بمناسبة اختيار المغفور له الشيخ عبدالله الجابر شخصية عالمية في مجال الثقافة والتعليم لعام 2014/2015 أقامت منظمة التربية والعلم والثقافة «يونسكو» حفلاً في باريس أمس الأول.شهدت العاصمة الفرنسية باريس، وتحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أمس الأول حفل اختيار منظمة التربية والثقافة والعلوم "يونسكو" المغفور له الشيخ عبدالله الجابر شخصية عالمية في مجال الثقافة والتعليم لعام 2014/2015. وأناب سمو الأمير لحضور الحفل، نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، الذي ألقى كلمة نقل في مستهلها تحيات سموه وتقديره العميق للدور المتميز الذي تقوم به يونسكو في سبيل تعزيز ونشر الوعي بالموروث الإنساني وإسهامات الشخصيات الثقافية والتربوية من مختلف دول العالم والاحتفال بإنجازاتها التاريخية.وقال الشيخ علي الجراح، إنه لمن محاسن الصدف أن تقوم الأمم المتحدة ومنظمتها الثقافية بتكريم شخصيتين بارزتين من الكويت وفي نفس الفترة هما صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد والذي اختارته الأمم المتحدة قائداً للعمل الإنساني تقديراً لدوره الريادي على المستوى العالمي في تخفيف معاناة الشعوب المنكوبة ومساندتها، والشيخ عبدالله الجابر الذي كان موضع تقدير وتكريم منظمة "يونسكو" بعدما ترك بصمات مؤثرة في ربط الكويت ثقافياً بالمجتمع الدولي، وحرص على اكتساب الكويت لعضوية "يونسكو" منذ عام 1958، وشدد على التعاون معها في مختلف المجالات التربوية والثقافية، وآمن بذات المثل والقيم والمبادئ التي تقوم عليها المنظمة قبل إنشائها بوقت طويل.وأضاف"بالنيابة عن القيادة السياسية لدولة الكويت وحكومتها وشعبها يسعدني أن أتقدم من المديرة العامة لليونسكو أرينا بوكوفا وأسرة اليونسكو وأعضائها الموقرين بجزيل الشكر وخالص العرفان على تكريم منظمتكم لرمز ثقافي وتعليمي شامخ من الكويت، وأن أؤكد لكم أن الكويت سوف تستمر في دعم مبادئ اليونسكو ومثلها ودورها في شتى المجالات".مجالات التعليموألقت بوكوفا كلمة قالت فيها: أتشرف بحضوري معكم بهذه المناسبة تحت رعاية صاحب السمو للإشادة بالشيخ عبدالله الجابر الذي نستذكر إنجازاته في مجالات التعليم والثقافة إذ خلفت رؤيته وقيادته أثراً جوهرياً على تنمية الكويت.وأضافت بوكوفا أن الجابر كان أحد رواد دولة الكويت، فقد كان مصلحاً تربوياً حينما كان يتولى وزارة التعليم ونجح في تطوير النظام التعليمي وركز على إتاحة التعليم للبنات، كما كان مؤمناً بالثقافة والتعليم كقوى للتجديد والتنمية ودعم التراث، وكذلك مصدر هوية وانتماء وإبداع. بالإضافة إلى أنه كان أول من شجع على التبادل الثقافي وساهم كل ذلك في تشكيل الدولة ومجتمعها وشبابها، وكذلك علاقتها بالعالم على أساس الكرامة والمواساة والاحترام المتبادل.وتابعت "لقد أثنى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تولي سمو الشيخ صباح الأحمد زمام استجابة دولية للأزمة في سورية باستضافة ثلاثة مؤتمرات للمانحين وكنت محظوظة بالمشاركة في احد هذه المؤتمرات ورأيت مدى الأهمية العميقة التي يشكلها للتعليم والثقافة للكويت، كما أشعر بعميق الامتنان إزاء مساهمة الكويت بمبلغ ملايين دولار هذا العام للاستجابة الطارئة لليونسكو للأزمة السورية بالإضافة إلى مساعدات أخرى.