يشكِّل الصوديوم خارج خلايانا أحد الأملاح المعدنية الأكثر وفرة في جسمنا. ويُعرف بـ {الملح} عندما يتحد بالكلور. ويُعتبر أحد عوامل الضبط الرئيسية في تبادل الماء داخل الجسم.

Ad

يُعتبر الصوديوم (Na+)، على الأرجح، أحد أهم الأملاح المعدنية في الجسم من حيث التوازن المائي. فمن خلاله عموماً، ينجح الجسم في ضبط تبادل الماء بين كل الأجزاء التي تشكله: داخل الخلية، بين الخلايا، وفي الدم. كذلك يؤثر الصوديوم في التوازن الحمضي- القلوي.

عندما يتبعه الماء

في الظروف العادية، أي عندما لا يعاني الإنسان المرض، يتبع الماء حركة الصوديوم في مختلف أنحاء الجسم، حتى الصوديوم الذي يخرج في البول يترافق مع كمية من الماء محددة بدقة. وهكذا يتحول الصوديوم إلى نوع من حكم صلح يضبط تركيز الماء في أجزاء الجسم التي ذكرناها أعلاه، ما يسمح بتفادي الاستسقاء، تنامي حجم الدم كثيراً، وحتى الجفاف. فضلاً عن ذلك، يتولى ضبط معدل الصوديوم خصوصاً هرمونان: الألدوستيرون والهرمون المضاد لإدرار البول (ADH).

مواضع خلل

من الممكن لظروف عدة أن تؤدي إلى خلل في هذا التوازن الهرموني، ما يمنع الماء من اتباع حركات الصوديوم. وهكذا تصبح كل الحالات ممكنة، ما يجعل تحليل معدل الصوديوم في الدم مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بتحليل إفرازه في البول (بيلة الصوديوم) مع ارتباط كل المسائل بكمية البول المفرزة (إبالة) وترطيب جسم المريض. بعبارات أخرى، لا يسمح تنامٍ بسيط في معدل الصوديوم في الدم بالتوصل دوماً إلى خلاصات صحيحة في ظل غياب فحص سريري (وجود استسقاء، إشارات إلى فقدان الجسم الماء ومعاناته الجفاف...) ومؤشرات إلى حجم البول ومركباته. نتيجة لذلك، يُضطر الطبيب إلى إخضاع المريض لتحقيق شامل.

معدله في الدم

نحصل على معدل الصوديوم في الدم بأخذ عينة صغيرة من الأخير، ولا داعي لأن تمتنع عن تناول الطعام. يبلغ معدل الصوديوم الطبيعي نحو 140 مللي مكافئ/لتر وقد يتراوح بين 137 و143 مللي مكافئ/لتر. ويجب ألا ننسى أن المختبرات لا تعتمد دوماً طرق التحليل عينها، ما يجعل من الصعب المقارنة بين نتائج صادرة عن مختبرات مختلفة.

شديد الانخفاض

يُدعى معدل الصوديوم المنخفض نقص الصوديوم في الدم. ويحدث ذلك حين يتراجع المعدل إلى ما دون عتبة الـ135 مللي متكافئ/لتر. ويترافق هذا النقص عموماً مع إفراز الكليتين كميات كبيرة من الصوديوم. يظهر جلياً في هذه الحالة أن الصوديوم يخرج في البول (بيلة صوديوم مرتفعة جداً)، ما يؤدي إلى تراجع معدل الصوديوم في الدم. وفي كثير من الحالات، يتبع الماء حركة الصوديوم، مسبباً الجفاف. ويعاني الإنسان تراجع معدل الصوديوم في حالات كثيرة، منها:

ارتفاع معدلات البروتين في الدم إلى معدلات عالية.

بعض الأمراض الدموية.

الداء السكري، عندما يكون معدل السكر في الدم مرتفعاً جداً:

• جفاف.

• تقيؤ، إسهال، حرقة مستمرة.

• علاجات مدرة للبول.

• قصور قلبي أو كلوي، تشمع الكبد الذي يترافق مع استسقاء بطني (انحباس  الماء داخل البطن).

• تناول كميات كبيرة من الماء (للتخلص من الماء الزائد، يقلل الجسم من كمية الصوديوم التي يملكها).

• بعض العلاجات الطبية (الأفيونيات، مضادات الالتهاب...).

• إجهاد وألم.

• اضطرابات الهرمونات المختلفة.

... أو شديد الارتفاع

في حالة أقل انتشاراً، يعاني المريض فرط الصوديوم في الدم. فتزداد كمية الصوديوم في الدم، متخطية سقف الـ145 مللي مكافئ/لتر. ويترافق فرط الصوديوم هذا غالباً مع خطر الإصابة بالاستسقاء. لكن المفارقة أننا نصادف هذه المشكلة أيضاً في بعض حالات الجفاف. فيؤدي نقص الماء في هذه الحالة إلى شعور بالعطش. كذلك نرى فرط الصوديوم في بعض الظروف، نذكر منها:

• خسارة الماء: إسهال، تقيؤ، تعرق (تخلص من الماء مع بقاء الصوديوم في الدم).

• تخلص من كميات كبيرة من الماء في البول من دون أن تترافق مع كميات مناسبة من الصوديوم، ما يرفع تلقائياً معدل الصوديوم في الدم.

• نقص حاد في استهلاك الماء (فرط تركز الصوديوم في الدم).

• تناول كميات كبيرة من الملح في الغذاء (علماً أن ملح المائدة يُدعى علمياً كلوريد الصوديوم ويتألف من الكلور والصوديوم).

• خلل في التوازنات الهرمونية.