادة والمصلين الآمنين، بهدف إثارة النزعات الطائفية، وإحداث شرخ في الوحدة الوطنية، وتمزيق الجسد الواحد، وإشاعة الفرقة، وشق الصف وزعزعة الأمن والاستقرار وترويع المواطنين.

وشدد على ضرورة الحذر واليقظة لأية مخططات تستهدف أمن أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي وسلامة ومواطنيها.

وأكد أهمية العمل على تدعيم وتحصين "مجتمعاتنا من الفكر الضال والمتطرف، الذي يستهدف شبابنا المغرر بهم"، مشيدا بأجواء التفاهم والتعاون والمساندة التي سادت الاجتماع الاستثنائي لوزراء داخلية دول المجلس، ووقوفهم مجتمعين ضد كل ما يهدد أمن دول المجلس.

وأضاف الخالد أن الاجتماع جسّد دقة وخطورة المرحلة، و"كان الجميع على قدر الأحداث، وما يحاك ضد دول المجلس من مؤامرات وفتن وأعمال إرهابية لابد من التصدي لها بالحزم والقوة واليقظة والاستعداد، لافتا إلى التنسيق المشترك وتبادل المعلومات ذات الأهمية القصوى لمجابهة هذا الإرهاب تحسباً لأية مخططات تستهدف أمن أي من دول المجلس وسلامة مواطنيه، والعمل على تدعيم وتحصين مجتمعاتنا من الفكر الضال والمتطرف، الذي يستهدف شبابنا المغرر بهم.

واختتم مؤكداً أن الاجتماع يحمل أكثر من معنى ومدلول، خصوصا في أعقاب العمل الإرهابي الذي تعرضت له الكويت، ويجسد معنى التلاحم الخليجي والوقوف صفاً واحداً في مواجهة المحن والشدائد والأزمات.

التصدي للإرهاب

بدورهم، أكد وزراء الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي أن أمن دول الخليج كل لا يتجزأ، مشددين على أهمية التنسيق والتعاون في كل الإجراءات والخطوات الرامية للتصدي لآفة الإرهاب الخطيرة، التي تستهدف قيم الدين الإسلامي، وأمن واستقرار دول المجلس عبر إشاعة ثقافة الكراهية والتشويه المتعمد للعقيدة.

وعبّر الوزراء في بيانهم الختامي، الذي صدر عقب انتهاء اجتماعهم الاستثنائي، عن صادق تعازيهم ومواساتهم الى صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والى ذوي الشهداء وحكومة وشعب الكويت، إثر حادث التفجير الإرهابي الذي وقع في مسجد الإمام الصادق.

وأكدوا أن هذا الانفجار الإرهابي هز مشاعر مواطني دول مجلس التعاون الخليجي والشعوب العربية والإسلامية، داعين المولى عزل وجل ان ينعم على المصابين بالشفاء العاجل، وان يحفظ دولة الكويت وشعبها العزيز من كل مكروه.

وقال البيان الختامي إن الوزراء أعربوا عن تقديرهم واعتزازهم بالروح الوطنية العالية التي أظهرها شعب الكويت بتكاتفه وتضامنه وتمسكه بوحدته الوطنية، مما وجه رسالة بالغة الدلالة الى الجهات التي تسعى الى اشعال نار الفتنة الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي، وان نواياهم الشريرة وخططهم الإجرامية لم تلق الا الفشل الذريع.

وذكر البيان ان الشيخ محمد الخالد اطلع وزراء دول المجلس على الجهود الكبيرة التي قامت بها الأجهزة الامنية المختصة بدولة الكويت، لكشف ملابسات هذه الجريمة البشعة، والقبض على الضالعين فيها في وقت قياسي، مضيفا ان الوزراء اكدوا أن الأجهزة الأمنية الكويتية كانت عند مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها لحماية امن الكويت واستقرارها.