وختمت بوكوفات: "نستطيع أن نرى إنجازات الشيخ عبدالله الجابر لذلك فمن المهم للغاية أن تكون يونسكو معنية بغحياء ذكرى رحيله".موروث ثقافيكما ألقى سفير الكويت لدى فرنسا سامي السليمان كلمة نيابة عن وزير التربية وزير التعليم العالي ورئيس اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة د. بدر العيسى كلمة قال فيها: "نحتفي اليوم بذكرى الشيخ عبدالله الجابر الذي كان شخصية عالمية تركت لنا موروثاً ثقافياً وتعليمياً استفادت منه الإنسانية، رجل حمل قلباً كبيراً عامراً بحب الخير للناس، اتسم عطاؤه بالتدفق والتميز، امتدت اهتماماته التربوية والفكرية لتشمل الراغبين في العلم من أبناء الخليج العربي والدول العربية وما يقرب من 40 دولة في العالم، وهو ما حدا بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على اختياره للعامين 2014 - 2015 ضمن الشخصيات العالمية التي كانت لها إسهامات مشهودة في النهضة الإنسانية.وتابع: نحن لا نبالغ عندما نذكر أن الجابر جسد فعلاً قيم ومبادئ يونسكو الإنسانية وقبل إنشائها في إتاحة التعليم للجميع دون تمييز وهو أول من أسس المدارس النظامية الحديثة في الكويت، وأول من افتتح مدرسة لتعليم الفتيات وأول من أسس نظاماً لتعليم وتدريب المعلمين وأول من شجع التبادل الثقافي إلى جانب تأسيسه لدائرة المحاكم وبلدية الكويت ودائرة المعارف ودائرة الأوقاف والأيتام وغيرها من المؤسسات الوطنية.وأثنى السليمان على الجهود الرائعة للشيخة منى الجابر وجميع أعضاء اللجنة المنظمة للاحتفالية في الإعداد والتوثيق والتنظيم لهذا الحدث الإنساني الرائد.بعدها، تم عرض الفيلم الوثائقي بعنوان "الشيخ عبدالله الجابر الصباح رائد الثقافة والتعليم".حب التاريخوألقت ممثلة أسرة الشيخ عبدالله الجابر رئيس مركز الوثائق التاريخية ومكتبات الديوان الأميري ورئيس اللجنة العليا المنظمة لاحتفالية اختيار الشيخ عبدالله الجابر الصباح كشخصية عالمية من قبل اليونسكو لعام 2014 - 2015 الشيخة منى الجابر كلمة قالت فيها: "يسعدني ويشرفني بصفتي ممثلة عن أسرة المغفور له الشيخ عبدالله الجابر ونيابة عن والدي الشيخ جابر العبدالله أن أعبر عن بالغ الشكر والاعتزاز لقرار اليونسكو اختيار الشيخ عبدالله الجابر شخصية عالمية رائدة في مجال الثقافة والتعليم لعامي 2014 - 2015.وأضافت الشيخة منى: أقف اليوم وكلي فخر واعتزاز أن أكون حفيدة هذا الرجل الذي سبق عصره شخصية عرفتها عن قرب واكتسبت منها حبّ التاريخ، فإلى جانب كونه رائداً للثقافة والتعليم فهو ذاكرة الوطن ومؤرخه. اليوم نجتمع لنستذكر إنجازات رجل شهد تاريخ منطقة مهمة من العالم، وشارك في جميع الأحداث التي مرت بها بلاده، وخدم وطنه بكل ما يملك.. وترك أثراً على أجيال متعاقبة في بلاده وخارجها... رجل كان يؤمن بالمساواة في نشر التعليم دون تفرقة بين جنس أو عرق أو دين، وهو انعكاس لسياسة دولة الكويت ومؤازرة من حكامها الذين آمنوا برسالته.