إعادة تأهيل القلب... أفضل علاج للتعافي!

من خلال المشاركة في برنامج من التمارين المنتظمة التي تمتد على أسابيع عدة، تزامناً مع تحسين أسلوب الحياة والحمية الغذائية، ستحصل على طريقة موثقة لتحسين نوعية الحياة وحتى نسبة النجاة بعد التعرض لنوبة قلبية أو الخضوع لجراحة. لكن وفق دراسة نُشرت في {مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب} في مايو 2015، يحيل الأطباء ثلثَي المرضى الذين يخضعون لجراحة بسبب إصابتهم بأمراض في الشرايين التاجية إلى إعادة التأهيل. من بين هؤلاء، يحضر الربع فقط وينهي جزء صغير منهم جميع الجلسات التي يصل مجموعها إلى 36.

نقص في الإحالة إلى برامج إعادة التأهيل

لماذا لا يستفيد الكثيرون من هذا العلاج المهم؟ تتعدد الأسباب بحسب رأي دونا بولك، مديرة برنامج إعادة تأهيل القلب في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: {بالنسبة إلى الأشخاص الأصغر سناً، قد يقول لهم الأطباء إنهم سيستعيدون صحتهم ويكفي أن يبدأوا بالمشي. في ما يخص المرضى الأكبر سناً، يخطئ الأطباء في حالات كثيرة حين يفترضون أن الشخص لن يستفيد كثيراً من برنامج إعادة التأهيل}. في الحالتين، يشكل غياب هذه الإحالة فرصة ضائعة لتحسين صحة المريض ووظائف جسمه.

ثمة مفهوم مغلوط في أوساط الأطباء والمرضى معاً، إذ يظن الكثيرون أن إعادة تأهيل القلب توازي استعمال آلة المشي تحت إشراف طبي. لكن لا يقتصر الأمر على ذلك. يتألف فريق إعادة التأهيل من طبيب فيزيولوجي مختص بالتمارين أو معالج فيزيائي، بالإضافة إلى ممرضة واختصاصي تغذية وطبيب نفسي أو عامل اجتماعي. يقيّم الفريق عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ويقدم معلومات عن الأدوية والتغذية وتخفيف الضغط النفسي ويشجع على إحداث تغيرات سلوكية. توضح بولك: {إعادة التأهيل هي فرصة للناس، بغض النظر عن مرحلة مرضهم، كي يعيدوا تقييم خياراتهم المرتبطة بأسلوب الحياة ويتخذوا اتجاهات جديدة}.

ثمة منفعة لافتة على مستوى تغيير أسلوب الحياة، وهي قوة الدعم الجماعي. قد يكون القلق الذي يشعر به الكثيرون بعد التعرض لحوادث قلبية شديداً. من خلال اللجوء إلى توجيهات الاختصاصيين والاستفادة من تشجيع مرضى آخرين، قد يحقق الناس منافع ملموسة على مستوى القوة وقدرة التحمّل. يساهم هذا الوضع في زيادة ثقة المرضى بنفسهم والتخلي عن الفكرة القائلة إن أمراض القلب تعيق حياتهم.

تغطي شركات التأمين في بعض البلدان برامج إعادة التأهيل في الحالات التالية:

التعرض لنوبة قلبية في آخر 12 شهراً.

جراحة لتحويل مجرى الشريان التاجي.

ذبحة صدرية مستقرة.

إصلاح أو استبدال صمام في القلب.

قسطرة الأوعية التاجية أو تركيب دعامة تاجية.

زرع قلب أو زرع قلب ورئة.

قصور قلب مزمن ومستقر.