وصل Ant-Man (الرجل النملة) أخيراً.

Ad

نرل إلى دور السينما فيلم آخر عن بطل خارق. ولكن في العصر الذهبي لأخوية الرجل الحديد، الرجل العنكبوت، وثور، يبدو الرجل النملة مختلفاً. لا شك في أنه يملك قوى خارقة وزياً مميزاً وعبارات ذكية، شأنه شأن كل أبطال قصص مارفل المصورة الذين يحاربون الجريمة.

لكن هذا الرجل لا يتعدى طوله ثلاثة سنتيمترات، وإن انضم إلى زحف للنمل إلى خزانة مطبخك، فلن تتردد في حمل عبوة مبيد الحشرات ورشه مع سائر تلك الحشرات. فكيف يمكن لهذا الكائن البالغ الصغر محاربة كبار الأشرار الذين يسعون للسيطرة على العالم؟

أعطت {مارفل} النملة خصائص بشرية في شهر سبتمبر عام 1962 في Tales to Astonish No. 35، وهكذا ظهر الرجل النملة للمرة الأولى. وإذا بدا لك اليوم منافساً بعيد الاحتمال على شباك التذاكر، فقد يكون من الأفضل أن تحمل عدستك المكبرة وتعاود النظر.

يؤدي دور الرجل النملة بول رود: لص يُفتضح أمره، فيحظى بفرصة للتوبة عندما يرتدي ما يبدو زياً قديماً لركوب الدراجات النارية.

الصيف الماضي، فاجأ Guardians of the Galaxy، المستوحى من قصة منسية أخرى من مارفل (ظهر الحراس للمرة الأولى في Marvel Super-Heroes No. 18 في شهر يناير عام 1969)، الجميع حين حقق خلال أسبوعه الأول 94.3 مليون دولار. وقد واصل نجاحه هذا ليحتل المرتبة الثالثة على لائحة أكثر الأفلام مردوداً عام 2014.

من المؤكد أن الرجل النملة لا يتمتع بمكانة الحراس (الذي سيصدر الجزء الثاني منه في 5 مايو 2017). ولكن رغم بعد التقارير الصحفية الباكرة السيئة عنه (استقال المخرج إدغار رايت من Shaun of the Dead بسبب {اختلافات ابداعية} ليحل محله بايتون ريد من فيلم Yes Man الفاشل من بطولة جيم كاري)، تعكس أصداؤه الجيدة عن مدى نجاح أفلام الأبطال الخارقين.

لا نحتاج إلى خبراء في الرمزية أو تحليل عميق أو حتى دراسة لنصوص هوليوود لنكتشف سر جاذبية هذه الأفلام: رجال ونساء عاديون يكونون غالباً منعزلين عن المجتمع، غاضبين، أو عاجزين عن مجاراة أترابهم في الحياة اليومية، إلا أنهم يحصلون بطريقة ما على القدرة على الطيران، إضرام الحرائق، تحريك الأشياء بقوة الإرادة، أو بلوغ أسطح المباني الشاهقة بقفزة. هذا هو حلم القوة، إحقاق الحق، و}تعليم الأوغاد درساً}. هكذا يلف هؤلاء الأبطال نفسهم برداء ودرع، يرتدون ملابس ضيقة وقبعات، يحملون تروساً ومطارق، ويحفرون النصر في هزائم الحياة.

نتيجة لذلك، نلاحظ أن ثلاثة من الأفلام العشرة الأكثر نجاحاً على الإطلاق مستوحاة من قصص مصورة لمارفل وDC: The Avengers (يحتل المرتبة الثالثة على لائحة أكثر الأفلام مردوداً حول العالم)، Avengers: Age of Ultron هذه السنة (المرتبة السادسة)، وIron Man 3 (المرتبة التاسعة). أما إذا تأملنا في مردود الأفلام في الولايات المتحدة وحدها، فنضيف إلى هذه الأفلام The Dark Knight

وThe Dark Knight Rises لكريستوفر نولان.

إذا أخذنا التضخم في الاعتبار (بفضل Box Office Mojo)، فيتفوق فيلم Superman من بطولة كريستوفر ريف عام 1978 عن ذلك المهاجر غير الموثق القادم من كريبتون على Avengers: Age of Ultron على شباك التذاكر (متخلفاً بفارق بسيط عن The Dark Knight Rises عام 2012). كذلك كان أول فيلم أخرجه تيم بورتون عن الرجل الوطواط، من بطولة مايكل كيتن بدور المناضل الوسيم الذي يحمي مدينة غوثم، الفيلم الأكثر نجاحاً عام 1989. وإن أخذنا التضخم في الاعتبار، تكون أرباحه المحلية قد تخطت 511 مليون دولار.

لنجمع ما حققته أفلام Superman الأربعة لريف، جزء براين سينغر عام 2006، وجزء زاك سنايد عام 2013 Man of Steel، ولنضفه إلى الأرقام الكبيرة التي حققها جزءا كيتون من Batman، أفلام فال كيلمر وجورج كلوني المميزة من هذه السلسلة، وثلاثية Batman — Dark Knight لنولن مع كريستان بايل. ومع الأرقام التي نحصل عليها، لا عجب في أن في أن الفيلم الأبرز، الذي سينزل إلى دور السينما في 25 مارس عام 2016، سيكونBatman v Superman: Dawn of Justice. سيكون بن أفليك {بروس واين}/الرجل الوطواط، في حين سيعود هنري كافيل من Man of Steel في دور كلارك كنت/الرجل الخارق (ألم يؤدِ أفليك دور Daredevil في هذا الفيلم عام 2003؟ هل هذا منصف؟).

