ممثل، إنسان، ضحكة، فم، وكلمات أيضاً، خصوصاً كلمات.  في كتابه الجديد Innocent {البريء}، الذي يحتوي على كثير من الاعترافات والخواطر، يلجأ جيرار دوبارديو إلى الحميمية، مبتعداً عن الأضواء. أجرت معه مجلة Express مقابلة حصرية. كان صوته ناعماً، نبرته حرة، ومزاجه مرحاً. أردنا أن نحاور جيرار دوبارديو، الذي يشكل أحد عمالقة السينما الفرنسية، مع أن حياته تحفل أيضاً بمجموعة متنوعة من الأعمال الأخرى المميزة والمستفزة أحياناً. في {البريء»، يقدم دوبارديو اعترافاً عميقاً مفاجئاً. عندما يتحدث عن الضرائب، السياسة، أو شؤون العالم، يكون أشبه بدب أخرق، إلا أن دوبارديو الفيلسوف يقدم الكثير من الحقائق الرقيقة. على غلاف Innocent، تراه واقفاً بصدره العاري وراء ما يشبه مذبحاً قديماً: أتراه ضحية ستُقدّم أم الجلاد المستعد ليضرب؟ هل هذه طاولة احتفالات سيملأها بأطايب الذكريات والثقة الخام؟ أهذه طاولة جراحات سيفتح عليها قلبه ليرينا أنه ينبض وأنه كبير؟ أم هذه طاولة تشريح للموتى الذين يرافقونه وينتظرونه؟ هل دوبارديو بريء؟ كلا بالتأكيد، إلا أنه منصف وصريح بالتأكيد.

Ad

• في نهاية المقابلة، غادر مطلقاً ضحكته الشهيرة التي سمعناها ألف مرة، تلك الضحكة التي ترتفع بحدة وتتماوج، ضحكة تستمتع بوجودها وتعكس صيغة متوازنة وآراء صريحة. وقف دوبارديو، صافح البعض، وشكر البعض الآخر. ابتسم وبدت على وجهه علامات الرضا. كان من الممكن أن يخاطب الباب ويعد السحب، وما كنا لنُفاجأ. فهو رجل حافل بالمفاجآت. ولكن في ختام تلك المقابلة، أنزل يديه في جيبي قميصه ورحل مختفياً ومتبخراً.

فجأة، شعرنا بالفراغ، كما لو أن هذا ما تبقى لنا بعده. عندما غادر دوبارديو، حمل معه مسيرته المهنية، رونق صوته، وكلماته. تدرك عندئذٍ أن هذا الرجل مميز حقاً، فقليلون من الممثلين نجحوا إلى هذا الحد في تحريك ذكريات الجميع واحتلال مكانة بارزة في الذاكرة الجماعية.

تقول في كتابك {البريء} إنك تحب العيش في الحاضر. كيف حالك اليوم؟

أنا بحال جيدة. ما زلت فضولياً، واعياً، ومتنبهاً للعالم، مع أنني أشعر أحياناً أنه يضم الكثير من الضجيج والكلام، حتى إنني أود أحياناً لو أنني لا أفهم كل ما أسمعه... ولو أنني أتخلص من كل فيض المعلومات التي تنقلها وسائل الإعلام وغيرها. على سبيل المثال، انشغلنا منذ فترة بقصة كريم بنزيما تلك. ولكن هل هي مهمة حقاً؟ كلا بالتأكيد.

لكن كل هذه الضوضاء تعكس العصر الذي نعيش فيه. هل يسئمك هذا كله؟

كلا، يكفي أن أطفئ زر التلفزيون، ويختفي كل هذا الضجيج. لكن كثيرين يقدمون اليوم آراءهم، حتى إننا ما عدنا نعرف أين نحن. عندما قدمت إلى باريس في ستينيات القرن الماضي، تتبع حالتي البروفسور توماتيس لأنني كنت أسمع الكثير من الأصوات وأعجز عن الكلام. عانيت مشاكل عاطفية. لكن  أنقذتني القراءة بصوت عالٍ. حاولت نقل المشاعر من خلال اللغة والكلمات، فهذه الأخيرة بالغة الأهمية بالنسبة إلي. إلا أنها تفقد تناغمها تدريجاً. فما عدنا نعبر إلا عن الهجوم والدفاع. ما من منطقة وسطى، فلم يتبقَ لنا إلا التطرف في شتى المسائل.