وتقدمت بجزيل الشكر من صاحب السمو لرعايته لهذا الحفل ومن منظمة اليونسكو على اختيار الشيخ عبدالله الجابر من ضمن شخصيات عالمية تركت أثراً في الجانب الثقافي والإنساني.بعد ذلك قام ممثل سمو الأمير بافتتاح معرض الصور التاريخية لإنجازات الشيخ عبدالله الجابر في مجال الثقافة والتعليم.وزيرة الثقافة البحرينية: شخصية الجابر حفرت اسمها بذاكرة التاريخأشادت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة باحتفالية اختيار «يونسكو» للمغفور له الشيخ عبدالله الجابر شخصية عالمية في مجال الثقافة والتعليم لعام 2014 - 2015.وقالت الشيخة مي آل خليفة لـ«كونا» على هامش المناسبة، إن «هذه الاحتفالية الجميلة التي تكرس دور الأشخاص الذين قدموا للوطن الكثير يستحقون منا أن نحفر أسماءهم في الذاكرة، وأن نسجل مواقف تعيشها أوطاننا ولأشخاص قدموا لنا الكثير».وأضافت أن «أهمية هذه الاحتفالية تكمن في أنها جاءت بالتشارك مع اليونسكو، حيث يأتي التكريم من المؤسسات التعليمية والثقافية الدولية لنقول إن الثقافة هي مفتاحنا إلى العالم».وتابعت: «نحن عبر التاريخ الذي صنعه كبار الرجال وحققوا لأوطاننا الكثير نستطيع أن نمرر رسالة مهمة بأننا في عالم عربي نتمسك بمستقبلنا من خلال النظر إلى ما حققه الآباء والأجداد، فهنيئاً للكويت هذه الاحتفالية».سفراء عرب يشيدون بتكريم «اليونسكو» للراحلأعرب عدد من السفراء العرب لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عن فخرهم واعتزازهم باختيار منظمة اليونسكو للمغفور له الشيخ عبدالله الجابر شخصية عالمية ساهمت في نهضة الإنسانية في مجال الثقافة والتعليم لعام 2014 - 2015.وقال رئيس المجلس التنفيذي في اليونسكو، مندوب مصر الدائم محمد عمرو لـ»كونا»: «أنا سعيد جدا وأشعر بالفخر الكبير بشخصية رائد التعليم الشيخ عبدالله الجابر، وأؤكد ضرورة السعي لإبراز تلك النماذج الرائدة والرموز الوطنية التي عاصرت حقبة معينة مزدهرة في العالم العربي، حتى يدرك ماذا عمل جيل الآباء على مدى سنين طويلة لضمان مستقبل الجيل الجديد».من جانبه، أكد المندوب الدائم لدولة الكويت لدى اليونسكو، د. مشعل حيات «الأهمية الاستثنائية» لإقامة الاحتفالية في عاصمة مقر اليونسكو، مما يعطيها زخما دوليا لإبراز مسيرة مؤسس النهضة التعليمية في الكويت امام العالم اجمع.وقال ان «المغفور له حمل على عاتقه تطوير التربية والتعليم والثقافة والشباب في دولة الكويت منذ نشأتها، وكان يتصدر العديد من المهام التي تعنى فيها وزارات عديدة، كما أبرز أهمية المرأة في المجتمع وطبق المبادئ الأساسية الإنسانية التي تتبناها اليونسكو قبل نشأتها، ومن أبرزها المساواة بين الجنسين ونشر السلام والمحبة».من جهته، قال المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، زياد الدريس، إن «المغفور له كان ذا شهرة واسعة في المملكة العربية السعودية، بحضوره الدائم في المناسبات والفعاليات»، وأعرب عن اعتقاده بأن «المناسبة التي وضعت له في اليونسكو للاحتفال باسمه في 2014-2015 ليست كافية ولا موازية لحجم العطاء الذي قدمه ليس للكويت فقط، بل وللمنطقة بأسرها».
محليات
الأمير يرعى حفل اختيار عبدالله الجابر شخصية عالمية
14-11-2015