البيان الختامي

وتضمن البيان الختامي للوزراء ما يلي:

استذكر وزراء الداخلية الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها أيادي الارهابيين في الآونة الاخيرة في كل من السعودية والبحرين، واستهداف موكب إغاثي من دولة الإمارات في الصومال، وأكدوا أن هذا المخطط الإجرامي الذي يتبناه الإرهابيون باستهداف المدنيين الأبرياء في دور العبادة يستهدف زرع الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، وهو خروج على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الوسطية والتسامح والاعتدال.

وأشاد وزراء الداخلية بالعمل الأمني الجماعي في دول المجلس وأكدوا أن أمن وسلامة المجتمعات الخليجية كل لا يتجزأ، وأن دول المجلس ستبقى عصية على الإرهابيين المجرمين الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ الإسلامية، واتخذوا العنف والقتل وسفك الدماء سبيلاً لتحقيق أهدافهم الدنيئة.

وأعربوا عن إدانتهم الشديدة للأعمال الإرهابية التي تستهدف شعوب دول المجلس واستقرارها، مؤكدين أن هذه الأعمال الإجرامية لا علاقة لها بالدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحاء التي تنبذ العنف وقتل الأنفس البريئة والتسبب بالدمار والخراب.

وأكدوا أهمية التنسيق والتعاون في كل الإجراءات والخطوات الرامية للتصدي لهذه الآفة الخطيرة، التي تستهدف قيم هذا الدين العظيم وأمن واستقرار دول المجلس عبر إشاعة ثقافة الكراهية والدمار والتشوية المتعمد للعقيدة، باعتبار أن أمن دول الخليج كل لا يتجزأ.

يقظة الشباب

وجدد وزراء الداخلية الدعوة إلى الشباب المسلم باليقظة وعدم الانسياق وراء الافكار الهدامة ومن يروج لها، البعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي وتغليب المصلحة الوطنية، مؤكدين دور علماء الدين ووسائل الإعلام في إيضاح الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف والعنف، وأهمية مضاعفة الجهود الدولية لمواجهة هذه الآفة، والعمل على استئصال شأفتها والتنسيق والتعاون في مجال مكافحة الانشطة الإرهابية، وتجفيف منابع تمويلها عبر تكثيف التعاون بين الأجهزة المعنية في دول مجلس التعاون ونظيراتها في دول العالم لمكافحتها، بهدف القضاء على هذا الظاهرة التي سببت الدمار والمآسي في مختلف دول العالم.

واختتم وزراء داخلية مجلس التعاون لدول الخليج متوجهين بالشكر والتقدير لدولة الكويت الشقيقة أميراً وحكومةً وشعباً على استضافة هذا الاجتماع المهم، معربين عن تقديرهم لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، على حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة وحسن التنظيم، بما أسهم في نجاح هذا الاجتماع، وتعميق أوجه التعاون في مواجهة الأخطار المحدقة.

وأشادوا بالجهود المتميزة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والعاملين بالآمانة العامة في الاعداد والتحضير لهذا الاجتماع .

وزير الداخلية تفقد غرفة العمليات وسبل تأمين دور العبادة

قام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد يرافقه وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد، إلى جانب عدد من القيادات الامنية المعنية، بتفقد غرفة العمليات المركزية واتخاذ القرار.

 واستمع الخالد إلى شرح مفصل من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون العمليات اللواء جمال الصايغ عن المهام الامنية والميدانية التي تضطلع بها الوزارة لتأمين دور العبادة بكل محافظات الكويت، ودور الاجهزة الامنية المختصة في الاشراف والمتابعة ومناطق التوزيع والواجبات.

بعد ذلك تفقد الخالد بدالة هاتف الأمان (112)، واستفسر من العاملين بها عن البلاغات التي يتلقونها، وأعطى توجيهاته بضرورة التطوير الدائم ورفع امكانات وكفاءة أدائها بشريا وفنيا.