فخاخ

لا شك في أن الدرب حمل بعض الفخاخ: Catwoman مع هالي باري، {إلكترا} مع جنيفر غارنر، Supergirl مع هيلين سلايتر، و Howard the Duckمع رجل آلي.

هل لاحظت هذه الظاهرة؟ لا تلاقي النساء والبط النجاح في هذا النوع من الأفلام. ولعل هذا سبب إخفاق سكارلت جوهانسون التي تؤدي دور {الأرملة السوداء} الروسية البارعة في الفنون القتالية في سلسلة Avengers، في الحصول على الضوء الأخضر لتمثيل فيلم من بطولتها هي وحدها، رغم كثرة معجبيها (نتاشا رومانتوف والبط).

لكن فيلم Wonder Woman أصبح في مرحلة ما قبل الإنتاج، ومن المقرر صدوره عام 2017 مع ارتداء غال غادوت (جيزيل من سلسلة Fast and Furious) زيها الأحمر والذهبي. ويذكر بعض التقارير أن غادوت تظهر أيضاً بدورWonder Woman في فيلمBatman v Superman: Dawn of Justice من إنتاج DC Universe.

تودي كايت مارا دور سو ستورم التي تتمتع بقوة الاختفاء في فيلم Fantastic Four الجديد. في هذا الفيلم يعود الرباعي الجديد من تمثيل مايلز تيلر (ريد ريتشاردز/ السيد العجيب)، مايكل ب. جوردان (جوني ستورم/ المشعل البشري)، وجايمي بيل (بن غريم/الشيء). كذلك وقع هؤلاء الممثلون على جزء إضافي.

شهدنا معمعة في وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً عندما جرى تناقل خبر أن شركة Sony تسعى إلى الاتفاق مع ماريسا توميه لأداء دور العمة ماي في الجزء الجديد من فيلم هذا الاستوديو Spider-Man المقرر عرضه عام 2017 (كي تحول دون انتقال حقوق إنتاج أفلام الرجل العنكبوت إلى ديزني، التي تملك الجزء الأكبر من حقوق أبطال مارفل الخارقين، على Sony أن تواصل إنتاج مغامرات هذا الرجل المتأرجح على خيوط العنكبوت). فتوميه، وفق عالم تويتر، {أصغر سناً} و}أكثر إثارة} من أن تؤدي دور الوصية على بيتر. ففي أجزاء الرجل العنكبوت السابقة، أدت روز ماري هاري، التي كانت في سن الرابعة والسبعين عام 2002، وسالي فيلد، التي كانت في السادسة والستين عام 2012، دور ماي.

قبل بضعة أسابيع، سمحت Sony بانتشار الأخبار عمن سيخلف توبي ماغواير (الأجزاء 1، 2، و 3 من Spider-Man) وأندرو غارفيلد (الجزأين الأول والثاني منThe Amazing Spider-Man) في دور الرجل العنكبوت. أذهل توم هولاند، عماد Wolf Hall من إنتاجBrit of Masterpiece Theater، الاستوديو بعرضه التجريبي. وهكذا فاز بهذا الدور.

بطل مارفل الأسود

من الأعمال الأخرى التي يجري العمل عليها Black Panther، بطل مارفل الأسود الذي يُقال إن مخرجة Selma إيفا دوفرناي تفكير فيه تنفيذه (أعلنت قبل أيام أنها لن تشارك في هذا العمل). كذلك من المفترض أن ينزل إلى دور السينما عام 2016 Doctor Strange من بطولة بينيديكت كامبرباتش بدور {الساحر الأعظم في الكون}.

أضف إلى ذلك أجزاء جديدة من {كابتن أميركا}، {ثور}، {إكس-مان}، و}ولفورين}، فضلاً عن جزء جديد من Teenage Mutant Ninja Turtles. أما Dark Horse للقصص المصورة، هذا الناشر المستقل الذي يتمتع بسجل محترم من الكتب التي حولت إلى أفلام (Hellboy، Sin City، وTank Girl)، فيعمل على The Umbrella Academy عن عائلة متفككة من الأبطال الخارقين.

أتذكر ذلك المشهد من فيلم Birdman الحائز جائزة أوسكار أفضل فيلم هذه السنة، حين يجلس ريغان تومسون (مايكل كيتان)، ممثل من هوليوود لطالما ارتبط اسمه بدوره كبطل خارق، في غرفة ملابسه مع بعض زوار من الصحافيين الفضوليين الذين يودون معرف السبب وراء مشاركته في مسرحية منية في برودواي.

سأله أحدهم: {ألا تخشى أن يظن الناس أنك تشارك في المسرحية لمحاربة الانطباع أنك بطل مر عليه الزمن؟}. يجيب ريغان: {كلا، لا أخشى ذلك. ولهذا السبب، رفضت قبل 20 سنة المشاركة في الجزء الرابع من Birdman}. فسارع عندئذٍ مراسل ياباني يعاني صعوبة مع اللغة الإنكليزية إلى القول: {الجزء الرابع من Birdman؟ ستشارك في الجزء الرابع من Birdman}.

مَن يدري؟ قد يجد بول رود بعد سنوات من اليوم نفسه في الوضع ذاته كما هذا الممثل، محاولاً تفادي الأسئلة عن الجزء التالي من أفلام الأبطال الخارقين.