هل يشكل هذا الكتاب رد فعل تجاه الغليان الذي تختبره أو إرادة حاولت من خلالها أن تعرض وجهة نظرك؟

أعرض وجهة نظري؟ لمَ؟ رغبت في أن أعرض ما أراه، ما أعيش، وما أشعر به عندما أسافر وأتكلم مع الناس الذين ألتقيهم. لا أعتبر نفسي شخصاً مهماً، إلا أنني أردت أن أعكس ما أسمعه.

تؤثر فيّ الحياة. تثير اهتمامي منذ البداية. ولا ينفك اهتمامي بها يزداد. هذه بالتأكيد تجاربي. بالإضافة إلى ذلك، تعزز السن اهتمامنا بالحياة. أصادف، مثلاً، شخصاً أو منظراً طبيعياً كان من الممكن أن أمر قربه من دون توقف. لكنني اليوم، أتأثر بهما وأقف مذهولاً أمام التاريخ.

ماذا عن مسار الإنسان؟

أهتم له بالتأكيد. أحب أن أعرف مَن مروا هنا وما الثقافة التي تركوها. أعشق مسار الإنسان المجرد من الإشاعات والأفكار، لأن هذه الأخيرة تقيدنا. أحب التنفس، الكون، والطاقة النابعة عنه.

ولكن لا غنى لنا عن الأفكار لأنها ما يدفع العالم قدماً...

أفضّل الفنانين على حاملي الأفكار، علماً أن عددهم يتراجع  يمنحون العالم نفحة مميزة. ولهذا السبب، أحب الأدب الخيالي. مثلاً، أعتبر Les plus qu’humains {الأكثر إنسانية} لتيودور ستورجن كتاباً ممتازاً. ولكن يجب ألا ننسى لوفكرافت، بو، بودلير، Le Joseph Balsmo لدوما، وهويلبيك اليوم. أما المأخذ الوحيد على حقبتنا هذه فأنها تفتقر إلى المخيلة القادرة على نقلنا إلى عوالم أخرى. وهذا ما نراه بالتحديد في أفلام هيتشكوك...

هنا تنطبق مقولة: «المخيلة أكثر أهمية من المنطق».

صحيح. زمننا فقير. علينا أن نملأ الأقنية. صار الشعب غبياً، في حين أن الأفراد يفيضون عاطفة وحماسة. فقدنا التفرد: يغرق الإنسان في سيل من المعلومات والصور. وبما أننا نشاهد هذه الحرب مباشرة، فماذا نروي من خلال الأعمال السينمائية؟

هل يشكل الكتاب أيضاً خطوة لإعادة عقارب الساعة إلى موقعها الصحيح ولتصحيح الصورة التي نراها عنك؟

لا آبه بالوقت أو بصورتي. فالوقت  ما نعيشه لا ما تشير إليه الساعة. لكن الناس يثيرون اهتمامي حقاً

تذكرنا ببودو، ذلك الرجل الذي يعيش على هواه ويقيم عند الناس...

نعم، لمَ لا؟ قد يكون بودو ثورياً، رغم ذلك يقيم عند الناس. وهناك ينتهي به المطاف إلى استعمال شبكات التواصل الاجتماعي. أما أنا، فأهوى التأمل.

رغم ذلك، عشت هذه الثورة وشاركت فيها عندما قدمت فيلم Les Valseuses {راقصات الفالس}...

كلا. مع Les Valseuses، تخطيت عصري. لا أظن أنني اختبرت ثورة.

أواجه صعوبة في تصديق أنك لم تود يوماً هز الأوضاع القائمة...

كلا. في مايو 1968، كنت في مسرح l’Odéon حيث رحت أتأمل الناس وهم رافعون أيديهم المزينة بساعات جميلة، منادين بما يُدعى ثورة. أردت أن آخذ منهم مجوهراتهم تلك لأقدمها للفقراء. كنت روبن هوود المسرح .

