لا يزال التوتر سيد الموقف في القدس الشرقية والمناطق الفلسطينية، بعد الحادثة الإرهابية التي شهدتها قرية دوما، شمال الضفة الغربية، في وقت تحاول حكومة بنيامين نتنياهو احتواء الموقف، متعهدة بمحاسبة التطرف اليهودي، وسط ضغوط داخلية تدعوها إلى فعل المزيد.

Ad

اندلعت اشتباكات في المسجد الأقصى أمس، بعد يومين على احتراق رضيع فلسطيني حياً الجمعة الماضي إثر إضرام مستوطنين متطرفين النار في منزل عائلته بقرية "دوما" التابعة لمدينة نابلس بالضفة الغربية.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن "عدداً من الشبان الملثمين تحصنوا داخل المسجد الأقصى بعد أن رشقوا قوات الشرطة بالحجارة".

وتجمع عشرات الفلسطينيين صباح أمس وهم يحملون صور الرضيع علي دوابشة (18 شهراً)، أمام بوابات المسجد الأقصى وحواجز الشرطة الإسرائيلية هناك والتي منعتهم من الدخول.

قيود في «الأقصى»

وفرضت قوات إسرائيلية منذ ساعات الصباح الأولى أمس قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، تمنع بموجبها النساء من كافة الأعمار والرجال دون سن الثلاثين عاماً من دخول الأقصى.

نتنياهو

وغداة تظاهرات حاشدة في ساحة رابين بقلب تل أبيب مساء أمس الأول ضد العنف، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس، أن حكومته لن تتسامح مع المتطرفين اليهود.

وقال نتنياهو إنه "لا تسامح مع جرائم الكراهية"، مضيفاً: "عازمون على محاربة ظاهرة الكراهية والتعصب والتشدد من أي جانب"، مشيراً إلى قيام متطرفين يهود بحرق رضيع فلسطيني في قرية "دوما" واعتداء متشددين يهود على مسيرة للمثليين في القدس. وأوضح أنه أصدر تعليماته إلى الأجهزة الأمنية المختصة "باتخاذ كل الخطوات واتخاذ الإجراءات القانونية مع مرتكب اعتداء الطعن في القدس، ومرتكبي الاعتداء بإضرام النار في قرية دوما". وأضاف:"خلافاً لما يقوم به جيراننا، فإننا نستنكر مثل هذه الممارسات والمجرمين من أبناء شعبنا، في الوقت الذي يقوم به جيراننا بإطلاق أسماء قتلة على ميادين مدنهم".

وتوفيت أمس فتاة تعرضت للطعن خلال مسيرة المثليين.

الاعتقال الإداري

وسمح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أمس باستخدام الاعتقال الإداري الذي يطبق عادة على المعتقلين الفلسطينيين ضد المتطرفين اليهود بعد الحادث الإرهابي في "دوما".

ولم يتم اعتقال أي مشتبه فيه حتى الآن في الهجوم الذي وقع شمال الضفة الغربية المحتلة. وبحسب القانون الإسرائيلي الموروث من الانتداب البريطاني، يمكن اعتقال مشتبه به لستة أشهر من دون توجيه تهمة إليه بموجب اعتقال إداري قابل للتجديد لفترة غير محددة زمنياً من جانب السلطات العسكرية. ويخضع 379 أسيراً فلسطينياً للاعتقال الإداري من أصل 5686 أسيراً في السجون الإسرائيلية.

«اليسار»

إلى ذلك، دعا زعيم حزب العمل الإسرائيلي اليساري إسحق هرتزوغ في حديث للإذاعة العامة اليمين في إسرائيل إلى "مراجعة الضمير لأن العنف يأتي من معسكره" موضحاً أن "الدولة عندما تريد فإنه يمكن محاربة الإرهاب". كما قدم وفد من حزب "ميريتس" اليساري أمس التعازي إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوفاة الرضيع الفلسطيني. وقالت زعيمة الحزب زهافا جلئون، عقب لقائها عباس في مدينة رام الله :"جئت لأقدم التعازي في الجريمة التي حدثت في قرية دوما، طفل قتل على يد إرهابيين يهود".

«حماس»

وشنت حركة حماس، هجوما لاذعاً على السلطة الفلسطينية، في أعقاب إعادة أجهزتها الأمنية في الضفة الغربية ثلاثة مستوطنين يهود ضلوا طريقهم فجر أمس، في حين دعت وزارة الداخلية في غزة، أجهزة الأمن في الضفة الغربية إلى التحرر من التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، والقيام بواجبها المتمثل بحماية الشعب الفلسطيني.

وسلمت أجهزة الأمن التابعة للسلطة، ثلاثة مستوطنين إلى الجيش الإسرائيلي، بعد أن ضلوا طريقهم ووصلوا مدينة أريحا شرق الضفة الغربية المحتلة. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، جرى إخراج الثلاثة من المدينة بسلام، بعد تدخل الأمن الفلسطيني، وجرى تسليمهم لمكتب التنسيق والارتباط.

واتهم القيادي في حماس يحيى موسى، السلطة الفلسطينية بأنها "تحمي عربدة المستوطنين". وأضاف "هؤلاء المستوطنين ليسوا تائهين وهم معتدون يتصيدون الضحايا من الفلسطينيين، والسلطة تقوم بحمايتهم".

(القدس، رام الله - أ ف ب، رويترز، د ب أ)