تعددت المهن والحرف اليدوية في الكويت منذ القدم، ولاقت تربية الماشية "مهنة الخير" رواجا كبيرا بين الآباء والاجداد، وتوارثتها الاجيال حتى اصبحت البلاد في الوقت الحالي من الدول الرائدة في الخليج بهذه المهنة التي أصبحت هواية أيضاً.وليست هذه المهنة مصدرا للحوم والحليب والألبان والأصواف فقط، بل لها علاقة بجمال الخراف والأغنام ومواصفاتها التي تحدد أسعارها باختلاف اشكالها وأحجامها عن مثيلاتها المخصصة للذبح والأكل، وباتت هواية تحمل المتعة لممتهنيها رغم صعوبتها وكلفتها. ويعتمد مربو الأغنام عددا من المواصفات الجمالية التي تحدد ما اذا كان الخروف أو النعجة التي يمتلكها مؤهلة لتدخل ضمن ما يطلقون عليه مسمى "صنف"، وتعني أنها ذات مواصفات تجعلها صنفا أعلى مرتبة من الأغنام والخراف العادية والتي تحتاج الى رعاية خاصة واحترافية وتصل كلفتها لمبالغ طائلة.ويتم التنافس على أغنام الصنف والتباهي بها من خلال تنظيم مهرجانات ومزادات ومسابقات خاصة للجمال تسمى "مزاين" يستعرض فيها كل مشارك ما تمتلكه أغنامه من نعاج وخراف من مواصفات تجعلها متميزة بشكلها وحجمها عن أقرانها، مما يجعلها مفتاحا للرزق الوفير.ويعرف أصحاب هذه المهنة او الهواية الخراف "الصنف" بأسماء متميزة مثل "أبو سبعين" و"تغيير" و"المجبه" و"الأسطورة"، كما يعرف أباه وجده وأمه، مما يجعله مميزا وتتم متابعة أخباره ومعرفة من يملكه، وذلك يعطي ميزة فارقة لهذه المجموعة ولإنتاجها بين جميع المنتجين.ويقول مربي أغنام الصنف سعد الظفيري في تصريح لـ"كونا" ان الكويت وصلت الى مرتبة هي الأفضل على مستوى الخليج بمجال تربية "الصنف"، في حين أكد دلال الأغنام والمزادات أنس الانصاري الملقب بـ"النوخذة" أن تجارة وهواية تربية "الصنف" من الأغنام تدعم الثروة الحيوانية، وتدعم التطور في مجال الاهتمام بالأغنام والخراف.من ناحيته، قال مربي الأغنام خالد العجمي إن للصنف مواصفات عديدة مثل ضخامة الرأس وطول الوجه وكذلك "الرمة" وهي الفم ومطلع الوجه التي يميزها كبر حجمها، وكذلك بداية الرقبة التي يفضل أن تكون طويلة، ونحرها الذي يكون عريضا وما يسمى "الجل" أو "الجبار"، وهو حجم عظام الخروف أو النعجة الذي كلما كان كبير الحجم اعتبرت افضل كصفة، و"شقة الظهر"، وهو طول الظهر الذي يميز طوله أحدها عن الآخر، وكذلك أن يكون بطنها كبيرا، وتتميز ايضا بتباعد أقدامها وطول "الذنبة"، وهي الشحم في مؤخرة الخروف.
محليات
تربية الماشية... مهنة كويتية قديمة وهواية جديدة
05-10-2015