نرى من خلال الكتاب أنك زرت دير الشاولين. عمَّ كنت تبحث هناك؟ الهدوء؟ حقيقتك؟

لا أعلم، لا يمكنني أن أفسر ما شعرت به. أحسست بحرية كبيرة عندما سلكت هذا الدرب. فلا داعي لأن تملك هدفاً في الحياة كي تستمر. باتت الثورة مفهوماً مستهلكاً في كل مكان، خصوصاً في هذه المرحلة. أما السلام، فلا أحد يفكر فيه.

لا بد من الإشارة إذاً إلى أنك لا تحب الاستفزاز...

من الطبيعي أن أشعر أحياناً بالاستياء. لكن هذا بعيد عن الاستفزاز. عندما يعرب ساركوزي على محطة RTL عن استيائه لأن كثيرين يقولون إنه لم يحقق الوعود كافة التي قطعها خلال حملته الانتخابية، هذا استفزاز لأن لائحة الوعود غير المحققة طويلة جداً. أجد  نفسي أحياناً في مواقف تدفع الناس الذين يريدون الكلام إلى ملء القنوات.

إذاً، لا أهمية في رأيك للصورة التي يكونها الناس عنك؟

لا أعبأ بها. ولم أشعر يوماً أن علي أن أبرر أفعالي. بعد 30 سنة من التحليل الفرويدي، تعلمت أن أهذب مشاعري. لست بحاجة إلى دفع الناس أو استفزازهم. في المقابل، أقابل أناساً كثيرين لا يسافرون كثيراً وينتهي بهم المطاف إلى التفوه بسخافات.

ألا يشمل تهذيب المشاعر ألا ننخدع بلحظات يعتبرنا فيها الآخرون مميزين؟

يشكّل الشعور بأننا مهمون جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة البشرية.

وأنت؟ هل تشعر أنك مميز؟

لا أحب سماع أمور مماثلة. لا أنجح في التعامل مع الإطراء، شأنه في ذلك شأن مظهري الخارجي. لذلك لا أملك الكثير من المرايا في منزلي. لا آبه لكل ما يُقال عني. أفضل أن ألتقي أناساً لا أفهم لغتهم، إلا أنني أستطيع رغم ذلك فهم ما يودون التعبير عنه.

ماذا يثير حماستك في الحياة اليوم؟

سؤالك في غير محله... لا تبالغ. لا تثير الحياة كلها حماستي. أعيش الحياة وأشعر بها، فتساعدني على الاسترخاء...

إذاً، ماذا يجعلك تركض؟ لمَ تقبل المشاركة في فيلم مثلاً؟

فيلم؟ ما عدت أعرف... لكن هدفي لا يكون الفيلم بحد ذاته في مطلق الأحوال، بل مَن يمكنني التفاعل معهم. أعرف الطبيعة البشرية وأعي أن اللحظات الجميلة ستأتي لا محالة، مع أنها لا تدوم طويلاً. أهوى التعرف إلى أناس جدد. ومن الجيد أن تحظى بلحظات قصيرة من المرح. لكني لا أعرف مطلقاً ما الصورة التي يكونها الناس عني.

أو ربما يخشونك لأنك تتمع بشخصية قوية.

لا أعرف. يجب ألا ننسى الأفكار التي نتناقلها. كنت أحمل سابقاً أمتعة لم تكن ملكي. أما اليوم، فقد تخلصت منها كلها.

ما كانت هذه الأمتعة؟

تلك التي حملوني إياها من دون أن أدرك ذلك.

ما هي إذاً؟

ما يُقال عني. كنت أشعر أنني أحمل هذه كما كان جان فالجان يحمل الشماعة. صحيح أنني لم أعثر على علاج يلائمني، إلا أنني تعرفت إلى أشخاص جادين يتمتعون بالسكينة، فلجأت إليهم. وهكذا صرت أنعم اليوم بنوع من السكينة.

هل استغرق العثور عليها الوقت؟

لا يمكننا أن نقول إن السكينة تتطلب الوقت لأنها تأتيك من تلقاء ذاتها من دون أن تبحث عنها. لا يقول لك أحد: «في غضون سنة، سأتوصل إلى السكينة». يجب أن تستغل الفرصة. وكما يقول جوفيه، «تؤدي الكلمة إلى الشعور». تتوصل إلى الشكل والحركة أولاً. شاركت قبل زمن في فيلم Tour de France مع رشيد جيداني، مثلت فيه إلى جانب مغني الراب صادق. كانت تلك الموسيقى غريبة وأثارت استيائي. لكني خلال التصوير، تعلمت طريقة جديدة في الكلام، التفكير، والتصرف. وشكل ذلك اكتشافاً مذهلاً.

في شخصيتك وجه قدري: تتقبل الحوادث إن وقعت.

نعم، أرفض خصوصاً السعي وراءها.

عند قراءة ما كتبته عن بوتين، نلاحظ أنك معجب به لأنه «أزعر شقي قديم» ولأنه يقول ما يفعله ويفعل ما يقوله.

تشكل هذه الطبيعة جزءاً لا يتجرأ من الروح الروسية بكل ميزاتها وعيوبها، علماً أن عيوبها مريعة. أعشق الريف في روسيا وفي كازاخستان أيضاً. في هذه القرى نقابل أناساً يعرفون السلام لأن منزلهم مشيد في مكان مناسب.

هل تحن إلى هذه الحياة وإلى أماكن مماثلة؟

لا أحن إليها. لا أقيم في منزلي، بل في منزل أو فندق حيث لا يظل جسمي أسير جدران أربعة في غرفة.

ماذا يجب أن يكون الممثل برأيك؟

يجب أن يتقن استخدام الكلام. ومن الضروري ألا يسعى كثيراً إلى توضيح ما يقول، وإلا حُكم عليه بالفشل.

هل تشعر دوماً أنك ممثل؟

لم أشعر مطلقاً أنني ممثل. دخلت مجال العمل هذا مصادفة. تذهلني حياة مَن يأخذون من التمثيل مهنة. يتمتعون بضحكة تفرحني لأنها صادقة.

لمَ تثير الكلمات اهتمامك كثيراً؟

لأنني أضعتها. وكي نعثر عليها، علينا أن ندرك ما نشعر به وما نعيشه.

فقدت كلامك وما عدت تحمل أي أمتعة. من المذهل الطريقة الحسية التي تستخدمها للتعبير عما تعيشه. هل تشكل صورة بلاغية بحد ذاتك؟

يقتصر الغنى الذي أملكه على ما أحمله في داخلي. فلا أكن أي احترام اليوم إلا للصمت، لأنه يحمل إلي الموسيقى، الانتباه، والإصغاء إلى الآخر. أعيش مع ما أعرفه، على غرار الموتى الذين يعيشون في داخلي من خلال ما اختبرناه معاً. يتقاسمون معي الأصوات، الروائح، والمناظر الطبيعية.

هل يذكرك هذا بأنك إنسان فانٍ؟

يشكل الفناء جزءاً من الحياة اليومية، وهو جيد بالتأكيد. لا أريد العيش إلى الأبد. إلا أنني ما زلت على قيد الحياة.

هل يراودك إحساس بأن كبار رجال السينما، مثل بليه، بيالا، وفيريري،  عبروا، وأنك لن تتمكن من العثور عليهم؟

لا يفيد النظر إلى الخلف. لا شك في أنني استمتعت كثيراً بلحظات مماثلة. إلا أنها عبرت. استيقظت هذه الليلة في الرابعة صباحاً. أقرأ عملاً لفاسيلي كروسمان. لكني أحتاج إلى استراحة من حين إلى آخر. لذلك أضأت التلفزيون. كانت إحدى المحطات تعرض حفل كريستين

وThe Queens. بدا  عصرياً، حماسياً، ومميزاً. صحيح أن لا دخل لبليه أو بيالا فيه، لكنه ممتاز رغم ذلك. إنه عمل معاصر.

الأدب الروسي

• لو كنت في الثلاثين من عمرك، هل كنت ستهتم بشبكات التواصل الاجتماعي؟

لا أظن ذلك. عندما كنت صغيراً، ما كانت المدرسة تثير اهتمامي. كانت عائلتي أمية. وفي سن السابعة، ساعدت والدتي على الولادة حين أنجبت أختي كاترين. قد يبدو هذا أمراً غريباً، إلا أنها كانت تجربة فريدة. أود أن أظهر من ذلك كله أن المدرسة لم تصغ شخصيتي. احتجت إلى وقت طويل لأدرك أهمية المدرسة، خصوصاً بعدما أحسست بالضياع. لكن المطالعة أنقذتني. ما كنت أفهم كل ما أقرأه، إلا أن العناوين كانت تشدني، مثل Le Chant du Monde (غناء العالم) لجيونو. أليس هذا العنوان مميزاً؟

• هذه أيضاً معلومة خاطئة عنك... يبدو أنك تميل إلى الأدب الروسي، مع أنني تخيلتك أقرب إلى أدب أميركا الجنوبية المنطلق، الخيالي، والسريالي أحياناً...

نلاحظ في عالم الأدب الكثير من الفساد والقليل من الأعمال الجيدة. أفضل الكتّاب الروس لما تحتوي عليه أعمالهم من عمق، تأمل، وحميمية. لكن الأخيرة تأتي عنيفة. ويثير الجنون اهتمامي. ثمة رابط قوي بين القداسة والجنون. وبذلك لا نكون بعيدين عن جورج برنانوس.

• أتعتبر الحياة مذهلة دوماً؟

الإنسان مثير للاهتمام. وضع لي الأطباء خمس دعامات في الشرايين. أمسكت بالحياة بين يدي عندما وُلدت أختي. أعطيتها الحياة. ومع أن والديّ لم يشآ إنجابي، أتيت إلى العالم.

• ماذا يثير استياءك؟

الشفقة... لا شيء... لكني أعتقد أن الشفقة مضيعة للوقت لأنني لا أؤمن بها. ما من مسائل كثيرة تثير استيائي. قد أبدو مستاء على المسرح. ربما أحزن وأتجهم. ولكن إن صدم ذلك أحداً ما، أتوقف في الحال؟

• في كتابك، لمَ توجه كلمات قاسية إلى هذا الحد إلى السياسيين؟

لا أتحمل أن يدَّعوا أنهم يريدون العمل للخير. هذا خبث مطلق. عالم السياسة شاذ. لكن مَن يثيرون اهتمامي حقاً هم المزارعون، البناؤون، والجنود. الفساد منتشر في كل زمان ومكان لأنه يشكل جزءاً لا يتجزأ من الحياة العصرية. لكن المزارع في الريف أو في السهل... ما الذي قد يفسده؟ العصفور الذي يزقزق في الشجرة فوقه؟

• لمَ تلتهم كميات كبيرة من الطعام؟

لأعثر على ما أستمتع به.

• ها قد عدنا إلى الصور البلاغية!

 أنتظر تلك اللحظة المميزة التي أود فيها إيقاف كل شيء. تطول هذه اللحظة أحياناً. إلا أني أتوقف فجأة. وأمر بهذه اللحظة اليوم.

• في Le Dernier Métro {المترو الأخير}، تقول: «الحب فرح وألم». هل ينطبق هذا أيضاً على الحياة؟

كلا، الحياة مفاجأة.

• هل أنت سعيد؟

نعم، أشعر بسعادة كبيرة. لا أتكدر بسبب ما ينتظرني. مررت بكثير من الأحزان وأوجاع القلب... على غرار الجميع بالتأكيد. لكني نلت حظوة: تمدني الحرية، لا المال، بالسعادة. تكمن الحرية في أن تملك جوازات سفر عدة. وهكذا صار بإمكاني اليوم السفر حيثما أشاء من دون أن أضطر إلى إبراز أوراقي الثبوتية.

• صار الجميع يعرفك إذاً. كيف حدث ذلك؟

ربما لأنني تبولت في الطائرة... هذه موهبتي... وكان لا بد من أن أستغلها.